الفنانة سكنة حسن: التنوع الثقافي والحضاري مُلهم للمرأة السعودية

إن التنوع الثقافي والحضاري بمناطق المملكة العربية السعودية، جعل المرأة تستوحي منها الزخارف والتصاميم التي تعكس هذه الهوية في أزيائها وزينتها وطريقة لباسها، كما دفع بعض الفنانين إلى توثيق هذه الفنون التي كانت مرجعًا للمصممين.

‎وتعليقًا على ذلك، تؤكد الفنانة السعودية سكنة حسن، أن نساء الصحراء تركن إرثًا عظيمًا مرتبطًا بالآثار عبر إبداعهن في الفنون، وهن يستغرقن عدة شهور لخياطة الملابس، ويصنعن الحلي في وسط الصحراء؛ حيث رُسمت 13 لوحة تعبر كل منها عن ثقافة المناطق الرئيسة في السعودية "المحافظات"، وبداخل كل محافظة قبائل، تمتاز كل منها بنمط مختلف من الأزياء.

وقالت سكنة: "أعتقد أن النساء في تلك السنوات الماضية كُنَّ يمتلكن موهبة وإبداعًا أعلى مما نمتلكه اليوم"، فعلى سبيل المثال: كانت الأزياء في القصيم ترتبط بشكل الآثار الموجودة في الأرض نفسها، كما تأثرت مناطق أخرى بحضارات مختلفة؛ وهو ما اتضح من خلال تلك الأزياء، فالمنطقتان الشرقية والوسطى متأثرتان بالهند؛ بسبب التجارة، فيما تأثرت المنطقة الشمالية بحضارة الشام، والمنطقة الجنوبية بحضارة اليمن؛ بسبب القرب منهما.

‎وأضافت: "إن اهتمامي في لوحاتي بالمرأة والأزياء التي صنعتها، يرجع إلى ما تعرضت له من ظلم في توثيق التاريخ لأعمالها في مجال الفنون. ومن واجبي اليوم- وبحكم امتلاكي أدوات لم تكن تمتلكها هي- توثيق هذه الأعمال، ونقلها للأجيال من بعدي. وأما عن اهتمامي بالنساء بشكل عام؛ فذلك نتيجة التصاقي وقربي منهن؛ حيث إحساسي بما يشعرن؛ وهو من نعم الله علي؛ حيث يحضر بعضهن إلى المعرض ويروين لي قصصهن، ويطلبن مني تحويلها إلى لوحة فنية.

‎وعن قدرتها العالية في فهم نفسية المرأة، وتشبهها بالكاتبة "أحلام مستغانمي"، قالت سكنة: "من الصعب أن أقارن نفسي بقامة كبيرة مثل أحلام مستغانمي، ولكن إذا كان للون تأثير- كما للكلمة- واستطعت توصيل هذا الإحساس؛ فهذا عظيم بالنسبة لي".

وأشارت إلى أن بدايتها كانت في عام 2010م؛ حيث كانت أول تجربة لها بعرض إحدى لوحاتها في معرض تشكيلي، ففازت بالمسابقة؛ ما دفعها للمشاركة في المعرض نفسه في العام التالي؛ لتفوز بالمركز الأول، ثم توالت بعد ذلك الجوائز والمشاركات الداخلية والخارجية.