إتيكيت زيارة المريض.. حق المسلم على أخيه

«إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟» صدق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.

ربما ما يميز الإنسان عن غيره من مخلوقات الله، بما تحمله جوانحه من مشاعر وانفعالات، والتي تشكل أفعاله وتصرفاته خلال مسيرة حياته، إلا أن مشاعر التكافل والمؤازرة تعد واجبًا، بل حق بين الزملاء والأصدقاء والأقارب ومنها معاودة المريض والذي يتطلب مراعاة ما يعرف بـ "إتيكيت زيارة المريض".

كيف لا؟ وقد علمنا رسولنا الكريم ، صلى الله عليه وسلم جمال الأخلاق، وحسن الأدب الذي يجمع المسلمين بتواصلهم وتراحمهم..

في وقت ما، يشعر المريض بالألم والحزن على صحته ويحتاج من يسنده بزيارة، ويتفقد حاله للاطمئنان عليه.. ذلك الشعور الإنساني النبيل الحي، الذي يخلق المودة بين القلوب، ويزيل البغضاء والحقد إن وجد. عبر زيارة المريض بهدف التخفيف عنه ألمه ومواساته والدعاء له بالشفاء والمعافاة بإذن الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

إتيكيت زيارة المريض

ومن آداب زيارة المريض أو ما يطلق عليه إتيكيت زيارة المريض، التالي..

1- اختيار الوقت المناسب للزيارة ، بعيدًا عن إحراجه وإحراج أهله. 2- مدة الزيارة لابد أن تكون قصيرة. 3- الالتزام بأدب الحوار مع المريض، وانتقاء الكلام الإيجابي، وليس السلبي الذي يؤثر فيه وفي صحته.

4- الابتعاد عن الأسئلة الجارحة للمريض وأهله، خاصة إذا كانت حالة المريض الصحية حرجة.

5- بعض أسر المرضى، تطلب عدم رؤية المريض، ربما لحالته الصعبة، وماعليك إلا أن تسأل هاتفيًا، وإن لم يتم الرد، لا تأخذ موقفًا من عدم ردهم، تقديرًا لظروفهم، ويمكنك في هذه الحالة إرسال رسالة تحتوى سؤالك والدعاء للمريض بالشفاء العاجل.

6- غض البصر عن كل ما يحيط بالمريض من أدوات وغيرها. 7- عدم الإكثار من الكلام والأحاديث الجانبية، وعدم الدخول في موضوع لا جدوى من طرحه. 8- اجعل رسالتك للأطفال في حال تواجدهم، ذات كلمات محفزة لا انتقادية، فالطفل يأخذ العبرة خاصة إذا كانت هناك مشاحنات سابقة بين الأهل أو الأصدقاء وحضرت لزيارة المريض، فتجاوز الخلافات، لابد نسيان ذلك وأداء واجب الزيارة دون عتاب. 9- المريض يحتاج طاقة إيجابية والدعاء له بالشفاء. 10-زيارة المريض تلطف له نفسيته، وأجرها عند الله كبير، فادعوا بالنبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، كان يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بيَمِينِهِ ويدعو: «اذْهِبِ البَأسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا».

أخيرًا، كن ذا أثر طيب، نحن نرتقي بأخلاقنا عبر اتباع تعاليم ديننا الحنيف.

الإعلامية ناهد الأغا خبيرة إتيكيت

اقرا أيضًا: إتيكيت الحوار.. الحديث فنون