تعد محمية الملك خالد الملكية، الواقعة في المملكة العربية السعودية، بمثابة متحف جيولوجي طبيعي؛ حيث تعرض تكوينات صخرية فريدة تشكلت عبر آلاف السنين بفعل عوامل التعرية والظروف المناخية المتغيرة. هذه التشكيلات الصخرية المتنوعة. التي تعود إلى عصور جيولوجية مختلفة، تجعل المحمية وجهة لا غنى عنها لعشاق الطبيعة والجيولوجيا والمغامرة.
جبال العرمة.. تحفة فنية من الصخر
من أبرز المعالم الجيولوجية في المحمية، جبال العرمة الممتدة على مسافة 700 كيلومتر، وتتميز هذه الجبال بصخورها ذات الأشكال الفريدة، التي تشبه المنحوتات الفنية التي أبدعتها الطبيعة. ويمكن للزوار استكشاف هذه الصخور العملاقة، التي تحتضن بين طياتها تاريخًا جيولوجيًا عريقًا، وتسجيلًا للتحولات البيئية والمناخية التي شهدتها المنطقة عبر العصور.

تنوع جيولوجي فريد
لا تقتصر التشكيلات الصخرية في المحمية على جبال العرمة فقط؛ بل يمكن للزوار استكشاف مجموعة متنوعة من التضاريس الأخرى؛ مثل الكهوف الطبيعية والأعمدة الصخرية والجسور الحجرية.
هذه التشكيلات الفريدة تجعل المحمية وجهة مثالية لعشاق التصوير والمغامرة؛ حيث يمكنهم التقاط صور مذهلة لهذه المناظر الطبيعية الخلابة، والاستمتاع بتجربة استكشاف فريدة من نوعها.
جهود للحفاظ على التراث الجيولوجي
إدراكًا لأهمية هذه التشكيلات الصخرية، أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية العديد من المبادرات لحماية هذا التراث الطبيعي. وتشمل هذه المبادرات إطلاق دليل إرشادي للتنزه “المسؤول”. كما تشمل تدريب المرشدين السياحيين البيئيين، بهدف توعية الزوار بأهمية الحفاظ على هذه التكوينات الصخرية الفريدة، وتشجيعهم على اتباع ممارسات سياحية مسؤولة.

وجهة مثالية للسياحة البيئية والمغامرة
مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تتحول المحمية إلى وجهة مثالية لمحبي السياحة البيئية والمغامرات الخارجية. يمكن للزوار الاستمتاع بالتنزه بين الصخور العملاقة. كما يمكن الانطلاق في رحلات المشي الخلوي وركوب الدراجات الهوائية، والتأمل في النجوم في الليالي الصافية.
كما توفر المنطقة بيئة مثالية للرصد الفلكي، وفرصًا فريدة لاستكشاف التشكيلات الصخرية عن قرب. والتعرف على تفاصيلها الجيولوجية.
التزام بالاستدامة البيئية
ويمثل الحفاظ على هذه التشكيلات الصخرية جزءًا من الجهود المبذولة لحماية التنوع الجيولوجي وتعزيز الاستدامة البيئية. ومن خلال تبني ممارسات مسؤولة، يمكننا ضمان استمرار هذه المعالم الطبيعية للأجيال القادمة. وإتاحة الفرصة لهم للاستمتاع بجمال التضاريس والتعرف على التاريخ الجيولوجي للمنطقة في بيئة طبيعية خلابة.

موسم شتاء العرمة.. احتفاء بالتراث الطبيعي
ومن جانب آخر؛ فقد أطلقت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية موسم شتاء العرمة، الذي يحتفي بأحد أهم التضاريس الطبيعية في محمية الملك خالد الملكية.
كما يحمل هذا الموسم اسم “العرمة”، الذي تم تسجيله كعلامة تجارية. نظرًا لأهميته الجيولوجية وجمال تفاصيله الفريدة، التي تحتفظ بقصص تاريخية ونقوش حجرية تعود إلى آلاف السنين.
في الختام، تعد محمية الملك خالد الملكية كنزًا طبيعيًا فريدًا، يجمع بين جمال التضاريس والتنوع الجيولوجي والتاريخ العريق. من خلال الحفاظ على هذا التراث الطبيعي، يمكننا ضمان استمتاعه للأجيال القادمة. وتعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة للسياحة البيئية والمغامرة.