نوره السبيعي تكتب.. بين زيف الحكايات وسُمّ الأفكار

مخاطر نشر الفتيات فيديوهات عبر منصات التواصل الاجتماعي

في زمنٍ تحولت فيه وسائل التواصل إلى ساحة صاخبة للقصص والمواقف المختلقة، بات لزامًا على العاقل أن يتريث، وألا يفتح قلبه لكل ما يعرض عليه.

إن القضايا التي تُنشر وتُتداول ليست سوى جزء ضئيل من الواقع، أضعف من أن تبنى عليها الأحكام، وأخطر من أن تُمسّ بها صلات القربى والمودة.

لقد انساق كثيرون خلف أمواجٍ متلاطمة من الفكر الذكوري المتعصب يزرع الاستعلاء والأنانية باسم “الرجولة”. وفكرٌ نسويٌ جامح، يغذي التمرد والكراهية تحت شعار “التحرر”.

حتى تحولت العلاقات الطبيعية بين الرجل والمرأة إلى ساحة صراعٍ لا تهدأ. وطغت لغة الكراهية والاتهام على لغة الرحمة والتراحم.

ومع الوقت، غُرست بذور الشك بين الأزواج، وتآكلت جسور الثقة بين الأبناء والآباء، وأصاب التصدع جدران الأسرة والمجتمع.

إن أخطر ما نواجهه اليوم، ليس مجرد قضايا تُطرح هنا وهناك. بل الفكر المغلوط الذي يغذي العداوة ويُسمم المشاعر ويقسّي القلوب.

وما لم يتحلَّ الناس بالوعي، ويميزوا بين الحقيقة والزيف. وبين الأصوات الهادئة والأبواق المأجورة. ستستمر هذه الحرب الخفية في تقويض بنيان المجتمع حجرًا حجرًا.

فرفقًا بأنفسكم وبمن تحبون؛ لا تتركوا تفاهات العابرين تعبث بمعتقداتكم. ولا تسمحوا لخطاب الكراهية أن ينتزع منكم إنسانيتكم. حافظوا على قلوبكم صافية، وأفكاركم نقية. ولا تجعلوا من العالم الافتراضي سيفًا مسلطًا على واقعكم الجميل.

الرابط المختصر :