"أيمن زيدان: "أمينة" تقدم دروسًا في التضحية ضمن "ليالي الفيلم السوري"

افتتح الفيلم الروائي الطويل "أمينة" لمخرجه النجم أيمن زيدان، أمس، عروض "ليالي الفيلم السوري"، في صالة سينما الرينبو، وبتنظيم مشترك بين مؤسسة عبد الحميد شومان والمؤسسة العامة للسينما بدمشق.

تأتي "الليالي"، التي تضم أربعة عروض من أحدث نتاجات السينما السورية، وتتواصل حتى الأربعاء المقبل، وجميعها من النوع الروائي الطويل، إيمانًا من مؤسسة شومان بأهمية الاستثمار في الأدب والفنون، والتعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في الوطن العربي والعالم.

وحول "أمينة"، قال الفنان زيدان "إن الفيلم يناقش تداعيات الحرب على وجدان البشر، ممن عايشوا أهوالها، وتمكنوا على الرغم من ذلك من أن يصبحوا أيقونات للصبر؛ حيث يرصد ذلك الواقع المؤلم من زاوية المرأة السورية التي تفقد ابنها وزوجها وأخيها، وتقدم مع ذلك دروسًا في التفاني والتضحية والصبر".

وأضاف أن الفيلم يتناول بأسلوب روائي سينمائي حياة سيدة ريفية رفضت أن تُهزم فقاومت الضربات بقوة وتصميم رغم الآلام والمخاطر، مبينًا كل المشكلات التي مرت بها "أمينة"، غير أن التفاؤل يبقى الحالة الأبرز لهذه الأم التي ترمز إلى الأرض والحياة.

من جهته، عبّر "زيدان" عن سعادته لإتاحة مؤسسة شومان الفرصة له لعرض فيلمه في عمان، قائلًا: "علاقتي مع المؤسسة قديمة، وسبق للمؤسسة أن دعتني -مشكورة- في وقت إنتاج مسلسل "نهاية رجل شجاع" في عام 1994؛ لإجراء حوار جماهيري".

وأشار إلى أنه لم يأت إلى عمان منذ زمن طويل، وأن التعاون مع "شومان" سيفتح الباب واسعًا لتبادل الخبرات والتجارب، مؤكدًا أن المؤسسة أثبتت حضورها ومكانتها على مستوى الوطن العربي.

من ناحيتها، أكدت فالنتينا قسيسية؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة "شومان"، أن هذه العروض تأتي في سياق مهمة التنوير والتثقيف التي تعمل عليها المؤسسة، لافتة إلى أن نشر رسالة الفن مهمة ضرورية، وأن المؤسسة تتصدى لتحقيقها، وتأخذها على محمل الجد.

وأضافت أن إسهامات صانعي تلك الأفلام تتمثل في تقديم سينما خالصة تتسم بالمصداقية والشاعرية، والاعتناء الدقيق باختيار موضوعاتها، وبما ينسجم مع إيقاع الحياة اليومية، مثلما تُختزن الكثير من أطياف الثقافات الإنسانية.

ويروي الفيلم التالي بعنوان "دمشق.. حلب" للمخرج باسل الخطيب، وتمثيل دريد لحام وعبد المنعم عمايري، حكاية رجل في رحلة داخل حافلة ركاب بين دمشق وحلب إبان الأزمة التي تعصف بسوريا.

فيما يناقش الفيلم المُعنون بـ "رجل وثلاثة أيام" للمخرج جود سعيد، عبر لغة سينمائية غير مألوفة ضمن تيار الواقعية السحرية، قصة رجل يعمل على نقل جثمان شهيد لذويه.

وتُختتم الليالي بفيلم "ما ورد" للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، عن حكاية ثلاثة رجال يقعون في غرام امرأة تعمل في تقطير زيت الوردة الشامية، ويرصد التحولات الاجتماعية خلال ثلاث فترات زمنية.

وبشأن تنظيم ليالي الأفلام، قال رئيس قسم السينما في "شومان"، الناقد السينمائي عدنان مدانات، إن "تنظيم ليالي الفيلم السوري يأتي ضمن سياسة المؤسسة الهادفة للتعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في العالم، سواء عن طريق العروض الأسبوعية المنتظمة، أو عن طريق إطلاق الأسابيع السينمائية المتميزة، وهي السياسة التي دأبت المؤسسة على تطبيقها بنجاح منذ عقود".

وأضاف أن الأفلام المختارة في "ليالي الفيلم السوري" لاقت أصداء كبيرة بين الأوساط السينمائية العالمية.

يُذكر أن قسم السينما في "شومان" تأسس عام 1989، على يد لجنة من صفوة النقاد الأردنيين، ويشرف على تنظيم عروض لأفلام منتقاة بعناية من الكلاسيكيات إلى الأفلام الحديثة والتجريبية من مختلف دول العالم، في عروض أسبوعية مجانية في قاعة سينما المؤسسة، كما يتم تنظيم أسابيع أفلام متنوعة.

[gallery link="file" size="full" ids="15492,15493,15494"]

كتب: محمد علواني