الأسياح السعودية.. حكاية اسم وموطن حضارة

تعد محافظة الأسياح واحدة من المحافظات العريقة في المملكة العربية السعودية، تجمع بين عبق التاريخ وأصالة المكان. تقع في قلب منطقة القصيم، وتتميز بموقعها الجغرافي الذي شكل حلقة وصل بين مناطق الجزيرة العربية عبر طريق الحاج البصري القديم.
وتعد محافظة الأسياح إحدى المحافظات التابعة إداريًا لمنطقة القصيم في المملكة، تضم المحافظة أكثر من ثلاث عشرة قرية، من أبرزها: “طلحة، ومدرج، والجعلة، والبرود، وضيدة، والبرقاء، وطريف، والتنومة، وخصيبة وغيرها”.
وتقع هذه القرى على خط واحد يمتد لمسافة تزيد على سبعين كيلومترًا من الشمال إلى الجنوب. تحديدًا على الطريق التجاري القديم المعروف بطريق الحاج البصري، الذي يصل بين منطقة الحجاز ويتفرع إلى الشمال الغربي نحو المدينة المنورة، وإلى الجنوب الغربي في اتجاه مكة المكرمة.
وتحيط بالمحافظة من الشمال منطقة حائل، ومن الجنوب الغربي مدينة بريدة، ومن الشرق منطقة الدهنا.

 تاريخ وتسمية الأسياح

يعود تأسيس محافظة الأسياح إلى عام 1100هـ على يد آل راشد الأسعدي، كما يقطنها عدد قليل من أبناء صالح الذين لا ينتمون إلى آل راشد، مثل آل عمار وآل عامر وآل محمد بن صالح.
وتشير الروايات إلى أن صالح هو الجد المشترك لأهالي الزلفي والأسياح، حيث يوجد في المنطقة عدد من الأسر المنتمية إلى الأساعدة، مثل آل عقاب والحبيشي الذين تعود أصولهم إلى آل عمرو من منطقة بقعا في حائل.
ويمتد إقليم الأساعدة في منتصف الجزيرة العربية من الزلفي حتى بقعا، وهو إقليم عتيبي خالص؛ إلا أن تقسيمات الدولة السعودية الحديثة أدت إلى تفرق الإقليم بين مناطق الرياض وحائل والقصيم والحدود الشمالية.

أما اسم الأسياح؛ فهو جمع كلمة “سيح”، في إشارة إلى الآبار التي كانت تسيح مياهها على وجه الأرض. وقد ورد في بعض المصادر التاريخية أن المنطقة كانت تعرف قديمًا باسم النباج، بسبب كثرة ينابيعها المائية. وكلمة نبج تعني الازدحام وكثرة الأصوات. كما ذكر “الهمداني” في معجم البلدان.

الآثار والمعالم في الأسياح

وتتميز محافظة الأسياح بوجود عدد من المعالم والآثار التاريخية البارزة، منها:
  • قصر مارد الأثري وسد مارد.
  • قصر خريف بن فواز الطويان الواقع في السيح.
  • التنومة القديمة، وهي عين ماء يزيد عمرها على أربعمئة عام، أعاد إحياءها مشاري بن إبراهيم العمار الأسعدي، ثم محمد بن فهيد الذي أنشأ بعدها عين بن فهيد وسميت باسمه.
  • عين أبا الورود التي يعود تاريخها إلى أكثر من مئتين وستين عامًا.
  • الأحجار الدائرية المنتشرة غرب أبا الورود. ويعتقد أنها بقايا مساكن تعود إلى الفترات المظلمة التي مرت بها منطقة نجد ما بين القرنين الرابع والتاسع الهجري.
  • حديقة ومنتزه سد المارد التي تعرف بزراعة أشجار النخيل. ويقدر عددها في المحافظة بنحو سبعين ألف نخلة

الرابط المختصر :