لطالما ارتبطت أشعة الشمس بالبهجة والحيوية، ولكن هل تعلمين أن لها دورًا حيويًا في صحتنا النفسية أيضًا؟ إن فيتامين د، المعروف بـ”فيتامين أشعة الشمس”، يلعب دورًا مهمًا في تنظيم المزاج وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب.
في هذا المقال نستعرض أسباب وعواقب نقص فيتامين د. وفقًا لموقع “هيلث لاين”.
العلاقة بين نقص فيتامين د والاكتئاب
وجد أن هناك نقصًا في مستوى فيتامين د عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب؛ لقلة تعرضهم لأشعة الشمس ومكوثهم لفترات طويلة داخل الأماكن المغلقة، وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية، وعدم تناول غذاء صحي ومتوازن.
كما تبين للباحثين في هذا المجال أن انخفاض مستوى فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، من خلال مقارنتهم بغيرهم ممن لا يعانون من نقص فيتامين د؛ إذ تتواجد مستقبلات فيتامين د في مناطق متعددة في الدماغ؛ لذلك يسبب النقص في مستوياته تغيرات في سلوك وإدراك الشخص بشكل عام بالإضافة لزيادة احتمالية الإصابة بالإكتئاب.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم أيضًا مستويات منخفضة من فيتامين “د” في الدم؛ ما يشير إلى وجود صلة محتملة.
كما أظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط وثيق بين نقص فيتامين د والإصابة بالاكتئاب؛ ففيتامين د ليس مجرد عنصر غذائي يساهم في صحة العظام؛ بل له دور أساسي في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك:
- ناقلات عصبية: يساهم في تنظيم إنتاج الناقلات العصبية المسؤولة عن المزاج؛ مثل: “السيروتونين والدوبامين”.
- الالتهابات: يساعد في تقليل الالتهابات المزمنة في الجسم، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب.
- صحة الخلايا العصبية: يدعم صحة الخلايا العصبية ويحسن وظائفها.
الأسباب
- قلة التعرض لأشعة الشمس: خاصة خلال فصل الشتاء، وفي المناطق التي تقل فيها ساعات النهار.
- اللون الداكن للجلد: يقلل من قدرة الجسم على إنتاج فيتامين د من أشعة الشمس.
- السمنة: يمكن أن تؤثر السمنة على امتصاص فيتامين د في الجسم.
- بعض الحالات الصحية: مثل أمراض الكلى والكبد، والتي تؤثر على قدرة الجسم على تحويل فيتامين د إلى شكله النشط.
- بعض الأدوية: مثل أدوية الصرع والكورتيكوستيرويدات.
الأعراض
من أهم الأعراض الشائعة عن نقص فيتامين د الاكتئاب والحزن؛ إذ لاحظ الباحثون أن العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات منخفضة من فيتامين “د”. كما أنهم مصابون بالتعب والإرهاق، نتيجة نقص فيتامين د في الجسم، وأيضًا ضعف العظام والعضلات وآلام المفاصل؛ بالاضافة إلى ضعف المناعة.
مصادر فيتامين د:
- أشعة الشمس: تعد أفضل مصدر لفيتامين د، لكن يجب التعرض لها بشكل معتدل وتجنب الحروق الشمسية.
- الأطعمة:
- الأسماك الدهنية: مثل السلمون والماكريل والتونة.
- صفار البيض: يحتوي على كمية جيدة من فيتامين د.
- الفطر: خاصة الفطر المشروم الذي يعرض لأشعة فوق البنفسجية.
- الأطعمة المدعمة: مثل الحليب وعصير البرتقال والحبوب.
مكملات فيتامين د:
في حالة عدم تشبع الجسم من الفيتامين، قد يوصي الطبيب بتناول مكملات غذائية. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكمل غذائي لتحديد الجرعة المناسبة.
نصائح “الجوهرة” للحصول على الكمية الكافية من فيتامين د
- التعرض لأشعة الشمس: خصصي وقتًا يوميًا للتعرض لأشعة الشمس المباشرة لمدة 15-20 دقيقة، مع الحرص على حماية بشرتك من أشعة الشمس الضارة.
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د: أدرجي الأطعمة الغنية بفيتامين د في نظامك الغذائي بانتظام.
- استشارة الطبيب: إذا كنتِ تشكين في قلته؛ فاستشيري طبيبك لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج المناسب.
وفي النهاية، يعد فيتامين د عنصرًا غذائيًا أساسيًا لصحة الجسم والعقل؛ وللحفاظ على مستويات صحية من هذا الفيتامين، احرصي على الحصول عليه من خلال النظام الغذائي والتعرض لأشعة الشمس، واستشارة الطبيب عند الضرورة.