“مصمم العام” و”سان لوران الشرق”.. حكاية صعود أيقونة الموضة السعودية “عدنان أكبر”

"مصمم العام" و"سان لوران الشرق".. حكاية صعود أيقونة الموضة السعودية عدنان أكبر
"مصمم العام" و"سان لوران الشرق".. حكاية صعود أيقونة الموضة السعودية عدنان أكبر

يعد عدنان أكبر، الذي يُلقب بـ “إيف سان لوران الشرق الأوسط”، علامة فارقة في تاريخ صناعة الأزياء السعودية والعربية. فهو أول مصمم أزياء سعودي استطاع أن يحجز لنفسه مكانة مرموقة بين أشهر المصممين العالميين في نهاية القرن العشرين، ليصبح بذلك أحد الرواد الأوائل الذين وضعوا بصمتهم في هذا المجال على مستوى المملكة وخارجها.

المصمم عدنان أكبر

بدأت رحلة عدنان أكبر، في عالم تصميم الأزياء عام 1969، لتنطلق بعدها مسيرة حافلة بالإنجازات والمعارض العالمية التي أقيمت داخل السعودية وخارجها، والتي حصد من خلالها أرفع الجوائز العالمية على مستوى القارات الخمس. حسب ما ورد على موقع “CNN” بالعربي.

من هواية الطفولة إلى نجومية عالمية

لم يكن يخطر ببال الفتى “عدنان”، الذي كان يلهو بصنع عرائس صغيرة لشقيقاته في سن العاشرة، أنه سيتحول يومًا ما إلى نجم ساطع في سماء الموضة والأزياء. لكن شغفه المبكر بالإبداع والتصميم قاده ليشق طريقه بثبات نحو تحقيق هذا الحلم.

تصاميم أيقونية لسيدات الصفوة

تميزت إبداعات عدنان أكبر، بالفخامة والرقي؛ حيث صمم العديد من القطع التي وصلت تكلفة التصميم الواحد منها إلى حوالي ثلاثمائة ألف ريال.

وقد ارتدت تصاميمه سيدات المجتمع الراقي وزوجات رؤساء الدول، من بينهن: سوزان مبارك، وساجدة خير الله طلفاح. بالإضافة إلى شخصيات عالمية بارزة، مثل: الأميرة الراحلة “ديانا” زوجة ولي عهد بريطانيا، وزوجة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.

انطلاقة من مكة إلى العالمية

بدأ المصمم عدنان سراج أكبر، مسيرته المهنية في تصميم أزياء الأفراح من مسقط رأسه مكة المكرمة، مستعينًا بحرفية عاملات تطريز إفريقيات. ثم سافر إلى “كراتشي” لتعلم العلوم السياسية وتصميم الأزياء، قبل أن يحط رحاله في بيروت عام 1968، كمتدرب في دار مدام سيلفيا، أشهر مصممات الأزياء في ذلك العصر.

لم تتوقف طموحاته عند هذا الحد، فتوجه إلى باريس وقضى أوقاتًا طويلة في مكتبة فوج الشهيرة، ليستلهم أحدث صيحات الموضة.

وعند عودته إلى جدة عام 1970، افتتح أول متاجره في حي الرويس، ليسجل بذلك سابقة كأول متجر محلي متخصص في تصميم فساتين “الهوت كوتور” في البلاد.

وسرعان ما بدأت الدار تتعامل مع الديوان الملكي والنخب التجارية. لتتحدث عن إبداعاته كبرى صحف الموضة العالمية. حيث كتبت صحيفة فرنسية عن أحد عروضه، قائلة: “تفرق الحضور، وبقيت في باريس رائحة السعودية”.

لقب “مصمم”.. اعتراف عالمي بالجدارة

في عام 1979، وخلال زيارة عمل إلى روما، التقى عدنان أكبر، بمصمم الأزياء الإيطالي المعروف السنيور “كتالدو”.

ورغم فتور اللقاء في البداية، بسبب قلة اطلاع الأوروبيين على الثقافة العربية آنذاك، سرعان ما تبدل موقف السنيور “كتالدو” بمجرد اطلاعه على نماذج من أزياء “أكبر”، ليبدي دهشته ويبادر بالاتصال بالمهتمين بالأزياء في روما، مشيدًا بوجود مصمم أزياء عربي نادر في ذوقه وتصاميمه.

كان هذا اللقاء بمثابة نقطة تحول حقيقية؛ لتبدأ بيوت الأزياء والصحافة العالمية تطلق لقب “مصمم” على عدنان أكبر، وهو اعتراف مستحق لموهبته وريادته في فنون الأزياء بالمنطقة لما يزيد على عقدين من الزمن.

عروض عالمية وتكريم رفيع

مع بداية عام 1982، وصلت عروض أزياء عدنان أكبر، إلى عواصم الموضة العالمية، مثل: ميلانو وأمستردام والقاهرة وجدة والرياض.

وفي يوليو 1988، أحدثت تصاميمه صدى واسعًا في عالم الهوت كوتور، ليتم تكريمه من قبل دار كريستيان لاكروا، المرموقة بلقب “مصمم العام”.

كما حظي بشراكة حصرية مع دار “بيانشيني فييرر” للأقمشة الفاخرة. ليصبح أول عربي يحظى بهذه الريادة مع هذه الدار التي تزود كبرى دور الأزياء، مثل: شانيل ولاكروا وأرماني بأقمشتها الحصرية.

بلغت نجاحات عدنان أكبر، ذروتها بدعوته لعرض تصاميمه في مهرجان الموضة الفرنسي الشهير International Fashion Festival في ساحة برج إيفل عام 1989، أمام 200 ألف مشاهد.

وقدم عرضًا أسطوريًا اشتمل على 25 عارضة، ارتدين تشكيلته الذهبية. تحت سماء أضاءتها الألعاب النارية الذهبية. مع ظهور 40 جملًا في الخلفية كرمز للطابع العربي الأصيل. ومنذ ذلك الحين. أطلقت عليه الصحافة الفرنسية، لقب “إيف سان لوران الشرق”.

“سان لوران الشرق الأوسط”.. حضور مستمر في المشهد

لم يتوقف عطاء المصمم القدير، ففي أكتوبر 2023، شارك عدنان أكبر، البالغ من العمر 74 عامًا والذي لا يزال يعرف بـ “سان لوران الشرق الأوسط”، بتصاميم مميزة في أسبوع الموضة بالرياض، ليؤكد حضوره القوي كأحد أبرز المصممين في هذا الحدث المهم.

وقد عبر نجله “عبد الله” عن فخره، بما تشهده المملكة من تطور في مجال الموضة، مؤكدًا أن العالم بدأ يرى مدى الإبداع والقوة التي تتمتع بها التصاميم السعودية.

كما كان له حضور لافت في أسبوع باريس للخياطة يوليو 2023؛ حيث شارك بمجموعة من تصاميمه الراقية ضمن مبادرة “Paris Intervention”، بما في ذلك فساتين زفاف، تجسد رؤيته الفنية الفريدة.

إرث فني يمتد عبر الأجيال

يضاف إلى رصيد عدنان أكبر، تصميم فستان الفنانة “شريهان” الأيقوني في فوازير رمضان عام 1987، تحت مسمى فوازير “ألف ليلة وليلة”، وهو الفستان الذي تبرعت به الفنانة لاحقًا في مزاد خيري لصالح بيروت؛ ما يؤكد البعد الإنساني في مسيرة هذا الفنان المبدع.

يظل اسم عدنان أكبر، محفورًا بأحرف من ذهب في تاريخ الموضة، ليس فقط كأول مصمم أزياء سعودي عالمي، بل كقامة فنية استطاعت أن ترفع اسم المملكة عاليًا في محافل الموضة العالمية، وأن تلهم أجيالًا من المصممين الطموحين.

المصممة السعودية المبدعة أضوى أكبر

يشار إلى أن المصممة السعودية المبدعة أضوى أكبر، هي ابنة المصمم السعودي العالمي عدنان أكبر. الذي يعتبر أول مصمم أزياء سعودي وأحد أشهر المصممين في نهاية القرن العشرين.

أضوى أكبر، تسير على خطى والدها. وقد ورثت منه شغف تصميم الأزياء ودقته. مع إضافة لمسة عصرية إلى تصاميمها.

تعمل “أضوى” في دار أزياء والدها “عدنان أكبر”. وتقدم مجموعات جديدة في أسبوع الموضة بالرياض. إذ تحظى تصاميمها باهتمام إعلامي واسع.

من أبرز ما يميز أضوى أكبر:

  • الجمع بين الأصالة والمعاصرة: تحرص على تقديم تصاميم. تجمع بين التراث السعودي واللمسات العصرية. تجعل أزياءها فريدة وجذابة لمختلف الأجيال.
  • الاهتمام بالتفاصيل: تتميز تصاميمها بالدقة في التطريز واستخدام أجود أنواع الأقمشة.
  • تقديم فساتين سهرة وفساتين زفاف راقية: تركز أضوى على تصميم فساتين السهرة الأنيقة وفساتين الزفاف الاستثنائية. التي تجسد الأنوثة والرومانسية.
  • إعادة إحياء التصاميم الأيقونية: أعادت تصميم فستان أيقوني لوالدها يعود لشريهان بأسلوب عصري.
  • التطلع إلى المستقبل: تسعى “أضوى” لتطوير علامة “عدنان أكبر”. ودخول عالم الملابس الجاهزة. مع الحفاظ على جودة التصاميم وابتكارها.
الرابط المختصر :