لطالما شغل سكر المائدة مكانة بارزة في حياتنا اليومية، فحلاوته تُضفي لمسة من اللذة على العديد من الأطعمة والمشروبات. ومع تزايد الوعي بأهمية التغذية الصحية، ظهرت بدائل للسكر الأبيض التقليدي؛ مثل سكر الفاكهة المفصول(الفركتوز) والسكر البني، وبدأت تنتشر ادعاءات حول فوائدها الصحية. ولكن هل هذه الادعاءات صحيحة؟ وهل يمكن الاعتماد على هذه البدائل كحل سحري لجميع مشاكلنا الصحية المتعلقة بالسكر خاصة مرضى السكري؟
حول هذه الادعاءات كان حوار خاص لـ”الجوهرة” مع الدكتور خالد مصيلحي إبراهيم، أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بجامعة القاهرة.
1-سكر الفاكهة وسكر الفركتوز
قال الدكتور خالد مصليحي: “عندما نتحدث عن سكر الفاكهة، فإننا نشير إلى السكر الطبيعي الموجود في الفواكه. هذا السكر يمنح الفواكه طعمها الحلو ويعتبر مصدرًا للطاقة للجسم. ومع ذلك، فإن سكر الفاكهة في الفاكهة يختلف عن السكر المضاف الذي نضيفه إلى الأطعمة والمشروبات المصنعة. ففي الفاكهة، يرتبط سكر الفاكهة بالألياف والفيتامينات والمعادن؛ ما يبطئ من امتصاصه في الدم ويقلل من تأثيره على مستوى السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، فإن الألياف الموجودة في الفاكهة تساعد على الشعور بالشبع وتنظم عملية الهضم”.
وأضاف: “أما سكر الفاكهة المفصول، والذي يتم استخلاصه من الفاكهة وتنقيته؛ فهو قصة مختلفة تمامًا. هذا النوع من السكر يفتقر إلى الألياف والفيتامينات والمعادن الموجودة في الفاكهة الطازجة”.
وبالتالي، فإن تناوله بكميات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد الدهنية.

أيهما أفضل؟
وأكد أستاذ العقاقير الطبية أن، تناول الفواكه الطازجة هو الخيار الأفضل للحصول على سكر الفاكهة؛ فالألياف الموجودة في الفاكهة تعمل كحاجز يمنع ارتفاع سكر الدم بشكل مفاجئ. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى كمية الفاكهة التي تتناولها، خاصة إذا كنت تعاني من مرض السكري أو مقاومة الإنسولين.
وأشار الدكتور خالد إلى أن بعض الفواكه تحتوي على تركيزات عالية من الفركتوز؛ مثل التمر والعنب. لذلك، يجب تناول هذه الفواكه باعتدال، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية متعلقة بالسكر.
2-العصائر المعلبة:
أما عن العصائر المعلبة فقد حذر استاذ العقاقير الطبية منها. كما أشار إلى احتوائها على نسبة سكر مرتفعة جدًا، غالبًا ما تتجاوز 30% من حجم العبوة. هذا يعني أن شرب كوب واحد من العصير المعلب يعادل شرب كمية كبيرة من السكر المضاف، وهو ما يسبب ارتفاعًا حادًا في مستوى السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تخضع الفواكه خلال عملية العصر لعمليات تصنيع تزيل الألياف والفيتامينات والمعادن المفيدة الموجودة في الفاكهة الطازجة، والتي تلعب دورًا هامًا في تنظيم مستوى السكر في الدم.

ما الحل؟
بدلًا من تناول العصائر المعلبة، ينصح مرضى السكر بتناول الفواكه الطازجة كاملة. فالفواكه الطازجة تحتوي على الألياف التي تساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم. كما يمكن للمريض عصر الفاكهة الطازجة في المنزل وعدم تصفيتها، للاستفادة من الألياف الموجودة في اللب.
3-السكر البني
وتابع استاذ العقاقير الطبية: “انتشر مؤخرًا اعتقاد شائع بين الكثيرين بأن السكر البني هو بديل صحي للسكر الأبيض، وأن استخدامه لا يؤثر على مستويات السكر في الدم بنفس الطريقة التي يؤثر بها السكر الأبيض”. وأضاف “ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح”.
وأوضح أن السكر البني لا يختلف عن السكر الأبيض من حيث تأثيره على مستوى السكر في الدم. وكلاهما عبارة عن سكريات بسيطة يتم هضمها بسرعة وترتفع بمعدل مماثل مستوى السكر في الدم. الفرق الوحيد بينهما هو أن السكر البني يحتوي على كمية قليلة من المولاس، وهي مادة تعطي السكر لونه البني ونكهته القوية.
لماذا يعتقد البعض أن السكر البني أكثر صحة؟
يرجع الدكتور خالد هذا الاعتقاد الخاطئ إلى عدة أسباب:
- اللون: اللون البني يرتبط عادة بالأطعمة الطبيعية والصحة؛ ما يعطي انطباعًا بأن السكر البني أكثر صحة من السكر الأبيض.
- المولاس: يعتقد البعض أن المولاس الموجود في السكر البني يحتوي على عناصر غذائية مفيدة، ولكن هذه العناصر موجودة بكميات ضئيلة جدًا ولا تكفي لتجعل السكر البني أكثر صحة من السكر الأبيض.
- التسويق: تسوق بعض الشركات للسكر البني على أنه منتج صحي، مما يزيد من هذا الاعتقاد الخاطئ.
أضرار السكر البني:
وفي السياق ذاته، أكد استاذ العقاقير الطبية أنه سواء كان السكر أبيض أو بني؛ فإن الإفراط في تناوله يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم؛ ما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري ومضاعفاته.
وأوضح أن السكر البني لا يختلف عن الأبيض من حيث سعراته الحرارية؛ لذا فإن الإفراط في تناوله يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة. كما أشار إلى أن السكر البني لا يعد مصدرًا جيدًا لأي من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم.

نصائح هامة لمرضى السكر:
-
- تناول الفواكه كاملة: بدلًا من العصائر.
- اختاري الفواكه قليلة السكر: مثل الفراولة والتوت.
- راقبي كمية الفاكهة التي تتناوليها: حتى الفواكه الطبيعية تحتوي على سكريات.
- استشيري طبيبك أو أخصائي التغذية: لتحديد النظام الغذائي الأنسب لك.