كيف تتعاملين مع المراهق الانطوائي؟

تعد شخصية المراهق الانطوائي أو الخجول، مشكلة تؤرق الوالدين، ولا يجدون لها حلًا، وفي غالب الأحيان يلجأون لحلول تُزيد من انطوائيته وعزلته.

في البداية، تقول عبير ماهر؛ استشارية الطب النفسي والتربوي، إن شخصية المراهق الانطوائي تنتج في الغالب بسبب غياب اهتمام الوالدين بالمراهق، لافتة إلى أن التحدث مع المراهق، وتعزيز ثقته بنفسه عوامل هامة للقضاء على انطوائيته.

وطالبت استشارية الطب النفسي الوالدين بضرورة دعم المراهق الانطوائي، وتعزيز شعوره بالخصوصية، مؤكدة على أن تخصيص غرفة المراهق من شأنه تعزيز ثقته بنفسه، وتقوية شخصيته، وتكليفه بمهام بسيطة من وقت لآخر من شأنه أن يُعزز من قدراته.

وأشارت استشارية الطب النفسي والتربوي، إلى أن الوالدين عليهما أن يُقدما القدوة الحسنة لنجلهما، مشيرة إلى أن غرس قيم التعاون والصدق والأمانة وغيرها من الصفات والأخلاق الحميدة في المراهق من شأنها تعزيز تواصله مع المجتمع الخارجي وتقلل من انطوائيته.

وشددت ماهر، على أن إلحاق المراهق بالأنشطة الرياضية والاجتماعية والرحلات، له دور كبير في مكافحة انطوائيته، مؤكدة على أن تقديم الهدايا وتوجيه عبارات الشكر والثناء للمراهق؛ تُعزز من ثقته بنفسه، ما يدفعه ليكون أكثر اجتماعية.

وأوضحت استشارية الطب النفسي والتربوي، أن إشراك المراهقين في اتخاذ القرارات الخاصة بالأسر له أكبر الأثر على تعزيز ثقته بنفسه، وتقوية شخصيته، ومنحه شجاعة اتخاذ القرار مستقبلًا، لافتة إلى أن استخدام الأساليب العنيفة في تربية الأطفال، وتوبيخهم بشكل مستمر يتسبب في ضعف شخصية المراهق مستقبلًا، مطالبة أولياء الأمور بتغيير سياساتهم التربوية مع أبنائهم، والبدء بالحوار والنقاش واحتواء المراهق.

وأكدت ماهر، على أن الأسرة لها دورًا كبيرًا في تكوين شخصية المراهق، مشيرة إلى أن بعض المراهقين بطبيعتها تكون انطوائية وأميل للعزلة والجلوس منفردين، وهنا يجب أن تتدخل الأسرة وتبدأ في الحديث مع نجلها، وتحببه في تكوين الصداقات والتعرف على أصدقاء جُدد.

وتابعت استشارية الطب النفسي والتربوي، على الأسرة أن تُشجع نجلها على ممارسة الرياضة، وخاصة رياضات الدفاع عن النفس؛ لتعزيز ثقته بنفسه، وتقوية عضلاته في الآن ذاته، على أن يؤكد ولى الأمر للمراهق دائمًا على أن العنف سلوك منبوذ، ولا يجب اللجوء إليه نهائيًا.

وأكدت ماهر، على ضرورة أن تتابع الأسرة تصرفات المراهق خاصة في تلك المرحلة العُمرية التي تُصاحبها تغيرات جذرية في الشخصية؛ ما يغير من سلوك المراهق، ويجعله أكثر عدوانية وانطوائية، لافتة إلى ضرورة أن يتحول الأب والأم إلى أصدقاء لأبنائهم المراهقين؛ لاحتوائهم وإرشادهم للطريق الصحيح خلالهذه المرحلة العمرية.

ودعت الخبيرة النفسية أولياء الأمور لضرورة احتواء أبنائهم المراهقين، وخاصة فيما يتعلق بحب المراهقة، والذى يحرص المراهقين في غالب الأحيان على إخفاؤه عن أسرهم، من منطلق أن ذلك هو سرهم الكبير، وفي حال تقرب الوالدان للمراهق يمكنهم بسهولة التعرف على الجديد في حياة نجلهم أو نجلتهم، فى حال حرصوا على إرساء مبدأ الصداقة بينهما، ومن ثم لا يجد المراهق حرجًا من التحدث مع والديه حول حبه الجديد، وتسهم تلك الصداقة في تعزيز ثقة المراهق بنفسه وجعله أكثر إقبالًا على الحياة، وميلًا للمشاركة الاجتماعية.