«أسرار حركة الحيوانات المنوية وخصوبتها».. دراستان تبعثان الأمل في علاج العقم

العقم مشكلة صحية شائعة تؤثر على ملايين الأزواج حول العالم، ويمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل مختلفة، منها عوامل تتعلق بالرجل، مثل ضعف جودة الحيوانات المنوية، أو عوامل تتعلق بالمرأة، مثل مشاكل في المبايض أو الرحم.

في الآونة الأخيرة، توصلت دراستان جديدتان، الأولى أجراها فريق بحث من جامعة موناش الاسترالية.

والثانية أجراها فريق بحث من جامعة هايدلبرج الألمانية، إلى نتائج مهمة يمكن أن تسهم في تطوير علاجات جديدة للعقم.

الدراسة الاسترالية

ركزت الدراسة الاسترالية المنشورة في مجلة "سيل ريبورتس فيزيكال ساينس" على كيفية تأثير لزوجة السائل الموجود في الجهاز التناسلي وظروف تدفقه على حركات الحيوانات المنوية.

وجد الباحثون أن الحيوانات المنوية تكيف أسلوبها في السباحة لتتغلب بأقصى قدر ممكن من السرعة والكفاءة على مختلف ظروف السوائل التي تسبح بها.

بشكل عام، كانت حركة الأسواط تصل إلى أقصى سرعتها عندما تتشابه الظروف المحيطة بها مع تلك التي تسود في المهبل قبل الوصول إلى البويضة مباشرة.

وكما كتب فريق البحث، كانت الحيوانات المنوية تتحرك بشكل أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من خلال تكييف ردود أفعالها حسب اختلافات اللزوجة ومعدلات القص.

الدراسة الألمانية

ركزت الدراسة الألمانية على بنية بروتينات شديدة الخصوصية تمنح الحيوانات المنوية قدرتها على الحركة.

وجد الباحثون أن هذه البروتينات تتكون من وحدات بناء مختلفة، وأن فهم بنية هذه البروتينات يمكن أن يساعد في تطوير علاجات جديدة للعقم.

تقول فاليريا كالينكوفا، المشاركة في إعداد الدراسة الألمانية: "من الممكن لمثل هذا الفهم الأفضل أن يساعد في الخطوة التالية في تطوير مواد محتملة تؤثر على هذه الآلية الأمر الذي سيؤدي إلى تنشيط أو إلغاء تنشيط وظائف البروتينات".

آفاق جديدة لعلاج العقم

تفتح نتائج هاتين الدراستين آفاقًا جديدة لعلاج العقم. من الممكن أن تؤدي هذه النتائج إلى تطوير علاجات جديدة تساعد الحيوانات المنوية على السباحة بشكل أكثر كفاءة ودقة، وبالتالي زيادة فرص الحمل.

على سبيل المثال، يمكن استخدام نتائج الدراسة الاسترالية لتحسين تقنية التلقيح الصناعي (IVF).

ويمكن استخدام نتائج الدراسة الألمانية لتطوير عقاقير أو علاجات أخرى تساعد على تحسين جودة الحيوانات المنوية.

بالطبع، لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد نتائج هاتين الدراستين، وتطوير علاجات فعالة للعقم بناءً على هذه النتائج.