غالبًا ما يكون التهاب بطانة الرحم عاملًا غير مشخص يُسهم في تكرار الإجهاض، وغالبًا ما يُغفَل عنه في علاجات الخصوبة. في حين تميل العيادات إلى التركيز على جودة البويضات ومستويات الهرمونات، إلا أن التأثير الالتهابي والبنيوي لالتهاب بطانة الرحم لا يزال غير مدرك جيدًا. وفي خلال السطور التالية سوف نوضح تأثير الالتهاب لمرض بطانة الرحم. وذلك وفقًا لما ورد في news18.
التأثير الالتهابي لمرض بطانة الرحم
وأوضح الدكتور سانجاي باتيل؛ جراح بطانة الرحم، أن أخصائيو الخصوبة يتجاهلون إلى حد كبير الآثار الهيكلية والالتهابية لبطانة الرحم. كما يوضح قائلًا: “ربما يكون بطانة الرحم من أكثر أسباب الإجهاض المتكرر التي لا يتم تشخيصها، ومع ذلك تتجاهل عيادات الخصوبة آثارها الهيكلية والالتهابية. وبدلًا من ذلك، تستهدف هذه العيادات البويضة ومستوى الهرمونات فقط، دون تحديد المشكلات الجذرية التي تعيق الحمل”.

لكن الدكتور “باتيل” يسلط الضوء على الانتباذ البطاني الرحمي، وهو حالة شائعة تُصاحب غالبًا التهاب بطانة الرحم، كمضاعفة إضافية. حتى في الحالات التي لا يشعر فيها المريض بألم يتم ذكره أو ملاحظته، فإن التهاب بطانة الرحم الصامت أو الطفيف قد يؤثر بشكل كبير على الخصوبة.
ما وراء التلقيح الاصطناعي
يتم اقتراح التلقيح الاصطناعي غالبًا كحل للعقم الناتج عن بطانة الرحم، لكن الدكتور باتيل يحذر من أنه ليس علاجًا شاملًا. بينما أشار إلى أن “الالتهاب المستمر في بطانة الرحم الناتج عن بطانة الرحم غير المعالجة قد يسبب الإجهاض”.
بطانة الرحم كمرض جهازي
ويوضح الدكتور “سميت باتيل” أخصائي أمراض بطانة الرحم في مستشفى ماي فلاور للنساء بأحمد آباد، أن بطانة الرحم أكثر من مجرد اضطراب تناسلي. كما يوضح قائلًا: “بطانة الرحم مرض متعدد الأوجه يصيب الغدد الصماء والجهاز المناعي، ويعطل العمليات الحيوية الضرورية للحمل. فمقاومة البروجسترون، واضطراب الجهاز المناعي، والالتهابات المستمرة تجعل البيئة غير مناسبة للحمل، مما يؤدي إلى الإجهاض”.
كما يزيد الانتباذ البطاني الرحمي العميق، والانتباذ البطاني الرحمي الغدي من تعقيد الحمل. إذ يسببان خللًا وظيفيًا في الرحم. كما تسبب هذه الحالات انقباضات غير طبيعية وتشوهات هيكلية تؤثر على عملية الانغراس والحمل”.
دور جراحة الاستئصال
ووفقًا للدكتور سميت باتيل، تظل جراحة الاستئصال التدخل الأكثر فعالية لتعزيز قابلية الرحم للزرع. ويوضح قائلًا: “إنها تزيل الأنسجة المريضة، وتخفف الالتهاب، وتعيد التوازن الهرموني”. ومع ذلك، يعتمد النجاح على المدى الطويل على اتباع نهج تكاملي. كما يجب أن يقترن التدخل الجراحي بتنظيم الهرمونات وإدارة الخصوبة الشخصية لضمان أفضل النتائج الممكنة.
الحاجة إلى مزيد من الوعي
في حين إذا كان هناك حالات من الإجهاض المتكررة ذات الأسباب غير الواضحة تستدعي دائمًا فحص بطانة الرحم. كما يمكن للتشخيص السليم وجراحة الاستئصال المركزة أن تحسن بشكل كبير من قابلية الرحم للحمل ونتائج الحمل، ما يمنح أملًا جديدًا لمن يعانين من العقم.
اقرأ أيضًا: ما أعراض التغيرات الكيسية الليفية لسرطان الثدي؟
بينما لا يقتصر مرض بطانة الرحم على مشكلة تتعلق بالخصوبة فحسب، بل هو مرض مستقل يتطلب تدخلًا فعّالًا قائمًا على الأبحاث. ومن خلال اتباع نهج علاجي أوسع وأكثر تكاملًا. كما يمكن لمقدمي الرعاية الصحية المساعدة في خفض معدلات الإجهاض وتحسين فرص نجاح الحمل لدى المصابات بهذه الحالة التي غالبًا ما يتم تجاهلها.