"باركنسون".. المرض الذي لا علاج له.. ولكن!

يتوحد العالم يدًا بيد في الحادي عشر من فبراير من كل عام؛ من أجل الدعاء لمرضى "باركنسون"، هؤلاء ممن منحتهم الأقدار الخيارات الأصعب في رحلة الحياة، بين الشلل الارتعاشي الدائم، أو الخرف والتشوّه الحركي المبكر.

وحول أعراض "باركنسون"، وأسبابه، كشف الدكتور زهيري رشيد؛ أخصائي المخ والأعصاب، في تصريحاته الخاصة لـ "الجوهرة"، أنه المرض الذي لا علاج له، مؤكدًا أن "الأدوية ماهي إلا وسيلة لتحسين الأعراض فقط".

ما هو مرض "باركنسون"؟

قال الدكتور زهيري رشيد إن مرض باركنسون يعتبر اضطرابًا في الجهاز العصبي المركزي، ينتشر تدريجيًا بعد موت خلايا المادة السوداء؛ المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين ـ الضرورية لتوازن الحركة عند الإنسان- بمنطقة الدماغ المتوسط؛ التي تؤثر على الجهاز الحركي بالجسم.

وأكد رشيد: "رغم أن الرعاش هو الأبرز شيوعًا بين أعراض مرض باركنسون، إلا أنه يؤثر أيضًا على الحركة، تعبيرات الوجه، كما يصبح القلق شائعًا في المراحل المتقدمة من المرض، وبينما يقتحم الاكتئاب حياة المرضى دون هوادة؛ فإنهم يعانون بشكل دائم من اضطرابات النوم، الهلع، المشاكل العاطفية، والوسواس القهري".

أضاف دكتور المخ والأعصاب، أن أسوأ أعراض المرض هو "الخرف"؛ حيث يزداد انتشاره مع التقدم في السن، وطول مدة المرض، كما يرتبط الخرف مع تدني المستوى المعيشي، أو الإهمال في تقديم الرعاية التمريضية بالمنزل.

وكشف رشيد أن المرض يصيب الفئة العمرية بين 40 إلى 60 عامًا، فيما تظهر أعراضه في بعض الأحيان في سن مبكرة، وفي هذه الحالة يُسمى بمرض "باركنسون الشبابي"، وتعود أسباب الإصابة به إلى عوامل وراثية كمرض ضمور العضلات – الذي يٌسبب الشلل أيضًا-، أو بيئية نتيجة التعرٌض للسموم.

مرض لا علاج له

ونوّه أخصائي المخ والأعصاب، بعدم وجود علاج لمرض باركنسون، لافتًا إلى أهمية تناول غذاء يحتوي على الحبوب الكاملة، وأطعمة غنية بالكالسيوم والبروتين؛ لتأمين سلامة العظام، وضمان سهولة عملية الهضم، بالإضافة إلى التحكم في ضبط سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم.

وعلى الرغم من عدم وجود علاج فعلي، لكن يمكن للأدوية أن تساعد في تحسين الأعراض، وقد تساهم زيارة الطبيب في الوقوف على إمكانية إجراء جراحة بهدف تحفيز مناطق محددة في الدماغ، وتحسين الحالة المزاجية؛ لاسيما في ظل غياب الوعي المجتمعي بماهية المرض، حسبما وصف "رشيد".

وعن طرق الوقاية، أفاد الدكتور زهيري بأن بعض الأبحاث الطبية توصلت إلى فائدة الكافيين، مثل: "القهوة والشاي"، في التقليل من خطر الإصابة بالمرض، وذلك لعدم معرفة الأسباب الحقيقية له.

واختتم د. زهيري رشيد تصريحاته، مُشددًا على أهمية الرعاية النفسية للمريض، وضرورة تقديم الدعم له من قبل العائلة والأصدقاء، بالإضافة إلى خضوعه للعلاج الطبيعي؛ وذلك للحفاظ على صحته الجسمانية والنفسية من التدهور.