أبلة فضيلة.. صاحبة أجمل حدوتة وصوت إذاعي

حكايات كثير تربى عليها العديد من الأجيال، وبصوتها الدافئ العذب كان ينتظرها الكبير قبل الصغير لسماع قصة اليوم، صوتها الإذاعي الحنون جعلها تدخل قلوب الأطفال والكبار خاصة عند سماعهم، «حبايبي الحلوين» فيجتمعون أمام الراديو لسماعها.. هي صاحبة أجمل حدوتة وصوت إذاعي أبلة فضيلة.

أبلة فضيلة، هي إحدى العلامات البارزة في مجال الإذاعة المصرية والتي لمع اسمها في هذا المجال، فعند الساعة التاسعة صباح كل يوم يجلس الجميع أمام الراديو في انتظار سماع صوتها بجملتها الشهيرة التي تبدأ بها «حبايبي الحلوين»، ولمدة 60 عامًا كان الجميع يعيش مع ذلك الصوت المميز.

وُلدت فضيلة توفيق يوم 4 أبريل عام 1929م لأب مصري وأم تركية، وهي شقيقة الفنانة محسنة توفيق؛ ودرست في مدرسة الأميرة فريال وكانت من بين أصدقائها النجمة الراحلة فاتن حمامة.

عملت في مجال المحاماة بعد تخرجها من كلية الحقوق، ولكنها لم تستمر كثيرًا؛ حيث كان شغفها وحبها هو الحكايات والقصص والإذاعة، وعندما قابلها الإذاعي محمد محمود شعبان في عام 1953م كشفت له عن أمنيتها في العمل بالإذاعة، وتقدمت بأوراقها، وحينها تم تعيينها كمذيعة لنشرة الأخبار، بعدها تدربت على يد الإذاعي الكبير حسني الحديدي؛ والذي كان يُعد أحد أشهر مذيعي نشرة الأخبار بالإذاعة المصرية.

وتم نقلها لبرنامجها الذي اشتهرت من خلاله عند انتقال الإذاعي محمد محمود شعبان للتلفزيون مع بداية بثه في عام 1959م، فهو الذي قام باختيارها لكي تكون مكانه في تقديم برنامجه «غنوة وحدوتة».

كان الإذاعي محمد محمود شعبان مشهور أثناء تقديمه بـ «بابا شارو» ولكنها رفضت أن يطلق عليها لقب ماما فضيلة، وفضلت تكون أخت كبيرة «أبلة» للأطفال.

ولشغفها بنوعية هذه البرامج كانت تقدمها بحب؛ ما جعل الصغار ينتظرون برنامجها بشغف يوميًا، وفيه قامت باستضافة الكثير من الشخصيات البارزة في العديد من المجالات، مثل: نجيب محفوظ، أنيس منصور، الدكتور فاروق الباز، الموسيقار محمد عبد الوهاب، الموسيقار سيد مكاوي، العندليب عبد الحليم حافظ.. وغيرهم.

ومن أشهر الحواديت التي قدمتها للأطفال: «حكاية عم الغلباوي، حكاية الكسلان، حكاية كوب اللبن وأشطر الشطار»، وكانت تقدم من خلالها العديد من النصائح والإرشادات، بصوتها الدافئ وطريقتها السلسة البسيطة التي كانت تنهي بها الحكاية مع جملتها الشهيرة «توتة توتة خلصت الحدوتة».

خلال مسيرة أبلة فضيلة الإذاعية الكبيرة المتميزة تولت منصب مراقبة برامج الأطفال وذلك في عام 1960م، بعدها مدير عام برامج الأطفال في 1970م، وبعد ذلك منصب نائب رئيس الشبكة التجارية عام 1980م.

وعلى الرغم من أنها قدمت العديد من البرامج الإذاعية؛ منها: «برنامج مستقبلي»، ولكن يظل برنامجها «غنوة وحدوتة» هو أحد أشهر برامجها التي تربعت من خلاله في قلوب الكثير من المستمعين بصوتها المبهج.

حصلت أبلة فضيلة على وسام الاستحقاق؛ بالإضافة إلى حصولها على شهادة تقدير من الاتحاد السوفيتي ونقابة الصحفيين المصريين، كذلك من المركز الكاثوليكي للسينما؛ لأنها تعتبر صاحبة أجمل رسالة في عالم الطفولة، وقد تكريمها كأم مثالية للإعلاميين في عيد الأم عام 2016م.

ويظل صوت أبلة فضيلة من الأصوات المبهجة المميزة لكل من سمع حكاية من حواديتها القديمة، وسوف يظل "غنوة وحدوتة" أحد البرامج الممتعة التي تعلم الأطفال منها الكثير.

اقرا أيضًا: ميرفت أمين.. ليدي السينما العربية