تغير المناخ.. كارثة تهدد الأطفال وحلول لمواجهتها

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أن تغير المناخ للأطفال يُمثل تحديًا كبيرًا صحتهم في جميع أنحاء العالم.

تغير المناخ للأطفال

وعلى الرغم من أن الأطفال ليسوا المسؤولين عن الأفعال والمواقف التي تؤدي إلى تغير المناخ، إلا أنهم هم مَن سيتعين عليهم تحمل العبء الأكبر من نتائجه السلبية.

الآثار الحالية لتغير المناخ زاد مؤخرًا معدل الظروف المناخية وظروف الطقس القاسية، مثل: موجات الحرارة والأعاصير والفيضانات وبكثافة أكبر بشكل ملحوظ، وأضرارها كارثية بالأطفال، كالتالي:

ــ تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة الإنسان، بما في ذلك حياة الأطفال. ــ تدمر المنازل والمدارس والمستشفيات، وغيرها من المرافق الضرورية لرفاهية الأطفال. ــ تتسبب تلك الكوارث في تلوث المسطحات المائية، فضلاً عن شبكات الصرف الصحي، ما يؤدي لانتشار العديد من الأمراض، مثل الكوليرا، والتي تستهدف الأطفال بشكل كبير. ــ في الوقت نفسه، تسبب حالة من الجفاف في جميع أنحاء الكوكب.

«مسك» يعزز الطاقات الإبداعية لدى الأطفال عبر فعالية «عوالمنا»

وينتج عما سبق، فشل في إنتاج المحاصيل الزراعية، وبالتالي تضخم تكاليف الغذاء، ما يسبب انخفاض المواد الغذائية للفقراء، نقص التغذية التي قد تدوم مدى الحياة.

بالإضافة إلى فقدان سبل العيش، والحاجة إلى الهجرة إلى مكان آخر لكسب الرزق أو تغطية سداد الديون التي يتكبدها البشر نتيجة لخسائر المحاصيل.

مما يؤدي إلى الإهمال العام للأطفال، بالإضافة إلى عدم القدرة على توفير فرصة للأطفال؛ للتعلم والنمو والعمل واللعب بطريقة تناسبهم.

وقريبًا، ستصبح الأمراض، مثل حمى الضنك والملاريا، أكثر شيوعًا نتيجة تغير المناخ.

وفي الواقع، فإن الأطفال دون سن 5 سنوات يعانون من 90% من الأمراض بسبب تغير نمط المرض الناجم عن تغير المناخ.

تلوث الهواء والالتهاب الرئوي تلوث الهواء وتغير المناخ لهما أسباب مشتركة. ولسوء الحظ، ينتشر تلوث الهواء في المناطق التي تضم أكثر من ملياري طفل.

ونتيجة لذلك، فإن هؤلاء الأطفال يتنفسون هواءً سيئًا، مليئًا بالسموم، ما قد يضعف نموهم البدني والجسدي.

ومن خلال ملاحظة النتائج، فهناك أكثر من 0.5 مليون حالة وفاة تحدث قبل سن الخامسة بسبب الأمراض الناجمة عن التلوث.

وتتفشى وفيات الالتهاب الرئوي بين الأطفال الذين يتعرضون إلى خطر سوء التغذية، وإمدادات المياه غير المأمونة، والافتقار إلى مرافق الصرف الصحي الصحية التي يتعذر الوصول إليها.

زيادة خطر التغير المناخي أضافت "اليونيسف": "هذه هي المرة الأولى التي ينمو فيها جيل من الأطفال في عالم أصبح أكثر خطورة نتيجة لتغير المناخ والبيئة المتدهورة".

وتابعت: يجب أن يتم فرض عقوبة على من يتسببون في تغير المناخ، فهم يضرون العالم أجمع وخصوصًا الأطفال الذين يعانون من الفقر، وفقدان الرزق، ونقص الدعم الأسري والفرص التعليمية المنعدمة.

ومع استمرار الأزمة بسبب التغير المتزايد في المناخ، يصبح من الصعب للغاية التغلب على كل تلك المشاكل، تاركين حياة الأطفال أكثر عرضة للخسائر التي لا يمكن تعويضها.

العمل على وجه السرعة يقول الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) في تقريره الأخير، "إن أقل من 11 عامًا يفصل العالم اليوم عن التغييرات التي ستدخل في تأثيرات تغير المناخ الكارثية".

ويضيف: لذا فهذا هو الوقت الذي يتعين علينا فيه خفض انبعاثات الكربون بنسبة 45% قبل عام 2030 وإلا سترتفع درجة حرارة العالم أكثر لأكثر من 1.5 درجة مئوية.

ويجب على صانعي القرار اليوم النظر بشكل عاجل في التدابير لتخفيف آثار التغير المناخي التي سيعاني بسببها أطفال العالم.

الحلول الممكنة تتعاون "اليونيسف" مع شركاء عالميين ومحليين للمساعدة في تحقيق بيئة آمنة ومستدامة غير ملوثة؛ من خلال اتخاذ إجراءات للتخفيف من تغير المناخ.

وتتعامل "اليونيسف" مع هذا التحدي من خلال أربع خطوات:

1 ــ مركز استراتيجيات تغير المناخ حول الأطفال
من خلال جعل الأطفال محور خطط التكيف والتخفيف من تغير المناخ، ويجب أن يتعلم الأطفال كيفية وضع خطة لمواجهة الكوارث المناخية واستراتيجيات لمنع تغير المناخ في وقت مبكر من الحياة.

مثال على ذلك "قمة الشباب حول المياه وتغير المناخ في بوليفيا".

2 ــ الأطفال يمكنهم إحداث التغيير
يجب على الأطفال المشاركة في القرارات التي تؤثر فيهم، وتساعد "اليونيسف" في إنشاء منصات للأطفال والمشاركة في مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن هذه المسألة.

والشباب يمكنهم مساعدة الآخرين في تبني أنماط حياة أكثر حساسية من الناحية البيئية وهناك أمل في تغيير طريقة تفكير مجتمعاتهم في هذه القضايا.

3 ــ اتخاذ إجراءات لمنع أسوأ تأثير لتغير المناخ في الأطفال
تساعد "اليونيسف" أيضًا في إنشاء بنية أساسية تكون آمنة للأطفال؛ لمواجهة تغير المناخ، مثل المدارس والمراكز الصحية ومرافق الصرف الصحي أو المياه.

وهذا سيسهل عملية العناية بالأطفال، على الرغم من التباينات الاجتماعية والاقتصادية.

وتشمل المجالات الرئيسية التي تساعد فيها "اليونيسف":
-خدمات المياه والصرف الصحي.

-الاستخدام المستدام للطاقة.

-الاستجابة لمخاطر الكوارث في المدارس، وكذلك في المراكز الصحية.

ويتم ذلك عن طريق توفير موارد الاستشعار عن المياه، والمضخات والثلاجات الشمسية، وأنظمة إدارة الطاقة والمياه الذكية، والطاقة الشمسية للخدمات الأساسية؛ بما في ذلك الإضاءة والتدفئة والطاقة المعدات الطبية، مثل التعقيم، وإعداد اللقاح وسلسلة التبريد للقاح.

4 ــ خفض الانبعاثات والتلوث
تهدف "اليونيسف" إلى دعم الحكومات في تقليل عدد حالات الالتهاب الرئوي، والحد من التلوث، وترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وكذلك تقليل انبعاثات الكربون؛ من خلال مكاتب اليونيسف في جميع أنحاء العالم.

استشارية توضح أنواع السلوك العدواني لدى الأطفال