لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟
لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

لطالما أثار لدغ البعوض استياء الكثيرين، لكن المثير للتساؤل هو ملاحظة أن هذه الحشرات المزعجة تبدو وكأنها تفضل بعض الأشخاص على غيرهم. لم يعد هذا الأمر مجرد ملاحظة عابرة، بل أكده الباحثون الذين توصلوا إلى أن الناموس لا يختار ضحاياه بشكل عشوائي، وإنما بناءً على عوامل جذب محددة يتميز بها بعض الأفراد. في هذا المقال نستعرض الطرق الفعالة لحماية أنفسنا من الناموس.

ما الأسباب الكامنة وراء لدغ الناموس لأشخاص معينة؟

وفقًا لـ “cnet” إن فهم الأسباب الكامنة وراء هذا التفضيل يمكن أن يفتح لنا آفاقًا جديدة في ابتكار طرق فعالة للوقاية من لدغات هذه الحشرات، التي لا تقتصر أضرارها على الشعور بالحكة والازعاج، بل تتعداها لتشمل خطر الإصابة بأمراض فتاكة كالمالاريا.

تشير الدراسات إلى أن حوالي 20% من الأشخاص يعتبرون هدفًا مفضلًا للبعوض. وتتعدد الأسباب وراء هذا الانجذاب، بدءًا من فصيلة الدم وصولًا إلى لون الملابس التي نرتديها.

لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟
لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

فصيلة الدم.. عامل جاذب متفاوت

يبدو أن فصيلة الدم تلعب دورًا في تحديد مدى جاذبية الشخص للبعوض. ففي حين تفضل معظم أنواع البعوض فصيلة الدم (O)، إلا أن هناك أنواعًا أخرى تبدي ميلًا لفصائل دم مختلفة. على سبيل المثال، يفضل بعوض النمر الآسيوي أصحاب فصيلة الدم (O)، بينما ينجذب بعوض المستنقعات إلى فصيلة الدم (AB). بالإضافة إلى ذلك، يفرز حوالي 80% من البشر مواد كيميائية تكشف عن نوع فصيلة دمهم على سطح الجلد. ما يجعلهم هدفًا للبعوض بغض النظر عن نوع الفصيلة الفعلي.

ثاني أكسيد الكربون.. إشارة استدلالية قوية

يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون من أقوى عوامل الجذب للبعوض. كلما زاد معدل الزفير لدى الشخص، زادت كمية ثاني أكسيد الكربون التي يطلقها. ما يجعله أكثر عرضة للدغات. وهذا يفسر انجذاب الناموس للأشخاص أثناء ممارسة الرياضة. حيث يرتفع معدل تنفسهم وبالتالي كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة. كما يلاحظ حوم الناموس حول منطقتي الأنف والفم لنفس السبب.

لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟
لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

حرارة الجسم.. هدف متحرك دافئ

ارتفاع درجة حرارة الجسم، سواء كان ناتجًا عن ممارسة النشاط البدني أو الوجود في بيئة حارة، يزيد من احتمالية جذب البعوض. تستطيع أنثى البعوض استهداف الأجسام ذات الحرارة العالية بغض النظر عن حجمها.

رائحة الجسم.. بصمة كيميائية مميزة

يمتلك الناموس قرون استشعار دقيقة تمكنه من تمييز الروائح المختلفة. ينجذب الناموس بشكل خاص إلى روائح معينة يفرزها بعض الأشخاص، وتعمل بمثابة مغناطيس لهذه الحشرات. من بين هذه الروائح العرق، الذي يحتوي على حمض اللاكتيك والأمونيا، وهما مادتان جاذبتان للبعوض. تلعب البكتيريا الموجودة على الجلد دورًا أيضًا. حيث تفرز روائح مميزة عند تفاعلها مع العرق، وتختلف أنواع وكميات هذه البكتيريا من شخص لآخر. ما قد يفسر اختلاف معدل تعرضهم للدغات. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر حمض الكربوكسيل بمفرده عامل جذب للبعوض، وعندما يختلط مع مكونات العرق الأخرى، ينتج مزيجًا فريدًا من الروائح يختلف بين الأفراد ويؤثر على مدى جاذبيتهم للناموس.

الحمل.. جاذبية مضاعفة للدغ البعوض

تعتبر النساء الحوامل هدفًا مفضلًا للبعوض، ويعزى ذلك إلى عدة عوامل. أولًا، يزداد معدل الزفير لدى الحامل، خاصة في الأشهر الأخيرة. ما يزيد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون حول منطقة الأنف والفم. ثانيًا، ترتفع درجة حرارة جسم الحامل مقارنة بغير الحوامل، خاصة في منطقة البطن بمعدل درجة مئوية واحدة.

تناول الكحول.. لغز لم يُحل بعد

من الملاحظات المثيرة للاهتمام أن تناول الكحول يجعل الشخص أكثر عرضة للدغ البعوض، على الرغم من أن العلم لم يتمكن حتى الآن من تحديد الآلية الدقيقة وراء هذه الظاهرة. والغريب في الأمر أن هذا الانجذاب لا يبدو مرتبطًا بزيادة إنتاج ثاني أكسيد الكربون أو ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى شارب الكحول.

لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟
لماذا يفضل البعوض لدغ البعض دون غيرهم؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

نوع الغذاء.. تأثير محدود ولكنه موجود

هناك اعتقاد شائع بأن نوع الطعام الذي نتناوله يؤثر على مدى جاذبيتنا للبعوض، خاصة الأطعمة الحلوة والمالحة والحريفة والغنية بالبوتاسيوم كالموز. وعلى الرغم من قلة الدراسات التي تناولت هذا الأمر بشكل مباشر، فإن بعض الأبحاث تشير إلى وجود صلة بين تناول الموز وزيادة معدل لدغات البعوض.

لون الملابس.. عامل مرئي للبعوض

بالإضافة إلى حاسة الشم القوية، يتمتع البعوض بقدرة على تمييز الألوان. يبدو أن اللونين الأخضر والأسود يجذبان البعوض بشكل خاص، بينما لا يثير اللونان الأبيض والرمادي اهتمامها. لذا، فإن لون الملابس التي نرتديها يمكن أن يزيد أو يقلل من احتمالية تعرضنا للدغات.

كيفية الوقاية من لدغات البعوض.. خطوات لحماية نفسك

نظرًا لأن الناموس يمثل ناقلًا للعديد من الأمراض الخطيرة، فمن الضروري اتخاذ تدابير وقائية للحد من خطر لدغاته. تشمل هذه الإجراءات:

  • تغطية أكبر مساحة من الجلد: ارتداء ملابس بأكمام طويلة وسراويل طويلة عند الوجود في الأماكن المفتوحة كالحدائق والمتنزهات.
  • التخلص من المياه الراكدة: تجفيف أي تجمعات مائية حول المنزل، فهي بيئة مثالية لتكاثر البعوض.
  • زراعة النباتات الطاردة للبعوض: إضافة نباتات مثل اللافندر والقطيفة والنعناع والريحان والروزماري إلى حديقة المنزل.
  • تجنب أوقات الذروة للدغ البعوض: البقاء في الداخل خلال فترتي الغسق والفجر؛ حيث يكون نشاط البعوض في أوجه.
  • استخدام طارد الحشرات: تطبيق طارد الحشرات على الجلد والملابس مع اتباع التعليمات الموجودة على العبوة.
  • استخدام الزيوت العطرية الطاردة للبعوض: دهن البشرة بزيوت مثل النعناع والقرنفل وعشبة الليمون والقرفة والسترونيلا وإبرة الراعي.
ما هي فصيلة الدم التي لا يحبها البعوض؟
ما هي فصيلة الدم التي لا يحبها البعوض؟

ما فصيلة الدم التي لا يحبها البعوض؟

على الرغم من أن معظم أنواع البعوض تفضل فصيلة الدم (O)، فإنه لا يوجد دليل قاطع على وجود فصيلة دم “غير محببة” للبعوض بشكل مطلق. فبعض الأنواع قد تفضل فصائل أخرى أو لا تظهر تفضيلًا واضحًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن إفراز بعض الأشخاص لمواد كيميائية تكشف عن فصيلة دمهم على الجلد يجعلهم هدفًا بغض النظر عن نوع الفصيلة الفعلي.

ختامًا، يتضح أن انجذاب البعوض لبعض الأشخاص دون غيرهم ليس محض صدفة، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين مجموعة من العوامل المتعلقة بخصائص الفرد البيولوجية والبيئية. بفهم هذه الأسباب، يمكننا اتخاذ خطوات استباقية لحماية أنفسنا وعائلاتنا من لدغات هذه الحشرات المزعجة، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض التي تنقلها.

الرابط المختصر :