(الهولوجرام) يعيد كوكب الشرق للحياة بـ (السعودية)

في ليلة حالمة، أطلّت كوكب الشرق أم كلثوم؛ بحفل كامل عبر تقنية "الهولوجرام" أو ما يُعرف بـ "التصوير التجسيمي"، على مسرح مرايا بمحافظة العلا، في عرضٍ أنتج بالتعاون بين "مجموعة MBC" و"NDP" للإنتاج، جعل الجمهور السعودي يسهر في ليلة من ليالي "ألف ليلة وليلة"، أعادت للذاكرة أداءً بلا مثيل، وهو يشاهد " سيدة الغناء العربي"؛ تُصَدْح في العلا بكل ملامحها متجسدة أمامه بمهرجان "شتاء طنطورة" الثقافي.

بدأ الحفل، بوصلة طربية مباشرة قدمتها "سناء جميل"؛ من عائلة الراحلة أم كلثوم، غنت فيها "أنساك"، كما غني محمد الشرنوبي؛ "الهوى غلاب"، "دارت الأيام"، و"حيّرت قلبي"، وأطل الموسيقار والملحن المخضرم فاروق سلامة؛ العازف الوحيد الموجود بيننا ممن كان له شرف العزف مع فرقة أم كلثوم أثناء حفلاتها، الذي عزف بعض المقطوعات المنفردة من أغنيات كوكب الشرق.

تلا ذلك ظهور أم كلثوم بتقنية الهولوجرام، التي عادت لِتُطرب مسامع الجمهور مجددًا عبر تجربةٍ عابرةٍ للزمن، لتُبهر الحاضرين بصورة حية ثلاثية الأبعاد، تصاحبها على المسرح أوركسترا صوت مصر، في أجواء غلبها روح الطرب الشرقي الأصيل من الزمن الجميل، لتُبدع في شدو أربع أغاني من أجمل أغانيها، وهم: "أنت عمري"، "ألف ليلة"، "سيرة الحب"، "لسه فاكر".

كما أطلت الممثلة المصرية "صابرين"؛ التي سبق لها تأدية دور "أم كلثوم" في المسلسل التليفزيوني الشهير، خلال الحفل، علماً بأن لـ "صابرين" مشاركة في تنفيذ المحاكاة الكمبيوترية التي استُخدمت في تصميم "الهولوجرام"؛ وذلك عبر حركات الجسم والوجه، وغيرها من التفاصيل.

لاقت الحفلة صدي رائع، على مواقع السوشيال، وخاصًة موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، حيث تصدر هاشتاج "أم كلثوم في السعودية"، قائمة الأعلى تداولًا في المملكة، بعدما شارك الآلاف بتغريدات تعبر عن إعجابهم بفكرة إحدى الشركات الفنية السعودية بإحياء حفل للمطربة المصرية الراحلة بطريقة مبتكرة.

الجدير بالذكر، أن هذه التقنية استخدمت عالميًا في سلسلة أفلام "حرب النجوم"، أثناء تصوير أحد وسائل الاتصالات والتخابر الخاصة بالمستقبل، وفي فيلم "أوشنز 12"، أثناء عملية سرقة إحدى التحف الثمينة، حيث استخدم التصوير المجسم لإيهام الناظرين بأنها لا تزال في مكانها.

ويلزم لاستخدام هذه التقنية ثلاثة أشياء، هي "جهاز الليزر"، الذي ينتج الضوء الأحمر، وهو ليزر الهليوم نيون، والعدسات، وعلى خلاف عدسات الكاميرا يكون دور العدسات في الهولوجرام تشتيت الضوء وتفريقه على مساحة من الجسم المراد تصويره، و"مجزئ الضوء"، تلك المرآة التي تعمل على تمرير جزء من الضوء وعكس الجزء المتبقي، وأخيرًا "المرايا"، التي تستخدم في توجيه أشعة الليزر عبر العدسات ومجزئ الضوء إلى الموضع المحدد.

تعود جذور الهولوجرام، "التصوير التجسيمي"، إلى عام 1947، عندما توصل العالم دينيس جابور؛ للتصوير المجسم في محاولة منه لتحسين قوة التكبير في الميكروسكوب الإلكتروني، ساهم ضعف موارد الضوء التي لم تكن متماسكة وأحادية اللون بذلك الوقت، في تأخر ظهور التصوير المجسم إلى وقت ظهور الليزر عام 1960، تمتلك هذه التقنية خاصية فريدة تمكن من إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها الثلاثة في الفضاء، وحتى تتم تلك العملية يجب استخدام أشعة الليزر.