كيف يؤثر الجفاف في وظائف المخ؟

كيف يؤثر الجفاف على وظائف المخ؟
كيف يؤثر الجفاف على وظائف المخ؟

يعد الجفاف من أهم المؤثرات على وظائف المخ، ففي حين يربط معظم الناس الجفاف بأعراض جسدية كالعطش والدوار وجفاف الفم. فإن آثاره على الوظائف الإدراكية والصحة النفسية لا تقل خطورة.

وحتى الجفاف الخفيف يمكنه يعطل العديد من وظائف الدماغ، مما يؤثر على الذاكرة والمزاج والطاقة العقلية. وهذا ما توضحه الدكتورة ريكا شارما، استشارية طب في عيادة “روبي هول”، وفقا لما ذكرته lonestarneurology.

إضعاف الوظائف الإدراكية

يؤثر الجفاف بشكل مباشر على المجالات المعرفية الرئيسية، بما في ذلك الانتباه والذاكرة والوظائف التنفيذية. وقد أظهرت الدراسات أن انخفاضًا طفيفًا في نسبة الماء في الجسم بنسبة 1-2% قد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الأداء المعرفي. قد يجد الأفراد صعوبة في التركيز أو حل المشكلات أو اتخاذ القرارات. كما أن المهام التي تتطلب تركيزًا ذهنيًا وسرعة تفكير تصبح أكثر صعوبة، مما قد يؤثر على الأداء الأكاديمي والعملي.

كيف يؤثر الجفاف على وظائف المخ؟
كيف يؤثر الجفاف على وظائف المخ؟

تعطيل وظيفة الناقل العصبي

يلعب الماء دورًا أساسيًا في إنتاج ووظيفة النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية مثل السيروتونين والدوبامين، تؤثر على المزاج واليقظة والإدراك. يمكن أن يضعف الجفاف إطلاق هذه النواقل العصبية وتوازنها، مما يؤدي إلى انخفاض صفاء الذهن، وتقلبات مزاجية، وشعور عام بالإرهاق الذهني.

تقليل تدفق الدم إلى الدماغ

يقلل الجفاف من حجم الدم، مما يقلل بدوره من كمية الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية الواصلة إلى الدماغ. ولأن الدماغ عضو يعتمد بشكل كبير على الطاقة، فإن أي انخفاض طفيف في تدفق الدم قد يعيق وظائفه. ويتجلى ذلك في بطء التفكير، وضعف الذاكرة، وزيادة وقت رد الفعل.

زيادة التعب العقلي والجسدي

عند الإصابة بالجفاف، يضطر الدماغ إلى بذل جهد أكبر لأداء المهام العقلية اليومية، مما يزيد من الجهد المبذول والإرهاق الذهني. قد يؤدي هذا الضغط الإضافي إلى التعب وانخفاض الإنتاجية وتراجع الدافعية. الرياضيون والأفراد الذين يعملون في وظائف تتطلب جهدًا ذهنيًا هم أكثر عرضة لهذه الآثار.

التأثير على بنية الدماغ

يمكن أن يسبب الجفاف المزمن أو الشديد تغيرات جسدية في الدماغ. تشير الأبحاث إلى أن نقص الماء قد يؤدي إلى انكماش أنسجة الدماغ وزيادة حجم البطينين. مع مرور الوقت، قد تسهم هذه التغيرات الهيكلية في تدهور الإدراك، خاصةً لدى كبار السن الأكثر عرضة للجفاف.

التأثير على بنية الدماغ
التأثير على بنية الدماغ

التأثير على الحالة المزاجية والرفاهية العاطفية

اضطرابات المزاج من عواقب الجفاف المهمة، وإن كانت غالبًا ما يتم الإغفال عنها. القلق والانفعال وأعراض الاكتئاب أكثر شيوعًا عند نقص السوائل في الجسم. وقد ثبت أن إعادة الترطيب تحسّن المزاج، وتعيد اليقظة الذهنية، وتقلل الشعور بالتعب.

اقرأ أيضًا: يعزز صحة الدماغ.. فوائد تناول عين الجمل على معدة فارغة

من هم الأكثر عرضة للخطر؟

الأطفال وكبار السن والأشخاص النشطون بدنيًا أو المرضى أكثر عرضة للإصابة بالجفاف وعواقبه الإدراكية. فالتقدم في السن يضعف قدرة الجسم على الاحتفاظ بالماء والتعرف على العطش، بينما يمتنع الأطفال غالبًا عن شرب الماء إلا عند تذكيرهم بذلك.

إعطاء الأولوية للترطيب من أجل صحة الدماغ

لدعم صحة الدماغ والوقاية من التعب، يعدّ الترطيب المنتظم أمرًا بالغ الأهمية. تناولي الأطعمة الغنية بالماء، وحافظي على شرب الماء بانتظام طوال اليوم، وانتبهي جيدًا لعلامات الجفاف المبكرة. بذلك، لا تدعم صحتكِ البدنية فحسب، بل تحافظي أيضًا على مرونتك المعرفية والعاطفية.

الرابط المختصر :