اليوم.. "سينما عبد الحميد شومان" تعرض الفيلم الألماني "مانيفيستو"

تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، في السادسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء، الفيلم الألماني "مانيفيستو" للمخرج الفنان جوليان روزفيلدت.

انطلق الفيلم، الذي يعد تجربة فنية جديدة، من تجهيز أدائي فني قام بإعداده المخرج نفسه، وتمثل في ثلاث عشرة لوحة مشهدية قامت ببطولة كل منها الممثلة كيت بلانشيت، التي أدت اثنتي عشرة شخصية مختلفة، بما فيها شخصية عجوز متشرد. وجرى عرض هذه اللوحات في ساحة ضخمة، ثم قرر إعادة تصوير هذه اللوحات؛ ليصنع منها فيلمًا سينمائيًا، البطولة المطلقة فيه لكيت بلانشيت بشخصياتها المتنوعة.

لا ينطوي الفيلم على حكاية متصلة بل مشاهد منفصلة، ولا يوجد فيه حوار بل تعليق وخطابات تلقيها كيت بلانشيت في مناسبات مختلفة، دون أن يكون للتعليق أو الخطابات صلة بالمشهد المصور، بل على العكس من ذلك يتناقض الشريط الصوتي تمامًا مع المشهد المصور؛ فمثلا تلقي كيت بلانشيت خطبة في أثناء جنازة، وفي حين أنه من البدَهي أن تتعلق الخطبة بنوعية المناسبة، وتتضمن رثاء الراحل، فإن كيث بلانشيت تقدم بلهجة تحريضية مجموعة نصوص من بيان الدادائيين، الذي أعلنوه في بداية القرن العشرين، وتشتمل على الدعوة لمحاربة الفن بالفن، ورفض العقل والمنطق.. إلخ.

ويتكون الجانب الصوتي الكلامي في الفيلم من تجميع عدد كبير من نصوص وبيانات لمجموعات وتنظيمات سياسية، أو فكرية، أو فنية، يستخدمها المخرج للتعبير عن أفكاره ومواقفه من الفن والحياة، وبخاصة الفن الحديث والحياة الرأسمالية المعاصرة، ساخرًا من الاثنين ومنددًا بهما.

الجانب البصري مختلف تمامًا، فهو يعرض مشاهد متنوعة؛ مثل: نساء مسنات يشعلن الألعاب النارية ويمرحن وسط حقل، متشرد يصرخ واقفًا فوق سطح بناء عال، فرقة راقصة تتدرب استعدادًا لإقامة استعراض، مشهد لحرق النفايات، أطفال في المدرسة، وغير ذلك الكثير.

تتضمن نصوص البيانات المتنوعة، الكثير من الطروحات التي تهدف إلى هدم كل ما هو تقليدي أو مزيف في الفكر والفن، وتتضمن أيضًا نقدًا عنيفًا للمجتمع الرأسمالي المعاصر عبر ما ينتجه من فن وفكر وما يتضمنه من ظلم اجتماعي.