بمناسبة اليوم الدولي له.. كيف يجعل "التعليم" الأرض مكانًا أفضل لنا؟

التعليمُ حقٌّ من حقوق كل إنسان، ومن المفترض أنْ تكون العمليَّة التعليميَّة ذات طابع تنويري، تهدف لزيادة المعرفة والوعي.

ولكن في الواقع ليس هذا ما يحدث دائمًا، فهناك عوامل مختلفة قد تؤثِّر في النفس، فينعكس التعليم سلبًا على نفسيَّة المُتلقِّي.

اليوم الدولي للتعليم

ويحتفل العالم في 24 يناير من كل عام، باليوم الدولي للتعليم؛ للتوعية بأهميَّة دوره في تحقيق السلام والتنمية.

في هذا السياق، أوضحت سعدية القعيطي؛ الإخصائيَّة النفسيَّة، لـ "الجوهرة"، متى يكون التعليم إيجابيًّا للمجتمع وسببًا للتطور والإبداع ومتى يصبح العكس!

قالت "القعيطي": يساهم التعليم في خفض معدلات الفقر، فإذا كنت تحتاج لوظيفة، فعليك أنْ تتعلَّم -أيًّا كان نوع هذا العلم أكاديميًّا أو حرفيًّا- ومع زيادة المعرفة، يصبح الأفراد أكثر حرصًا على الطرق السليمة للحفاظ على الصحة.

موضحة أنه لذلك نجد، مثلاً، أن معدلات وفيات أطفال الوالدين المتعلِّمين أقل بكثير من معدلات وفيات الوالدين غير المتعلِّمين.

وأضافت: يؤدي انتشار العلوم بكل أنواعها إلى انخفاض معدلات سوء التغذية، كما يساهم في زيادة النمو الاقتصادي والاكتفاء الذاتي، والمشكلة ليست في العمليَّة التعليميَّة بذاتها.

مشيرة أن ذلك من الممكن أن يتعلق بطريقة تقديمها أو متلقيها، وسوف نُسمِّيها -لتتضح الصورة- التعليم السلبي.

التعليم

مقارنة بين العمليَّة التعليميَّة الناجحة و السلبية

وفي مقارنة بين العمليَّة التعليميَّة الناجحة والأخرى السلبية، قالت "سعدية"؛ إن ذلك يتضح من خلال النقاط التالية:

يدفع التعليم الإيجابي لحب العلم، والرغبة في الاستزادة منه، على السلبي الذي يؤدِّي إلى رغبة المتعلم في الحصول على شهادة، أو درجة علميَّة فقط؛ ليتمكَّن من الحصول على العمل.

من المفترض أن يركِّز التعليم على كل جوانب الحياة، ويساهم في رفع الوعي لدى الأفراد.

ولكن التعليم السلبي يركِّز فقط على الناحية الأكاديميَّة، ويهتم بالدرجات، وكيفيَّة تحصيلها؛ مَّا يؤدِّي لتفشي الأنانيَّة، وحب الذات، والنجاح الفردي، وبالتالي لا يساهم في بناء الفرد ككتلة متكاملة في المجتمع، أو يحيا حياة طيِّبة.

يساهم "الإيجابي" في تنشيط الإبداع والتفكير الناقد لدى الفرد، فيما يؤدِّي التعليم السلبي لجعله آلة تتبع النصائح حرفيًّا.

يساعد التعليم في انتباه المتعلم لمَواطن القوَّة لديه واستثمارها، فيما يشعره التعليم السلبي بعدم القدرة على التغيير.

العملية التعليمية الإيجابية تجعل الإنسان بنَّاءً في مجتمعه، وتُعلِّمه كيفيَّة التعامل مع كل المستويات، وواعيًا يتعلَّم من أخطاء الماضي والاستفادة منها، فيما يفشل التعليم السلبي في بث الوعي، وتقبُّل الفرد للاختلاف.

تساهم بعض طرق التعليم في التركيز على الذات، وعدم الاهتمام بالبيئة أو الآخرين، في حين أن كل فرد في المجتمع له دور.

فاهتمامك بنظافة الشارع أمام منزلك مثلاً، أو عدم رميك للقاذورات في الحديقة أو الطريق دليل تلقيك تعليمًا جيِّدًا، أمَّا منظر القاذورات في كل مكان، فدلالة على عدم تلقيك تعليمًا يساهم في بناء المجتمع، ورفع الوعي.

حين تشاهد شخصًا يسقط من دراجته، سوف تقوم تلقائيًّا بمساعدته، ولن تتأثر بالعصبيَّات المختلفة، سياسيَّة كانت أو حتى تشجيع نادي كرة قدم!

العلم الذي لا يساعد في تحقيق الهدف الأكبر، وهو الصالح العام للمجتمع، لا يُعتبر مجديًا، فما فائدة كونك طبييًا ولا تساهم في رفع الوعي من الناحية الصحيَّة؟! وما فائدة كونك طبيبًا نفسيًّا أو إخصائيًّا وأنت لا تنشر العلم، وتساهم في رفع الوعي النفسي؟!

وأخيرًا، تؤكد الإخصائيَّة النفسيَّة قائلة: "إنَّ علينا الاهتمام بتعديل العمليَّة التعليميَّة، والبحث عن كيفيَّة الاستفادة القصوى منها، لإنشاء مجتمع صالح؛ وجعل الأرض مكانًا أفضل لنا جميعًا".

قائلة:" ذلك حتى لا ننتج أجيالاً لا تفهم من العلم سوى الكتب المدرسيَّة، ولا تطبِّق شيئًا ممَّا تعلَّمته في حياتها، فالعلم الذي لا يُطبِّق لا فائدة منه".

إنفوجراف| «التعليم»: 6 نصائح لاجتياز امتحان منتصف العام الدراسي