"الشحرورة".. صوت العصرين "القديم والحديث"

"الشحرورة"، "الصبوحة"، "صوت لبنان".. كُلها ألقاب أطلقت على واحدة من أهم أيقونات الفن العربي، والتي كانت من أوائل المغنين العرب الذين وقفوا على خشبات المسرح العالمي في أولمبيا في باريس، وقاعة كارنيغي في مدينة نيويورك، وقاعة ألبرت الملكية في لندن ودار أوبرا سيدني.

"جانيت جرجس فغالي"، أو "صباح" كما عُرفت فنيًا، والتي يوافق شهر نوفمبر من كل عام ذكرى ميلادها ووفاتها، وترجع نشأتها إلى إحدى القرى اللبنانية في محافظة جبل لبنان، والتي كان هو نفس مكان بدايتها الفنية في الصغر حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل، آسيا داغر، والتي كانت تعمل في القاهرة؛ لتوقع معها عقد لثلاثة أفلام دفعة واحدة .

وكانت نقطة تحول صباح، عندما كلف الملحن رياض السنباطي؛ بتدريبها فنيًا، ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم "جانيت الشحرورة" وحل مكانه اسم "صباح" ، ولاقى السنباطي صعوبة كبيرة في تلقينها أصول الغناء خاصة أن صوتها كان معتادًا على الأغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا.

وخلال مسيرتها الفنية، شاركت صباح في عدد كبير من الأفلام ، وغنت بها عدد كبير من الأغاني، وبلغت إحصائيات أعمالها 83 فيلمًا، بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3000 أغنية بين مصري ولبناني، وتعتبر ثاني فنانه عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية .

وغنت صباح لكبار الملحنين، مثل: محمد عبد الوهاب، وزكي ناصيف، والأخوين رحباني، وتوفيق الباشا، وبليغ حمدي، وكان ختام مسيرتها الفنية في نفس شهر ميلادها، حيث توفيت نوفمبر عام 2014؛ لينتهي اسم كان من أهم أيقونات الفن العربي في الزمنين القديم والحديث.