تُدمر العلاقات بشكل عام والزوجية بوجه خاص: أكاذيب حواء.. إدمان مرضي أم وسيلة للدفاع عن النفس؟

 

تلجأ حواء لاستخدام "الكذب"؛ للادعاء، التفاخر بأوهام لا وجود لها، أو قد يكون مرضًا يتفق مع أهدافها الخاصة، وفق شخصيتها، بجانب العديد من العوامل النفسية التي قد تدفعها لإدمان الحيل، واتخاذ درب الكذب طريقًا لحياتها.

وفي تصريحاتها الخاصة لـ "الجوهرة"، أوضحت الدكتورة فايزة عبد الله؛ الأخصائية النفسية، والمستشارة الأسرية والتربوية، أن الكذب صفة ذميمة عندما تصيب المرأة على وجه الخصوص، ومن شأنها تدمير العلاقات بشكل عام، والزوجية بشكل خاص، إلا أن الجميع يكذب بطريقة ما، أو بأخرى، قائلة: "قلّ أن نجد من يسلم من الكذب؛ لكن لماذا نكذب، ذلك هو السؤال الهام الذي يجب معرفة الإجابة عليه".

ما هي الأسباب التي تدفع المرأة للكذب؟

أكدت فايزة عبد الله أن لأكاذيب حواء أسباب كثيرة، من أهمها الدفاع عن النفس، وهو الهدف الذي يستدعي التدخٌل لحل مشكلاتها، إلا أن المرأة في العديد من الأوقات تلجأ إلى الكذب بهدف الحصول على منفعة مادية، ومعنوية على حد سواء، أو للفت انتباه الآخرين تارة، وللتظاهر بصفة معينة تارة أخرى.

كما تكذب حواء للعديد من الأسباب التي قد تبدو إيجابية؛ وذلك في حالة مراعاتها لشعور الآخرين، أو خوفًا من يُساء فهمها، أو لإخفاء حقيقة معينة، قد يترتب على معرفتها رد فعل يشمل مخاطرًا كبيرة.

وحذرت عبد الله من بعض الأسباب التي تُجبر المرأة على الكذب؛ حيث تبدأ بالدخول في تلك الدوامات اللانهائية بسبب نقص الثقة بالذات، أو في حالة وقوعها تحت تهديدات الشريك، أو الأهل، وهو الجانب المظلم لحياة تتضمن الكثير من المشكلات التي تحتاج لدعم متواصل، وحلول جذرية.

للكذب أنواع تختلف وفقًا للهدف

واصلت الدكتورة فايزة تصريحاتها قائلة: "إن أنواع الكذب تختلف تبعًا للهدف منها؛ إذ يوجد 4 أنواع من الكذب"، وهي:

  1. الكذب الانتقامي: يشمل هذا النوع من الكذب طريقة الافتراء، واتهام الآخر بغرض الانتقام.
  2. الكذب الخيالي: هو النمط الذي يمارس، كالتاجر عندما يعرض تجارته.
  3. الكذب الدفاعي: تمارسه المرأة حين تتعرّض لخطر ما.
  4. الكذب الادعائي: يهدف هذا النوع إلى الظهور بمظهر المقتدر ذي العلاقات المتنوعة لغرض الخداع.
أسباب إدمان المرأة للكذب

يهدد الكذب عالم حواء، في حالة إدمانها له في كل جوانب حياتها؛ وذلك عندما تحاول أن تُزيّن واقعها بسبب تدني المستوى الاقتصادي او الاجتماعي، فضلًا عن تضٌخم مستوى الذات.

وقد يؤثر نمط الشخصية في ممارسة الكذب؛ فمثلًا تحاول الشخصية "النرجسية" الظهور بطريقة أفضل، بالإضافة إلى الشخصية "الحدية" التي تتخذ من الكذب وسيلة للخداع أو الإغراء، علمًا بأن اضطراب الشخصية الحدية يعاني من الخوف الشديد من الهجر، أو عدم الاستقرار، وقد تجد صعوبة في تحمل الوحدة.

كما يُمكن أن تصاب المرأة بداء إدمان الكذب المرضي، أو ما يُسمّى بهوس الكذب "الميثومانيا"؛ وهو الكذب غير المعقول، المُحرج للشخص، أو أقاربه؛ وفقًا لِما أكدته الدكتورة فايزة عبد الله.

كيف يؤثر الكذب على حياة المرأة بشكل خاص؟

تتأثر حياة المرأة بشكل خاص، وتتعرّض لمشكلات أسرية، واجتماعية، عقب وقوعها فريسة لإدمان الكذب؛ فعلى الصعيد الأسري قد تفقد ثقة زوجها، وثقة من حولها، أما في حياتها العامة؛ فإن المرأة تُصبح مثارًا لسخرية الآخرين، واستهزائهم، فضلًا عن تجنٌب الآخرين، وخوفهم من التواصل معها، وبالتالي صعوبة استمرار علاقاتها الحياتية.

كما تُقدّم المرأة قدوة سيئة للمجتمع؛ خاصة عندما تكون أمًا ومربية؛ لأنها تُنشئ أبناء لديهم مشكلات نفسية واجتماعية، نتيجة الكذب.

هل تسامح المرأة إذا تعرضت للكذب؟

وعن ردود أفعال المرأة تجاه الكذب، اختتمت الأخصائية النفسية تصريحاتها أنها تختلف حسب شخصية المرأة، إلى جانب نوع ودرجة الكذب؛ فإذا كانت المرأة صارمة وشديدة، فلن تتساهل في ردة الفعل؛ خاصة إذا كان الكذب في شيء يُهدد كيانها، أو يتعلّق بأسرتها، وقد تتساهل أو تتجاهل الموضوع بشكل عام.

أما إذا كانت المرأة متساهلة بطبيعتها، وتقدّم مصلحة الأسرة على مصلحتها الشخصية، نجدها تُسامح، وتتساهل علمًا بأن الكذب قد يهدد حياتها بأكملها.