هل كان ضمن حقيبة معلوماتك، أن باطن قدميك تحملان خريطة دقيقة لجسدك بالكامل؟
هذا ما يعرف بالريفلكسولوجي أو “علم المنعكسات”، هو فن قديم تكميلي يجمع بين الطب الصيني التقليدي والطب الحديث، يقوم على فكرة أن كل جزء في القدم يتصل بعضو أو غدة في الجسم وبالتالي عند تدليك هذه النقاط الانعكاسية بأسلوب ووتيرة مدروسة يمكن التوصل إلى ذروة تحفيز الطاقة الحيوية الداخلية وتحسين وظائف مختلف الأعضاء.
فلسفة وأصل الريفلكسولوجي
يعود أصل ممارسة هذا الفن العلاجي إلى أكثر من 4000 عام. حيث استخدم الطب الصيني القديم مبادئ مشابهة في مفهوم “المسارات الطاقية” أو “الميريديان” التي تمر عبر الجسم وتتحكم في تدفق طاقة التشي Qi وانسدادها يؤدي إلى التوعك. ووجدت كذلك رسومات فرعونية على جدران المعابد تظهر المعالجين وهم يدلكون أقدام وأيدي المرضى.
ومع تعاقب السنين طور العلماء في الغرب النظرية إلى ما يعرف اليوم بـ “الريفلكسولوجي”. وأثبتت الأبحاث أن هذا التدليك العميق يساعد في تهدئة الجهاز العصبي، وتنشيط الدورة الدموية وتخفيف التوتر.
كيف تعمل خريطة القدم؟
تنقسم القدم إلى مناطق محددة تمثل أعضاء الجسم المختلفة؛ حيث أطراف الأصابع تمثل الرأس والدماغ والعينين. ومنتصف القدم يتصل بالقلب والرئتين والمعدة، والكعب يرتبط بالأمعاء والأعصاب والوركين.
فالضغط الخفيف على النقطة أسفل الإصبع الكبير يمكن أن يخفف من الصداع والتوتر الذهني. بينما تدليك باطن الكعب يحسن من جودة النوم ومشكلات الجهاز الهضمي.
كما تمتد منافع الريفلكسولوجي إلى الجانب النفسي والعاطفي، فتطبيقه يقلل التوتر والقلق عبر تهدئة الجهاز العصبي وتنشيط الدورة الدموية؛ ما يحسن تدفق الأكسجين إلى الأعضاء.
علاوة على تعزيز جودة النوم خاصة لمن يعانون من الأرق، تخفيف آلام العضلات والمفاصل الناتجة عن الإرهاق اليومي. وهذا فضلًا عن رفع الطاقة العامة للجسم، واستعادة التوازن الحيوي.
ماذا يحدث خلال جلسة الريفلكسولوجي؟
خلال جلسة تدليك القدمين، يشرع المعالج في تدفئة القدمين ثم يستخدم أصابعه وإبهامه للضغط على نقاط محددة. يتم الضغط بلطف ودقة وأحيانًا يشعر الشخص بألم بسيط في بعض المناطق ليدل على وجود توتر أو ضعف في العضو المرتبط بتلك النقطة تحديدًا. وتنتهي الجلسة بالشعور براحة غامرة وخفة في الجسد ودفء فريد.
والجزء المميز حول هذه التقنية أنه يمكن تطبيقها في المنزل بخطوات بسيطة دون الحاجة إلى الاستعانة بخبير. ما عليك إلا الجلوس في مكان هادئ ومريح، استخدام زيت عطري مثل زيت اللافندر أو النعناع لتحسين الحركة. ثم ابدأ بتدليك القدم من الأصابع إلى الكعب بحركات دائرية بطيئة مع التركيز على النقاط المشدودة. والجلسة بنقع القدمين في ماء دافئ لمدة عشر دقائق.
وفي وقت تكثر فيه الانشغالات والروتين اليومي القاتل الذي ترافقه الضغوط النفسية والإرهاق الجسدي المزمن. يعد التدليك من أبرز الطرق المفيدة التي تعين الإنسان على العودة لتوازنه الطبيعي واستئناف أعماله دون الحاجة إلى أجهزة مكلفة أو أدوية ومستحضرات. فراحة الجسد تبدأ من القدمين.