أول سعودية تشارك بأكبر مؤتمر عربي في أمريكا الشمالية

ضمن فعاليات المؤتمر العربي الأكبر في أميركا الشمالية، شاركت الدكتورة سمية السليمان؛ عميدة كلية التصاميم بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، وعضو المجلس البلدي لأمانة المنطقة الشرقية، برؤيتها عن التحولات الحضرية المتوقعة للمملكة العربية السعودية؛ وذلك في المؤتمر الذي أقيم بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأميركية، تحت عنوان "إعادة تخيل المدن العربية".

وبحضور ما يقرب من 1300 طالب ومهني؛ لمناقشة القضايا الرئيسة مع أبرز السياسيين، ورجال الأعمال، وقادة المجتمع المدني في المنطقة، قامت الدكتورة السليمان _ من خلال ورقتها العلمية _ باستعراض قراءة للتحوٌلات الحضرية المتوقعة لمستقبل مدن المملكة من خلال الرؤية 2030، بالإضافة إلى برامجها مثل برنامج "جودة الحياة"، وبرنامج التحول الوطني؛ حيث يركزان على جانبين متكاملين، بداية من المحسوس من خلال التغيٌرات التنموية للبيئة المبنية، ومزايا الأنشطة الثقافية في إثراء حياة السكان.

أكدت الدكتورة سمية السليمان أن رؤية المملكة السعودية 2030، لا تمتلك برنامجًا حضريًا مستقلًا، بل يمكن قراءة المستقبل الحضري ضمنيًا، ولعله من المميز أن تتشارك عدة جهات في تنمية المدينة بما يخدم السكان ويضمن جودة حياتهم، من حيث قابلية العيش ونمط الحياة، لافتة إلى أن وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الإسكان قد تكون الجهات المسؤولة عن التخطيط الحضري وتشكيل المدينة إلا أن دور جهات أخرى مثل: وزارة الثقافة، والهيئة العامة للترفيه، والهيئة العامة للرياضة، والهيئة العامة للسياحة، والتراث الوطني، قد يكون بنفس الأهمية؛ وذلك لتشكيل حياة السكان.

وتطرقت السليمان إلى المشروعات التنموية الكبرى في المملكة، من حيث إنشاء المدن الجديدة، ووضع التصوٌر العام لها مثل مدينة "نيوم"، مشيرة إلى التحوٌلات التي تمس حياة السكان بشكل مباشر من خلال المدن القائمة، وخطط التحسين لها، قائلة: "إنه من الضروري فهم مدننا ليست بالشكل المحسوس فقط؛ فهي مسرح لحياتنا، ومن أكبر المحددات لما يمكن أن تمكننا منه من الفرص الاقتصادية، والتعليم، والصحة من ناحية، والارتباطات العاطفية مع المكان التي تتمحور حول صنع الذكريات وطريقة إدراكنا لمدننا من ناحية أخرى؛ لذلك كان من المهم فهم تلك الطبقات الثقافية المؤقتة، والمتراكمة على المكان"، موضحة أن موسم الشرقية يعتبر من الأمثلة الرائعة لفهم ذلك؛ حيث فعّل الأماكن العامة بطريقة غير مسبوقة، سمحت للسكان بالتفاعل وتنشيط هذه الأماكن الراكدة، وأعادت تشكيل نظرتنا لمحيطنا المحسوس.

وكانت الدكتورة سمية قد أشادت بموسم الشرقية الأول الذي أقيم مارس الماضي، مؤكدة على أهمية تسويق الفعاليات، وصنع الصورة الذهنية، والحوكمة، مبدية اهتمامها بتبعات الموسم على المدينة؛ خاصة كونه أعاد إحياء الفضاء العام في مدن الشرقية من خلال فعاليات جاذبة _ وإن كانت مؤقتة _ إلا أن ذكرياتها ترتبط بالذاكرة المشتركة لسكان المدينة، وتساعد في تكوين ارتباط وثيق بين الإنسان والمكان عبر الزمن.

وأوضحت السليمان في مقالٍ لها، أنه عندما نفكر بالمدينة قد نكتفي بالجزء المحسوس منها من شوارع، ومبانٍ، ومعالم طبيعية وصناعية، إلا إنه لابد من فهم المدينة الفيزيائية المحسوسة، مقابل صناعة الثقافة، والفعاليات؛ ليتكامل المحسوس والرمزي في إعادة تشكيل هوية المكان، لطالما نعتبر المدينة مكانًا ثابتًا يتغيّر ببطء عبر السنوات؛ لكن الفعاليات تكون بمثابة طبقات تعيد تشكيل المدينة وإن لم تتغير فيزيائيًا بالشكل الكبير، ومعها يتغيّر إدراكنا للمدينة بأبعادها المختلفة.

يُذكر أن الدكتورة سمية بنت سليمان السليمان، تم تعيينها عميدًا لكلية التصاميم للبنات في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل "جامعة الدمام سابقاً"، منذ عامين، بقرار من الدكتور عبد الله الربيش؛ مدير الجامعة؛ وذلك تتويجًا لجهودها وخبرتها الطويلة؛ لتصبح بذلك أول سعودية تتبوأ هذا المنصب، في إنجاز جديد للمرأة السعودية، يؤكد جدارتها وتفوٌقها العلمي، وذلك عقب مشاركتها كأول سعودية في مؤتمر جمعية مؤرخي العمارة السنوي، في دورته التاسعة والستين، بمدينة باسادينا لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

والسليمان حاصلة على درجة الدكتوراة في العمارة من جامعة نيوكاسل في بريطانيا، كما نالت منحة ابن خلدون للزمالة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وحصلت على شهادة الماجستير في العمارة من جامعة الملك فيصل، إضافة إلى عديد من الشهادات التنفيذية في الإدارة والقيادة والاستراتيجية والابتكار من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كذلك فازت بجائزة "أفضل بوستر لبحث علمي" في جامعة نيوكاسل، وجائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي، ومثَّلت السعودية في كلٍّ من الهند، والنمسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا.