من “الشعبنة” إلى “فك الريق”.. عادات رمضانية في المملكة

من "الشعبنة" إلى "فك الريق": عادات رمضانية أصيلة في السعودية
من "الشعبنة" إلى "فك الريق": عادات رمضانية أصيلة في السعودية

أجواء السعودية في شهر رمضان

تتمتع المملكة بتميزها في تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات التي تحتفل بالأجواء الرمضانية. حيث يتم تصميم هذه الفعاليات بعناية لتتسم بطابع رمضاني فريد. يهدف إلى إحياء الموروث الثقافي التاريخي المرتبط بشهر رمضان المبارك.

في رمضان الماضي، نظمت وزارة الثقافة موسم رمضان 2024 تحت شعار “أنورت ليالينا” في العديد من المدن السعودية. وكان الموسم يتضمن برنامجًا ثقافيًا شاملًا يدمج بين الماضي والحاضر، مستهدفًا جميع فئات المجتمع بأسلوب مبتكر. ما ساهم في إحياء العادات والتقاليد الثقافية والاجتماعية والرياضية التي تميز بها المجتمع السعودي على مر العصور.

وشملت فعاليات موسم “أنورت ليالينا” مناطق متعددة في الرياض وجدة والدمام. وقدمت تجارب مميزة من أبرزها “سفرة الثريا”، “دكاكين رمضان”، “السراج”، و”المرقب”. كما تم تنظيم فعاليات حية تفاعلية مثل محطات الطهي الحي التي عرضت أشهر الأطباق والحلويات الرمضانية من مختلف المناطق، بالإضافة إلى فعاليات تجسد روحانية رمضان ومظاهره الثقافية والاجتماعية، مثل القرقيعان والحوامة، لإحياء العادات المجتمعية بطريقة تفاعلية.

بينما لم تقتصر الفعاليات على الجانب الثقافي فقط، بل تضمنت أيضًا مجموعة من الأنشطة الرياضية المتنوعة مثل الماراثون الرمضاني. وبطولة البادل، وبطولة الألعاب الإلكترونية، إلى جانب العديد من البطولات الرياضية المتخصصة في مختلف الألعاب الجماعية والفردية.

من "الشعبنة" إلى "فك الريق": عادات رمضانية أصيلة في السعودية
من “الشعبنة” إلى “فك الريق”: عادات رمضانية أصيلة في السعودية

فعاليات وعادات رمضانية في السعودية

يحرص السعوديون على تطبيق عاداتهم التي تظهر مدى حبهم واستمتاعهم بشهر الصيام المبارك، ومن بين هذه الفعاليات:

الشعبنة:

يبدأ الاستعداد لشهر رمضان في نهاية شهر شعبان، حيث يُخصص يوم خاص للاحتفال بقدوم الشهر الكريم، يعرف باسم “شعبانية” أو “شعبنة”. في هذا اليوم، يتجمع الأهل والأصدقاء والجيران للاحتفال، تقدم فيه مجموعة من الأكلات الشعبية والحلويات المميزة. تزين الشوارع والأسواق بلوحات الترحيب بشهر رمضان. بينما يزدحم الناس بشراء مختلف أصناف الأطعمة الرمضانية استعدادًا للصيام.

 

من "الشعبنة" إلى "فك الريق": عادات رمضانية أصيلة في السعودية
من “الشعبنة” إلى “فك الريق”: عادات رمضانية أصيلة في السعودية

 عادات رمضانية لاستقبال الشهر المبارك:

على الرغم من التقدم الكبير في علم الفلك وسهولة رصد أيام الشهور الهجرية. لا يزال المجتمع السعودي يفضل الطريقة التقليدية في تحديد بداية شهر رمضان. وهي الطريقة التي تعتمد على رصد الهلال. وعندما يتم ثبوت رؤية الهلال، يعم الفرح بين السعوديين. كما في باقي الدول العربية والإسلامية، ليغمر الجميع جو من البهجة والروحانية. إذ يبدأ الناس في تهنئة بعضهم البعض، ويعكس هذا التفاعل الروحاني الأجواء المميزة التي تميز المملكة بوجود الحرمين الشريفين، مما يضفي طابعًا خاصًا على هذه المناسبة في قلوب الجميع.

فك الريق:

من أهم عادات سكان المملكة عند الإفطار “فك الريق” ويكون بتناول التمر والرطب والماء. ويطلقون عليه “فكوك الريق” وبعده يبدؤون في تناول وجبة الإفطار التي تكون عادةً عبارة عن شوربة وسمبوسة وأصناف خفيفة مثل المعجنات إضافة إلى العصائر الرمضانية. وبعد الانتهاء يحتسون الشاي مع الحلويات أثناء مشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية التي تصاحب موعد الإفطار. ويتم تبخير المنزل، وتذهب بعض العائلات لأداء صلاة التراويح سويًا، ثم تبدأ النساء في التحضير لوجبة السحور وهي الوجبة الأساسية. التي تشمل الكبسة باللحم أو الدجاج كطبق رئيس وكذلك الصيادية والتي تتكون من السمك والأرز، والأطباق الأخرى الشعبية التي تميز كل منطقة من مناطق المملكة.

صلاة التراويح:

بينما من أهم العبادات في شهر رمضان، حيث يحرص المسلمون على أدائها في المساجد. تكون صلاة التراويح في الحرمين الشريفين 20 ركعة. وفي بعض مساجد المملكة يصلون التراويح 8 ركعات، ويتم غالبا ختم القرآن الكريم في نهاية شهر رمضان.

من "الشعبنة" إلى "فك الريق": عادات رمضانية أصيلة في السعودية
من “الشعبنة” إلى “فك الريق”: عادات رمضانية أصيلة في السعودية

إفطار صائم وعمل الخير:

يتزايد الإقبال على أعمال الخير في شهر رمضان، حيث يتوجه العديد من المواطنين والمقيمين في المملكة إلى تنظيم موائد إفطار قرب المساجد وتوزيع وجبات خفيفة عند إشارات المرور. مع اقتراب اليوم السابع والعشرين من رمضان، يبدأ الأهالي في توزيع زكاة الفطر والصدقات على الفقراء، ويستمرون في هذه الأعمال حتى قبيل صلاة العيد، مما يساهم في تعزيز الألفة والتراحم في هذا الشهر الفضيل، ويعكس روح العطاء والمواساة.

ومن العادات المحببة في المملكة، تنتشر خيام ومفارش إفطار الصائمين على الأرصفة وفي المساجد، حيث تُعد هذه المبادرات فرصة لتوفير الطعام للمحتاجين، بما في ذلك الفقراء وعمال الطرق والنظافة والمقيمين، بغض النظر عن ديانتهم. يتم تجهيز هذه المفارش بالقرب من أماكن العمل، حيث يتم توزيع القهوة العربية، والتمر، والرطب، والشاي بالزنجبيل، والخبز، واللبن، والعصائر، إضافة إلى بعض الوجبات الخفيفة.

قبل أذان المغرب، يبدأ توزيع الطعام على الصائمين، الذين يتناولون ما قدم لهم ثم يذهبون لأداء صلاة المغرب. بعد الصلاة، يعودون لمواصلة العبادة وقراءة القرآن وسماع الدروس الدينية حتى موعد صلاة العشاء، التي يليها صلاة التراويح جماعة. وفيما بعد، يتوجه الصائمون إلى المطاعم والفنادق والمنازل لتناول إفطارهم الرئيسي كاملًا.

الرابط المختصر :