حظي “كرنفال الملاكمة”، الذي جمع بين الملاكمين أولكسندر أوسيك وتايسون فيوري؛ باهتمام عالمي واسع النطاق.
فيما سلطت الصحافة العالمية أضواءها على هذه المباراة التاريخية التي نظمت في مدينة الرياض ضمن موسم الرياض 2024.
اهتمام واسع بـ “كرنفال الملاكمة”
لم يقتصر اهتمام وسائل الإعلام العالمية على تغطية المنافسة المثيرة التي شهدتها الحلبة بين هذين البطلين العالميين في الوزن الثقيل، بل امتد ليشمل الإشادة بالتحول الرياضي الكبير الذي تشهده العاصمة السعودية.

كما أثنت الصحف العالمية على الأجواء الحماسية التي غلّفت المباراة، وانعكست بدورها على الأجواء داخل ملعب “المملكة أرينا”، هذا الصرح الرياضي الحديث الذي تم افتتاحه في يناير 2024، والذي يعد الآن أكبر صالة مغلقة في العالم من حيث القدرة الاستيعابية.
“ذا صن”: المباراة لم تكن مجرد مواجهة رياضية عابرة
أكدت صحيفة “ذا صن” الإنجليزية أن هذه المباراة لم تكن مجرد مواجهة رياضية عابرة، بل دليل قاطع على التحول السريع الذي تشهده الرياض لتصبح مركزًا عالميًا للرياضة؛ وذلك بفضل البنية التحتية المتطورة والرؤية الإستراتيجية الطموحة التي تتبناها المملكة.
يقع “المملكة أرينا” في قلب مدينة الرياض، وشكّل الموقع الأمثل لاستضافة هذا الحدث التاريخي، كما ذكرت صحيفة “ذا صن”.
في حين كان التصميم العصري للصالة وحجمها الكبير دليلين واضحين على التزام المملكة بتطوير منشآت رياضية على مستوى عالمي. فمن خلال هندستها المعمارية المدهشة وتقنياتها الحديثة وفرت الصالة البيئة المثالية لكل من الملاكمين والجماهير على حد سواء.
بينما تحولت الصالة إلى رمز لطموح الرياض في أن تكون بطليعة الرياضات العالمية، وجذبت عشاق الملاكمة من جميع أنحاء العالم، كما أشارت صحيفة “التايمز” في تغطيتها للحدث.
تزيين الشوارع باللافتات والأضواء والزخارف
كانت الأجواء في الرياض مشحونة بالحماس والتوقعات مع استعداد المدينة لاستقبال هذه المباراة المهمة. حيث تزينت الشوارع باللافتات والأضواء والزخارف التي احتفلت بهذه المناسبة التاريخية؛ ما أضفى جوًا من الإثارة على جميع أنحاء المدينة.
ووفقًا لتقرير من صحيفة “بيلد” الألمانية كان تحول الرياض إلى وجهة رياضية رئيسية أمرًا لافتًا للنظر؛ حيث استضافت المدينة العديد من الفعاليات الكبرى في السنوات الأخيرة. وكانت مباراة أوسيك وفيوري بمثابة مرحلة مهمة في هذا التحول، وهذا يبرز التزام المملكة بتنظيم الأحداث الرياضية البارزة على أرضها. ومع تجمع المشجعين من جميع أنحاء العالم في الرياض، كان الجو الدولي في المدينة واضحًا لا لبس فيه.

فيما أشار مقال نشرته صحيفة “آس” الإسبانية إلى أن تحول الرياض لقوة رياضية تم تأكيده بفعاليات مثل مباراة أوسيك وفيوري. إذ أثبتت المدينة، التي تشتهر بنموها السريع وتحديثها، أنها أصبحت بسرعة موقعًا رئيسيًا للفعاليات الرياضية الكبرى.
وأضافت أنه تم التعرف على تأثير هذه الفعاليات في تشكيل المشهد الرياضي بالرياض، ولفتت صحيفة “ذا صن” بشكل خاص إلى الدور المهم الذي لعبته القيادة السعودية في تحويل الرياض إلى مركز رياضي عالمي، معتبرة أنها كانت حاسمة في جعل هذا الحدث واقعًا.
الأجواء في ليلة المباراة لا تضاهى
أما في “المملكة أرينا” فكانت الأجواء في ليلة المباراة لا تضاهى من حيث الإثارة والدهشة. حيث امتلأت الصالة بالجماهير التي كانت تنتظر بفارغ الصبر اللحظة التي يدخل فيها الملاكمان إلى الحلبة.
دخل “فيوري”؛ المعروف بحضوره الجسدي المهيب، إلى الصالة وسط هتافات الجماهير المؤيدة، في حين كان “أوسيك”؛ الذي يتمتع بالهدوء والثقة المعتادة، مصممًا على الاحتفاظ بألقابه. ومع انطلاق المباراة وصل الحماس إلى ذروته.
أما بالنسبة للمباراة نفسها فكانت عرضًا رائعًا للملاكمة؛ فأظهر “أوسيك” مهاراته الفائقة وسرعته ومرونته في تجاوز فيوري الأكبر حجمًا والأكثر قوة. وعلى الرغم من أنه ناضل بشجاعة كان واضحًا أن تقنية “أوسيك” ودقته كانتا على مستوى آخر.
وكما أشارت صحيفة “التايمز” كان أداء أوسيك شهادة على إتقانه للملاكمة؛ حيث نفذ خطة لعب مدروسة بدقة وعزيمة. ولم يتمكن “فيوري”، رغم حجمه وقوته، من مجاراة براعة “أوسيك” الفنية، وهو ما أصبح واضحًا مع تقدم المباراة، وهو أيضًا ما تحدثت عنه صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وطوال المباراة ظل الجو مشحونًا بالطاقة، كما ذكرت صحيفة “بيلد”. وكان الجمهور داعمًا لكل من الملاكمين، فترددت الهتافات والتصفيق في أرجاء الصالة بعد كل تبادل مهم في الحلبة. لم تكن هذه مجرد مبارا، بل كانت حدثًا جمع الناس من جميع أنحاء العالم، موحدين بحبهم لرياضة الملاكمة.

تغطية واسعة للحدث
وقدمت وسائل الإعلام الدولية تغطية واسعة للحدث، فأشادت بالتنظيم وأهمية المباراة. كما أفادت صحيفة “آس” بأن الحدث كان جزءًا من استراتيجية السعودية الأوسع في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للرياضة. وتم اعتبار نجاح هذه المباراة خطوة حاسمة في تعزيز طموحات المملكة بعالم الرياضة.
ومن المتوقع استضافة المزيد من الفعاليات الكبرى في الرياض خلال السنوات المقبلة. ومع السمعة المتزايدة للرياض كموقع رياضي عالمي كانت وسائل الإعلام، مثل: “ذا صن” و”التايمز” سريعة في تسليط الضوء على كيفية إسهام هذا الحدث في كتابة فصل جديد في تاريخ الرياضة في السعودية.
تناولت كل من “ذا صن” و”بيلد” حجم وتصميم الصالة المذهل، اللذين شكّلا خلفية مثالية لمباراة بارزة من هذا النوع. وركزت تغطية “ذا صن” على كيفية تضافر جهود الصالة ومدينة الرياض لتوفير تجربة فريدة من نوعها للجماهير.
من ناحية أخرى تناولت “التايمز” الرؤية الاستراتيجية وراء تطوير الصالة، مشيرة إلى أنها جزء من خطة أوسع لرفع مكانة الرياض كمدينة رياضية من الطراز العالمي.
أهمية الرياض المتزايدة كمركز رياضي عالمي
كانت مباراة أوسيك وفيوري أكثر من مجرد مواجهة بين اثنين من أفضل الملاكمين في العالم، بل دليل على أهمية الرياض المتزايدة كمركز رياضي عالمي. ولعب “المملكة أرينا” وحجمه الكبير دورًا حاسمًا في نجاح هذا الحدث. كما أشارت الصحف الأجنبية إلى أنه كان بمثابة نقطة تحول مهمة في طموحات السعودية لتصبح لاعبًا رئيسيًا في عالم الرياضة.
من جانبه أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفوز أولكسندر أوسيك على البريطاني تايسون فيوري والاحتفاظ بألقاب رابطة الملاكمة العالمية ومنظمة الملاكمة العالمية ومجلس الملاكمة العالمي في الوزن الثقيل بعد النزال الذي تم بينهما في الرياض.
وقال “زيلينسكي” إن أوسيك يجسّد الروح القتالية لدى الأوكرانيين. وكتب: “النصر مهم للغاية ونحتاج إليه جميعًا الآن”.
وأضاف: “من خلال الدفاع عن لقبه يثبت أولكسندر أوسيك أننا أوكرانيون ولن نتخلى عما نملكه. وبغض النظر عن مدى صعوبة الأمر سوف نتغلب على كل شيء”.
وتابع: “سواء كان ذلك في الحلبة أو على أرض المعركة أو بالساحة الدبلوماسية سنقاتل ولن نتخلى عن أملاكنا. تهانينا على انتصارك أيها الفارس، تهانينا على انتصارك يا أوكرانيا”.