الأعراض والعلامات التحذيرية: الحمل خارج الرحم.. الأخطر على حياة الأم والجنين

"مبروك.. أنتِ حامل"، تلك الكلمات تكون كفيلة على رسم السعادة في أبهى حُلة لها بين أفراد الأسرة الواحدة، وخاصة الأم مع الاستعداد للترحيب بالمولود الأول لها؛ ومنها تبدأ التحضيرات لاستقباله، وتنهال على عقلها الكثير من الأسئلة التي لا تُعد ولا تُحصى. هل تقومين بالتمرينات الرياضية المناسبة؟، هل تنتقين طعامك بعناية؟، الطفل في وضعية سليمة أم لا؟، ما طبيعة الفحوصات التي يجب أن تخضعين إليها؟، وغيرها العديد من التساؤلات التي تدور بخُلد المرأة فور معرفتها بقدوم المولود، إلا أن الخطورة الأكبر التي لا تخطر على ذهنها هي أصعب أنواع الحمل، وهو الحمل خارج الرحم، الأمر قد يُشكّل خطرًا على حياة الأم، والجنين. وعن الحمل خارج الرحم الذي يعتبر أصعب أنواع الحمل على الإطلاق، كشفت الدكتورة دعاء الشاذلي؛ استشاري النساء والتوليد والعقم، في تصريحات خاصة لـ "الجوهرة"، عن مفهومه وتداعياته، وطرق العلاج والوقاية منه، لافتة إلى أنه يعتبر حالة طارئة تتطلب العلاج، ويمكن أن تعرض حياة الأم للخطر. قالت الدكتورة دعاء الشاذلي إن هذا النوع من الحمل يعني أن ينمو الحمل خارج الرحم، وهو يُشكّل نحو ٢٪؜من مجموع حالات الحمل في العالم، موضحة أن معظم الحالات التي تعاني منه، يحدث فيها الحمل خارج الرحم في قناة "فالوب" _ وهي الحالات التي يطلق عليها اسم حالات الحمل الأنبوبي _ ويمكن أن يحدث أيضًا في عنق الرحم، والمبيضين، والبطن، مؤكدة أن الأمر يستدعي التعامٌل معه طبيًا، ومعرفة طرق العلاج بالشكل السليم. أعراض الحمل خارج الرحم أكدت الدكتورة دعاء الشاذلي أنه يمكن أن تتشابه أعراض الحمل خارج الرحم مع بعض الأعراض والعلامات المرافقة للحمل الطبيعي، فلا تعرف المرأة _ في بعض الحالات _ أنّ حملها قد حدث في موضع خارج الرحم؛ ولكن بشكل عام هنالك عدد من الأعراض والعلامات التحذيرية التي تدل على احتمالية الإصابة بالحمل خارج الرحم، ومن أهمها: الشعور بألم حاد في البطن، الشعور بآلام حادة، أو النزيف المهبلي الذي يستوجب مراجعة الطبيب ضروريًا، بالإضافة إلى ظهور بعض الاضطرابات على الجهاز الهضمي، مثل: الغثيان، والقيء الذي يكون مصحوبًا بالألم، إلى جانب بعض الأعراض الأخرى، ومنها: الضعف الجسدي العام، والشعور بفقدان التوازن أو الدوار الذي قد يصل حدّ الإغماء. الأسباب والدلائل أوضحت دكتورة النساء والتوليد أن السبب وراء الحمل خارج الرحم، يكمن _ غالبًا _ في وجود عدوى، أو التهاب، أو مشكلة ما في قناة فالوب، وهذه المشكلة قد تمنع البويضة المخصبة من المرور عبر القناة؛ ما يتسبب فى زرع البويضة داخلها، مضيفة: "هناك أشياء أخرى تتسبب في حدوث حمل خارج الرحم مثل: التدخين، أو وجود التهابات في منطقة الحوض نتيجة عدوى معينة، مثل "الكلاميديا"، أو التعرٌض لجراحة سابقة في قناة فالوب، أو في منطقة الحوض، فضلًا عن بعض علاجات الخصوبة، علمًا بأن استخدام بعض وسائل منع الحمل تؤثر سلبًا عليها". وأردفت كلامها قائلة: "لكن كيف يمكن للمرأة أن تعرف الفرق بين الحمل الطبيعي وخارج الرحم؛ ففي الحالة الطبيعية، فإن البويضة المخصبة تتحرك إلى داخل الرحم وتستمر بالنمو على مدى الأشهر التسعة المقبلة، ولكن في حالة واحدة من بين 50 حالة حمل، تبقى البويضة المخصبة في قناة فالوب، وفي حالات نادرة، تلتصق البويضة المخصبة بأحد المبيضين، أو بأعضاء أخرى في داخل البطن". كيف يتم التشخيص؟ يمكن تشخيص الحمل خارج الرحم عن طريق فحص الطبيب لمنطقة الحوض؛ للتأكد من حجم الرحم، ويتم عمل اختبار حمل رقمي ثم يعاد في خلال ٤٨ ساعة؛ وفقًا لِما أكدته الدكتورة دعاء الشاذلي. وعن كيفية علاجه، اختتمت دكتورة النساء والتوليد، تصريحاتها قائلة: "لا يمكن للبويضة المخصبة أن تنمو بشكل طبيعي خارج الرحم، الأمر الذي يحتم اللجوء إلى العلاج الكيماوي، أو التدخٌل الجراحي؛ وذلك حسب رؤية الطبيب المعالج، ووقت تشخيص الحالة، لذلك يجب مراقبة الحمل مع الطبيب، حتى الوصول إلى التشخيص والعلاج المناسب".