خلايا النحل القديمة.. مصائد تتحدى التضاريس بمنطقة عسير

تتميز منطقة عسير بتنوعها الثقافي والتاريخي، حيث تضم العديد من المعالم الأثرية التي تعكس تراث المنطقة وحضارتها العريقة، ومن أبرز هذه المعالم خلايا النحل القديمة، في مركز أحد ثربان، والتي تعد شاهدا على قوة وعزم الإنسان، في تلك المنطقة.

رصدت جولة ميدانية لوكالة الأنباء السعودية (واس) خلايا نحل خشبية "عيدان" تعود لعشرات السنين، وضعت في أعالي الجبال، وفي مواقع وعرة جدا، لاستقطاب جموع النحل المهاجرة.

مصايد النحل

وأكد أحد سكان أحد ثربان، موسى الشهري، أن معظم تلك المناحل تعود لفترات زمنية قديمة، وبعضها لا يزال مجهولًا تاريخه.

خلايا النحل القديمة بعسير

وأوضح الشهري، أن الهدف من وضع خلايا النحل، هو جذب جموع النحل المهاجرة، والتي تفضل الأماكن المحصنة في الجبال والكهوف الصغيرة، كما أنها توفر الحماية للخلايا، من التلف أو الاعتداء من الحيوانات أو السرقة.

وأكد الشهري، أن هذه المناحل، كانت تعد من أبرز الموارد الاقتصادية للأهالي، فقد تُباع كمية قليلة من العسل المستخلص منها، بأثمان غالية في تلك الأزمان، نظراً لجودة العسل العالية وندرته.

وتعد «أحد ثربان»، من المواقع السياحية والزراعية الجاذبة، حيث يتميز بالأراضي الزراعية والرعوية الخصبة، التي يسقيها «وادي يبه» و«وادي الأحسر».

وبخلاف خلايا النحل، اشتهر المركز، بوجود «العين الحارة»، التي تقع غرب محافظة المجاردة، بمسافة تقدر بنحو 45 كليو مترا، وتبعد عن «أحد ثربان» جنوبا، بحوالي 8 كم، والطريق الموصل إليها معبد.

وهي عبارة عن عين فوارة بحرارة مرتفعة، ذات مادة كبريتية، يرتادها الزوار من جميع أنحاء المملكة، وأبناء دول الخليج.

جبل أحد ثربان يلفت أنظار الزائرين

ومن أبرز ما يلفت أنظار الزائرين لجبل «أحد ثربان»، المباني الحجرية الصغيرة التي تعلو الصخور النارية، المساء الضخمة، والمنتشرة في أعالي الجبل.

ويشير الشهري في حديثه لـ«واس»، إلى أنها تسمى محلياً «المغُلقة»، وقد شيدت قديما لحفظ الحبوب، بعد حصادها من المزارع.

وعلى الرغم من انقراض الكثير من الأشجار المعمرة، التي كانت لها استعمالات طبية وغذائية متنوعة، إلا أن «أحد ثربان» ما زالت تضم العديد من الأشجار النادرة، مثل شجرة «المُر»، التي كانت قديما من أهم مصادر علاج الجروح.

وتعد آثار عسير التاريخية، بما في ذلك خلايا النحل القديمة، في مركز أحد ثربان، شاهدة على قوة وعزم الإنسان في تلك المنطقة.

وذلك لأنها تعكس قدرة الإنسان، على التكيف مع البيئة المحيطة به، واستغلال الموارد الطبيعية المتاحة له، كما أنها تعد مصدرا مهما للتراث الثقافي والتاريخي للمنطقة.

اقرأ أيضا: واجهة عسير البحرية.. ملاذ محبي البحر في فصل الشتاء