زيارة المريض واحدة من أسمى الأعمال الإنسانية التي تُظهر الدعم والتعاطف. فهي ليست مجرد واجب اجتماعي، بل تعبير عن مشاعر العناية والاهتمام بالمريض؛ ما يساهم في رفع معنوياته، وتسريع عملية شفائه.
أهمية زيارة المريض لا تكمن فقط في تقديم الدعم النفسي، بل تمتد إلى تعزيز الروابط الاجتماعية وإظهار التلاحم والتكافل بين الناس. وبهذا الصدد، تقدم خبيرة الإتيكيت إيمان بهجت نصائح حول فن زيارة المريض بأسلوب يعكس الاحترام والتقدير، لضمان أن تكون الزيارة مريحة ومفيدة للمريض.
توقيت الزيارة
أكدت إيمان بهجت أن اختيار التوقيت المناسب للزيارة يعد من أهم الأمور التي يجب مراعاتها. ينبغي على الزائر التأكد من ملاءمة وقت الزيارة، بحيث لا يتعارض مع أوقات الراحة أو العلاج الخاصة بالمريض. من الأفضل الاتصال المسبق أو التنسيق مع أهل المريض لمعرفة الوقت الأنسب للزيارة. شددت بهجت على أهمية عدم إطالة مدة الزيارة، حيث يُفضل أن تكون قصيرة ومحددة، حتى لا يتسبب الزائر في إرهاق المريض.
كيفية تقديم الدعم
وأكدت إيمان بهجت أن الهدف الرئيسي من زيارة المريض هو تقديم الدعم المعنوي والتخفيف من شعوره بالوحدة. لذا يجب على الزائر أن يكون متفهمًا وودودًا، ويتجنب الحديث عن الأمور السلبية أو التجارب المرضية السابقة التي قد تثير قلق المريض.
من المفيد أن يشارك الزائر بعض الأخبار السارة أو المواضيع التي تهم المريض وتدخل السرور إلى قلبه. وشددت بهجت على ضرورة الاهتمام بمشاعر المريض، وتجنب إبداء الشفقة الزائدة التي قد تؤثر سلبًا على نفسيته.
الهدايا المناسبة
فيما يخص الهدايا، أوضحت بهجت أن اختيار الهدية المناسبة يعكس مدى الاهتمام والتقدير للمريض. يفضل إحضار هدية بسيطة ومناسبة لحالة المريض، مثل الزهور (إذا لم يكن هناك حساسية)، أو الفواكه الطازجة، أو الكتب والمواد الترفيهية التي يحبها المريض. وأكدت بهجت أن الهدية يجب أن تكون وسيلة لإدخال البهجة على قلب المريض دون أن تشكل عبئًا عليه.
آداب التصرف داخل غرفة المريض

وبينت بهجت أن الالتزام بآداب التصرف داخل غرفة المريض يضمن الراحة والهدوء له. يجب على الزائر التحدث بصوت منخفض، والجلوس بهدوء دون إحداث ضوضاء. من المهم أيضًا تجنب استخدام العطور القوية التي قد تزعج المريض أو تؤثر على صحته.
وأضافت بهجت أن احترام خصوصية المريض يعد أمرًا بالغ الأهمية، لذا يجب على الزائر عدم فتح الأدراج أو العبث بأغراض المريض دون إذن.
الاستئذان قبل الزيارة
وأشارت بهجت إلى أن الاستئذان قبل الدخول إلى غرفة المريض هو أحد أساسيات الإتيكيت التي تعكس الاحترام والتقدير. يجب على الزائر طرق الباب بلطف والانتظار حتى يُسمح له بالدخول. هذا التصرف يعكس احترام خصوصية المريض ويمنحه الشعور بالراحة.
ختام الزيارة
في ختام الزيارة، شددت إيمان بهجت على ضرورة أن تكون المغادرة بلطف وبطريقة تترك أثرًا إيجابيًا لدى المريض. يمكن للزائر أن يعبر عن أمله في سرعة شفاء المريض، ويعطيه أملًا وتفاؤلًا بمستقبل أفضل. وأكدت بهجت أن هذا التصرف يعزز من الروابط الإنسانية، ويترك انطباعًا جيدًا يدوم في ذاكرة المريض.
احترام الإجراءات الصحية
أخيرًا، شددت إيمان بهجت على أهمية احترام الإجراءات الصحية التي قد تفرضها المستشفى أو أهل المريض، خاصة في ظل الأوضاع الصحية الحالية وانتشار الأمراض المعدية. يجب على الزائر الالتزام بارتداء الكمامات، وتعقيم اليدين، والحفاظ على التباعد الاجتماعي عند الضرورة؛ لضمان سلامة المريض والزوار الآخرين.
في الختام، أوضحت إيمان بهجت أن فن زيارة المريض لا يقتصر فقط على تقديم الدعم، بل يتعداه ليكون وسيلة تعكس التربية والأخلاق الحميدة، وتساهم في تعزيز الروابط الإنسانية التي تجعل المجتمع أكثر تلاحمًا وقوة.