تعد الأظافر مرآة تعكس صورة واضحة عن صحة الجسم من الداخل، ففيها تكمن أسرار العديد من الأمراض والاضطرابات التي قد يعاني منها الإنسان. وأي تغير طرأ على شكل أو بنية أو لون الظفر، وهو ما يعرف طبيًا بالتشوهات وحالات الحثل، قد يكون دليلًا قويًا على وجود خلل ما في الجسم.
وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى هذه التغيرات، بدءًا من العدوى البسيطة ووصولًا إلى الأمراض المزمنة. ونسعى في هذا المقال إلى استكشاف هذه الأسباب وتأثيراتها على صحة الأظافر. بحسب موقع msdmanuals.
الفرق بين التشوهات والحثل
على الرغم من استخدام مصطلحي التشوهات والحثل بشكل متبادل، إلا أن هناك اختلاف بسيط بينهما. فالتشوهات تشير إلى التغيرات في شكل الظفر. بينما يشير الحثل إلى التغيرات في بنية أو لون الظفر أو كليهما.
أسباب أمراض الأظافر وحالات الحثل
- العدوى الفطرية: هي السبب الأكثر شيوعًا لحالات الحثل، حيث تسبب الفطريات تغير لون الظفر وسماكته وهشاشته.
- الإصابات: يمكن أن تؤدي الإصابات المتكررة أو الحادة إلى تشوهات الأظافر، مثل الكدمات والكسور والانفصال.
- الأمراض الجلدية: العديد من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحزاز المسطح يمكن أن تؤثر على الأظافر وتسبب تغيرات في شكلها وبنيتها.
- الأمراض الجهازية: بعض الأمراض مثل نقص الحديد، والفشل الكلوي، وتشمع الكبد، وأمراض الرئة يمكن أن تسبب تشوهات مميزة في الأظافر.
- الأدوية: العديد من الأدوية، بما في ذلك الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي، والمضادات الحيوية، والأدوية المضادة للملاريا، يمكن أن تؤثر على الأظافر وتسبب تغيرات في لونها وشكلها.
- العوامل الوراثية: بعض التشوهات الأظافر تكون وراثية، مثل متلازمة الظفر والرضفة.
أنواع أمراض الأظافر
تعتبر الأظافر جزءًا لا يتجزأ من جسم الإنسان، وهي أكثر من مجرد زينة. فهي تعمل كدرع واقٍ للأصابع، وتساعدنا على أداء العديد من المهام اليومية. ولكن هل تعلم أن حالة أظافرك يمكن أن تكون مؤشراً على صحتك العامة؟
تتنوع أمراض الأظافر بشكل كبير، بدءًا من التشوهات الخلقية التي تظهر منذ الولادة وحتى تلك التي تنتج عن أمراض مزمنة أو تعاطي أدوية معينة. يمكن تقسيم هذه الأمراض إلى عدة فئات رئيسية:
1. تشوهات ولادية: تظهر بعض التشوهات في الأظافر منذ الولادة، مثل انعدام الأظافر الكلي أو الجزئي، أو تلك التي تتخذ شكلاً غير طبيعي يشبه الكماشة. هذه التشوهات غالبًا ما تكون مرتبطة بمتلازمات وراثية أخرى.
2. أمراض مرتبطة بالأمراض الجهازية: يمكن أن تعكس حالة الأظافر العديد من الأمراض التي تصيب أعضاء الجسم الداخلية. على سبيل المثال، قد تظهر أظافر ملعقة الشكل عند الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد، بينما تشير أظافر ليندساي إلى وجود مشكلة في الكلى. كما أن أظافر تيري البيضاء قد تكون علامة على أمراض الكبد أو القلب.
3. تشوهات مرتبطة بالأمراض الجلدية: العديد من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحزاز المسطح يمكن أن تؤثر على الأظافر وتسبب تغيرات في شكلها وبنيتها. قد تظهر على الأظافر بقع بيضاء أو صفراء، أو تصبح سميكة ومتفتتة، أو حتى تنفصل عن سرير الظفر.
4. تشوهات مرتبطة بالأدوية: بعض الأدوية، خاصة تلك المستخدمة في العلاج الكيميائي أو لعلاج أمراض معينة، يمكن أن تسبب تغيرات في لون أو شكل الأظافر. قد تظهر خطوط داكنة أو فاتحة، أو قد تصبح الأظافر هشة وتنكسر بسهولة.
5. تشوهات أخرى: هناك العديد من التشوهات الأخرى التي يمكن أن تصيب الأظافر، مثل حثل الظفر الناصف الذي يظهر على شكل شقوق طولية في الظفر، وخطوط بو التي تظهر على شكل أخاديد أفقية، وخطوط ميس التي تظهر على شكل خطوط بيضاء عريضة تمتد عبر الظفر.
أسباب حدوث التشوهات
تتعدد أسباب ظهور هذه التشوهات، وقد تكون ناجمة عن:
- عدوى فطرية: هي السبب الأكثر شيوعًا لحالات الحثل، حيث تسبب الفطريات تغير لون الظفر وسماكته وهشاشته.
- إصابات: يمكن أن تؤدي الإصابات المتكررة أو الحادة إلى تشوهات الأظافر، مثل الكدمات والكسور والانفصال.
- نقص غذائي: نقص بعض الفيتامينات والمعادن، مثل الحديد والزنك، يمكن أن يؤثر على صحة الأظافر.
- أمراض المناعة الذاتية: بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمامية، يمكن أن تؤثر على الأظافر.
طرق التشخيص والعلاج
لتشخيص سبب أمراض الأظافر، يقوم الطبيب بفحص الأظافر بدقة، ويسأل المريض عن تاريخه المرضي والعائلي، وقد يجري بعض الفحوصات الإضافية مثل فحص الدم أو أخذ عينة من الظفر لتحليلها.
أما بالنسبة للعلاج، فيعتمد ذلك على السبب الكامن وراء المشكلة. في بعض الحالات، قد تختفي التشوهات بمجرد علاج الحالة الأساسية، بينما قد تحتاج حالات أخرى إلى علاجات موضعية أو جهازية لتخفيف الأعراض وتحسين مظهر الأظافر.
يتم تشخيص تشوهات الأظافر وحالات الحثل عادة من خلال الفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بفحص الأظافر وتاريخ المريض الطبي. في بعض الحالات، قد يحتاج الطبي إلى إجراء بعض الفحوصات الإضافية، مثل فحص عينة من الظفر تحت المجهر، أو إجراء اختبارات الدم.
العلاج
يعتمد علاج التشوهات وحالات الحثل على السبب الكامن وراءها. في بعض الحالات، قد تختفي التشوهات بمجرد علاج الحالة الأساسية. في حالات أخرى، قد تكون هناك حاجة إلى علاجات موضعية أو جهازية لتخفيف الأعراض وتحسين مظهر الأظافر.
الوقاية
يمكن الوقاية من بعض تشوهات الأظافر من خلال العناية الجيدة بالأظافر، وتجنب الإصابات، وعلاج الأمراض الكامنة.
ومن الممكن أن تكون تشوهات الأظافر وحالات الحثل مؤشرًا على وجود مشكلة صحية كامنة. لذلك، من المهم استشارة الطبيب إذا لاحظت أي تغييرات في أظافرك.