جميلة كالقطة، صوتها آلة تعزف بانفراد، تعشق المغامرة، و التجديد، لا تعرف اليأس، أكدت أنها لا تمتلك الكاريزما والجمال فقط، بل تتمتع بذكاء كبير جعلها تنتقي أعمالها الغنائية، و تسعى نحو الاختلاف، و كأي فنان جزائري تجري في دمائه حب العروبة، تغنّت بأروع اللهجات العربية باتقان و طلاقة؛ “كاميليا ورد” الفنانة الجزائرية الشابة التي صنعت اسمها في وقت قياسي، و أحبها الجمهور العربي منذ ظهورها الأول ببرنامج اكتشاف المواهب Arab Idol.
و في حوارها مع مجلة “الجوهرة”، كشفت كاميليا ورد عن تفاصيل مشاريعها المستقبلية، طموحها، و التجربة التي لن تكررها رغم نجاحها.
– كيف كانت بداية “كاميليا ورد”؟ و متى اكتشفت حبها للغناء؟
بدأت منذ الصغر، فهي موهبة من عند الله، ظهرت منذ كنت في المدرسة، ثم قمت بالغناء بصفوف الموسيقى، و كنت رئيسة المجموعة الموسيقى في العاشرة من عمري فقط، كما اعتدت الغناء أمام الأهل و الأصدقاء.
و اكتشفت حبي للغناء في سن مبكرة للغاية، و أتذكر حينما كنت أغني و سمع والدي صوتي، و أبدى حبه الشديد له، ليواظب على تشجيعي الدائم، حتى أصبح حلمي الذي سعيت لتحقيقه.
– كيف استفدتِ من تجربة اشتراكك ببرنامج اكتشاف المواهب Arab Idol؟
تجربة الاشتراك ببرنامج ArabIdol، كانت مثل الحلم الذي لم يتحقق، بسبب الكثير من المشكلات آنذاك مع فنانة بعينها؛ لكن اليأس لا يوجد بقاموسي؛ فأكملت وحدي الطريق دون اللقب، و كانت لدى ثقة كبيرة في موهبتي، و استفدت من التجربة كثيرًا حيث استطعت أن أبني اسمًا بفترة قياسية، لكن في الوقت ذاته لم أكن راضية عن النتيجة، لأنها لم تكن منصفة بحقي.
– بعد نجاحك في المجالين؛ تقديم البرامج التليفزيونية، أم الغناء، ما الأحب إلى قلبك؟
الغناء بالطبع؛ هو الوحيد المفضل لدى قلبي، أما التقديم فكانت تجربة ممتعة، و جاءت بمحض الصدفة، عندما كنت شيفة بأحد البرامج الحوارية بالتليفزيون الأردني، و هناك أحبوا طريقتي في الإلقاء، و سلاستي في الحديث، ليعرضوا عليّ تقديم برنامج من فكرتي عبر شاشة تليفزيون أردني فلسطيني، فوافقت لأني أهوى المغامرة.
قمت بإعداد و تقديم برنامج أسبوعي بعنوان “حكاية أغنية”، حيث كنت أقدّم الأغنية و أروي قصتها، و من ثم أقوم بغنائها بطريقة مباشرة “لايف” بدون موسيقى، كانت تجربة جميلة و ناجحة.
– هل تعودين إلى تقديم البرامج؟
رغم كونها تجربة جميلة، إلا أن التقديم ليس أبدًا من أهدافي، فأنا لا أفكر بالعودة إليه، أو تكرار التجربة.
– إذاً، ماذا عن التمثيل، هل تفكرين في خوض غمار الدراما؟
أفكر في التمثيل كثيرًا، فأنا أراه مكملًا لي، لأنني مؤمنة بأن لدي المقومات التي تجعلني أنجح فيه، و تلقيت الكثير من العروض، لأعمال جزائرية، مصرية، لبنانية، و أردنية أيضًا؛ لكنني لا أرى أنه الوقت المناسب كي أخوض مجال التمثيل.
أحب أن أتقن مجالي و أنجح فيه أولًا، لكي استطيع أن أضيف و أبدع في أدوار أساسية بالتمثيل، و ليست ثانوية.
– ما اللهجة العربية المفضلة لديكِ؟
لا توجد لهجة عربية محددة محببة إلى قلبي، لكنني و بشكل تلقائي أحدث بالسورية أو اللبنانية.
– قمتِ بغناء اللهجة الخليجية و المصرية؛ كيف تغلبتِ على صعوبة لكنة كل منهما؟
الصراحة لدي طلاقة باللجهات العربية من عند الله، لم ألجأ إلى الدراسة أبدًا، و خاصة أن مسقط رأسي بالجزائر، لكنني عشت بين سوريا و الأردن، و الآن أنا ما بين لبنان و دبي بالإمارات العربية المتحدة.
– عند غنائك لهجة بلادك، هل راودتك مشاعر الخوف قبل طرح “العشق كواني”؟
طبعًا لا، كيف لي أن أخاف التنوّع، و أنا شديدة الحرص من بين فناني جيلي، على التنويع بين اللهجات المختلفة، و إيقاعات الموسيقى المتغيًرة، حيث أعشق التجدّد دائمًا.
و بالنسبة لأغنية “العشق كواني” فهي ليست بلهجة جديدة عليّ؛ فهي لهجة بلادي التي افتخر للغاية بتقديمها، و أحمد الله كثيرًا على نجاحها.
– هل تقدّمين عملًا باللهجة الجزائرية في أي وقت قريب؟
إن شاء الله سيكون هناك عمل جزائري ثانيةً، لكن ليس في الوقت الحالي.
– ما أهمية الأغنية الوطنية لمسيرة الفنان عامة و الجزائري خاصة؟
بشكل عام، الأغنية الوطنية تُشرّف رصيد أي فنان مهما اختلفت جنسيته، و تضيف إلى مساره الفني.
فالوطنية موجودة بكل شخص فينا، لكن من شديد الأسف، هنالك من يستعملها كأداة للتعاطف، و كسب الحب الجماهير، و هناك من تكون بالفعل نابعة من أعماق قلبه.
– أين كاميليا ورد من المهرجانات العربية؟
أتواجد مثل كافة مطربي جيلي، لكنني الأكثر نشاطًا من خلال حفلاتي خاصة في دبي، لأنني محبوبة للغاية هناك، و هنالك حفلات في لبنان، و تركيا، و قريبًا بجميع أنحاء الوطن العربي.
– كيف تصنفين أغنياتك المصوّرة على طريقة الفيديوكليب، جريئة أو تسعى للتحدي؟
أغنياتي المصوّرة على طريقة الفيديوكليب، ليست جريئة بمعنى الجرأة بالمفهوم العربي المتداول، فهي راقية و متجدّدة، و ذلك النوع يعد جديدًا على الساحة الغنائية العربية، حيث ابتعدت عن النمط التقليدي و التكرار.
– حدثينا عن جديدك مع المخرج اللبناني “فادي حدّاد”.
أغنيتي الجديدة تحمل عنوان “الطيارة”، و هي خليجية سيتم إطلاقها على طريقة الديو، مع فنان إسباني كوبي يُدعى “خوسيه كارلوس”.
فكرة الأغنية بحد ذاتها تعتبر جديدة و “مجنونة”، و بالطبع فإن جمال العمل الغنائي يستحق التعاون مع عدسة مخرج مبدع مثل فادي حدّاد؛ الذي أكن له كل الاحتارم، و أنا سعيدة بالعمل معه في أغنية “الطيارة” للمرة الأولى.
كان التصوير متعبًا لفكرته، لكنه كان شيقًا و رائعًان و اسم “فادي حدّاد” يكفي ليجعل العمل الغنائي مميزًا، أما الإنتاج كان لشركة لابف ستايلز ستدويوز LifeStylez Studios، التي أشكرها على الاحترافية بالعمل، و تفانيها الشديد لإعطائنا كل الإمكانيات حتى تُبصر الأغنية النور في شكل لائق، و بالمستوى المطلوب.
– نحن في عصر الأرقام الإلكترونية؛ هل تؤمنين بالنجاح على موقع يوتيوب للفيديوهات؟
أعتقد أن النجاح بمواقع التواصل الاجتماعي، و موقع يوتيوب ما هو إلا نجاح مؤقت، و غير مثالي، مثل الذي أصدر أغنية نجحت من أول يوم، و من ثم اختفى.
– ما الإضافة التي تسعى “كاميليا ورد” لتقديمها للفن؟ و ما هو طموحك؟
أسعى أن أقدّم إحساسي في كل أغنية، و حالتي الخاصة، كما أتطلع لتقديم نوع فريد من الموسيقي يكون خاصًا بي.
و طموحي أن أحقق حلمي في الوصول إلى كل بيت، من خلال أعمالي و نجاحها، كما أتمنى أن أضيف و لو جزء بسيط للأغنية العربية، بأن أكون حالة فنية استثنائية في المستقبل.
– من هو مثلك الأعلى من المطربين أو المطربات؟
مثلي الأعلى هي الفنانة الراحلة “وردة الجزائرية” رحمة الله عليها.
– كلمة أخيرة لكل محبي “كاميليا ورد”.
في البداية شكرًا على الحوار الممتع، و انتظروا مني الجديد قريبًا بكل اللهجات، و أتمنى أن تنال أغنية “الطيارة” على إعجابكم، بحبكم كاميليا ورد.