تدخل الأهل بين الزوجين.. حماية أم بداية الانهيار؟

في بداية الحياة الزوجية، يحلم الزوجين بعلاقة يسودها التفاهم والسكينة، لكن الواقع قد يحمل تحديات غير متوقعة، أبرزها تدخل الأهل. فمتى يكون هذا التدخل دعمًا حقيقيًا؟ ومتى يتحول إلى مصدر للتوتر والخلاف؟ وفقًا ل”tebtoday”.

حين يتحول الحب إلى سيطرة

يؤكد الدكتور سامي عبد الجواد؛ استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أن أغلب تدخلات الأهل نابعة من نية طيبة، لكن المشكلة تبدأ عندما يتجاوز القلق حدود الاهتمام ليصبح تحكمًا في حياة الزوجين.
ويضيف: “الخصوصية بين الزوجين ليست رفاهية؛ بل أساس نجاح العلاقة”.

الأم الحنون التي تضر من حيث لا تدري

تدخل بعض الأمهات في حياة بناتهن بعد الزواج، بدافع الخوف والرغبة في الحماية. لكن الإفراط في المتابعة يخلقكما. يقول الدكتور “سامي”: |امرأة ضعيفة القرار، ويضع الزوج في مواجهة دائمة مع أهل زوجته”. فالنية طيبة، لكن النتيجة كثيرًا ما تكون توترًا وصدامًا بين العائلتين.

تدخل أهل الزوج.. وجه آخر للمشكلة

الأمر لا يقتصر على أمهات البنات فقط؛ فبعض أمهات الأبناء يرين أنفسهن المرجعية الأولى في حياة أبنائهن حتى بعد الزواج.
هذا النمط يجعل الزوجة تشعر بالمقارنة الدائمة أو الانتقاص؛ ما يؤدي إلى فجوة عاطفية كبيرة داخل العلاقة.

متى يصبح تدخل الأهل ضرورة؟

رغم الأضرار، هناك مواقف يكون فيها تدخل الأهل واجبًا ومطلوبًا، مثل:
  • وجود عنف جسدي أو نفسي.
  • نشوب خلافات حادة تتجاوز قدرة الزوجين على الحل.
  • الحاجة إلى دعم عاطفي أو مالي في الأزمات.
لكن يجب أن يكون التدخل هادئًا، مؤقتًا، وبدون فرض قرارات على الزوجين.

تأثير التدخل على الأبناء.. الدرس الذي يتعلمونه مبكرًا

التدخل الدائم لا يربك الزوجين فقط، بل ينعكس على الأطفال أيضًا.
فالبيت الذي يمتلئ بالصراعات العائلية يترك أثرًا طويل الأمد في نفوس الصغار؛ فينشأون وهم يحملون صورة مشوشة عن مفهوم الزواج والعائلة.

من يملك قرار وضع الحدود؟

يشدد الدكتور سامي على أن حماية العلاقة تبدأ من الزوجين نفسيهما، لا من الأهل. ويقول: “لا بد أن يتفق الزوجان منذ البداية على حدود التعامل مع العائلتين، وأن يظهرا موقفًا موحدًا أمام أي تدخل خارجي”.
فـ الحزم لا يعني القطيعة؛ بل هو وسيلة للحفاظ على التوازن والاحترام.

خطوات عملية لاستقرار العلاقة

  • اتفِقَا مسبقًا على ما يمكن مشاركته مع الأهل وما لا يمكن.
  • لا تتركا الخلافات الصغيرة تكبر بمشاركة أطراف أخرى.
  • استمعا للنصيحة لكن لا تجعلاها قانونًا ملزمًا.
  • اجعلا بيتكما مساحة قراركما المشترك فقط.
  • لا تترددا في اللجوء إلى مختص عند الحاجة.

في النهاية.. التوازن هو المفتاح

الزواج لا ينجح بالحب فقط؛ بل بالفهم والوعي ووضع الحدود الصحية. فتدخل الأهل قد يكون درعًا واقيًا في الأزمات، لكنه قد يتحول بسهولة إلى معول هدم إن تجاوز حدوده.
الذكاء في العلاقات لا يعني الابتعاد عن الأهل؛ بل القدرة على الموازنة بين الخصوصية والقرب، وبين الاستقلال والمودة.
الرابط المختصر :