الحب فوق الستين.. حقيقة أم مراهقة متأخرة؟

يعتقد البعض أن الحب له سن مُعين، لا ينضب بعدها، ولكن خبراء الطب النفسي يؤكدون أن الحب شعور يولد مع الإنسان، ويستمر على مدار حياته.

وعلى الجانب الآخر، يعاني البعض من حالة مراهقة مُتأخرة، فيبدأ في ملاحقة الفتيات ونصب شباكه حولهن، دون مراعاة لظروف سنه، أو للفروق بينه وبينهن.

ضوابط وأسس: من جهته، يقول الدكتور جمال فرويز؛ استشاري الطب النفسي، إن الشعور بالحب لا يحدده عمر معين، مؤكدًا على أن كبار السن من حقهم أن يعيشوا الحب ويشعروا به كغيرهم، وفقًا لضوابط وأسس.

وأكد "فرويز" أن الوقوع في الحب ضرورة بشرية لا ترتبط بسن، في حال كان هناك توافقًا بين الطرفين، وأن يكون حبًا شريفًا ينتهي بالزواج، مشيرًا إلى أن كبار السن يحتاجون للشعور بالحب والاحتواء، والعناية في خريف العمر.

وشدد استشاري الطب النفسي، على ضرورة مراعاة التوافق في السن والظروف الاجتماعية حال اختيار شريكة حياة في هذه السن، مشيرًا إلى أن غياب التوافق بين شريكي الحياة قد يؤدى إلى فشل العلاقة.

تجارب جديدة:

بدورها، ترى الدكتورة إيمان دويدار؛ استشاري الصحة النفسية، أن الشعور بالحب لا يعترف بسنٍ محدد، مؤكدة على أن كبار السن من حقهم الشعور بالحب كغيرهم من الفئات العُمرية، على أن تكون تلك العلاقة في إطار من التوافق والمعقولية.

وأشارت دويدار إلى أن البشر فوق سن الستين عام يحتاجون لمن يرعاهم ويشعرهم بالدعم والمحبة، وأن من حقهم الشعور بالحب وخوض تجارب جديدة.

وحذرت دويدار من انسياق كبار السن وراء التجارب التي لا تحمل توافقًا بين طرفي العلاقة، مؤكدة على ضرورة أن يكون هناك تقاربًا عمريًا وعلميًا واجتماعيًا بين الشريكين؛ كي لا تتعرض العلاقة للفشل.

وأوضحت استشاري الطب النفسي أن الوقوع في الحب من شأنه تحسين الصحة النفسية لكبار السن، مشيرة إلى أن الحب يعزز من كفاءة أجهزة الجسم، ويمنح كبار السن أملًا يدفعهم لحب الحياة.

مرحلة النضج:

بدوره، أكد الدكتور محمد علي؛ استشاري الطب النفسي، أن وقوع كبار السن في الحب يعد تجربة ناضجة، مشيرًا إلى أن الدراسات النفسية أكدت أن الرجال يكونون في أنسب حالاتهم للوقوع في الحب بعد سن الستين.

وأكد استشاري الطب النفسي أن غالبية قصص الزواج التي يُكتب لها النجاح تكون بين كبار السن، نظرًا لخبراتهم بالحياة، وكونهم وصلوا لمرحلة النضج، التي تمكنهم من الحفاظ على العلاقة، وحل مشكلات الزواج بطريقة عقلانية، على عكس الشباب الذين تتصف تصرفاتهم ومواجهتهم للمشكلات بالرعونة والتسرع.