فن التعامل الراقي مع الآخرين

تحرص العائلات الراقية على تنشئة أفرادها على سمو الروح ورجاحة العقل، وتحرص على أن يتحلى كل فرد بالذوق واللباقة في القول والعمل. فالسلوك المهذب لا يأتي صدفة، بل هو ثمرة تربية واعية تبدأ منذ الطفولة، لا سيما مع الفتيات، إذ يشجَّعن على اتباع قواعد التعامل الراقية التي تعكس أدبًا جمًا ونعومةً في الأسلوب.

الفتاة المتزنة التي تتقن فنون “الإتيكيت” وتفهم أبعاده، تدرك مدى تأثيره في بناء شخصيتها وفي نظرة الآخرين لها. وتظهر أناقتها السلوكية في تفاصيل بسيطة، كطريقة إلقاء التحية، أو أثناء تناول الطعام، أو حتى في أسلوب طلبها لما تحتاج إليه، فيبقى تحفظها عنوانًا للوقار.

قواعد التعامل الراقي كثيرة ومتنوعة، ويمكن تلخيص بعضها في مواقف الحياة اليومية، لتُعلم لأطفالنا منذ الصغر، فنحميهم من الإحراج، ونتجنب تنشئتهم على الهمجية أو اللامبالاة في زمن باتت فيه الأنظار ترقب كل حركة.

فمثلًا، الابتسامة عند استقبال الزوّار، أو أثناء زيارة الأصدقاء، أو عند دخول مكان العمل، تعكس روحًا ودودة، ويجب أن تبقى عادة ملازمة مهما كانت الضغوط. كما أن احترام مشاعر الآخرين، سواء في حزنهم أو فرحهم، يتطلب مراقبة الأقوال والأفعال أمامهم. فبذلك يشعرون بصدق التعاطف والرغبة في المشاركة الوجدانية.

 

الاتصال المسبق

 

وعند زيارة الأقارب أو الأصدقاء، لا بد من الاتصال المسبق، مهما كانت درجة القرابة، للسؤال عن الوقت المناسب للزيارة. أما في حالة زيارة مريض، فينبغي انتقاء الكلمات بعناية، وتجنب إطالـة الحديث أو إظهار الخوف من العدوى. كما يفضل عدم المبالغة في إظهار التأثر بالحالة الصحية للمريض.

في زيارات التهنئة، كقدوم مولود، من الأفضل الامتناع عن تقبيل الطفل في وجهه، والاكتفاء بيده. وفي حال تلقي دعوة لحفل زفاف أو عيد ميلاد، يستحسن إرسال باقة ورد مسبقًا مع بطاقة رقيقة، مع التأكد من وصولها قبل الحضور. كما أن التأخر عن الموعد يتطلب الاتصال بالجهة الداعية للاعتذار وتوضيح سبب التأخير.

 

اختيار الوقت المناسب

 

ومن غير اللائق الاتصال بالأصدقاء أثناء أوقات العمل، ويستحسن اختيار وقت مناسب لتجنب الإحراج. وحتى كلمة “لا” لها آدابها، إذ يجب قولها بأدب مع تقديم مبرر لطيف عند رفض دعوة أو رأي أو عرض.

أما في المصافحة، فعلى المرأة أن تظل جالسة عند مصافحة رجل، إلا إذا كانت تصافح سيدة أكبر منها سنًا، فيستحب أن تقف احترامًا لها. وفي دعوات الغداء أو العشاء، لا يصح مغادرة المائدة قبل انتهاء الجميع، إلا بعد الاعتذار المسبق وإخبارهم بالرغبة في المغادرة لأمر ضروري.

ومن اللباقة أيضًا تجنب التثاؤب أو العطاس أو السعال وسط الناس، وإن اضطر الإنسان لذلك، فعليه استخدام المناديل والابتعاد عن الحاضرين مع الاعتذار بلطف.

وعند التواجد في مجلس عام، يجب الاندماج في الحديث الجماعي، تجنب الحديث الهامس مع شخص واحد، لأنه يوحي بالإقصاء. وإذا دعت الحاجة لطلب خدمة، حتى من الأقربين، فمن الذوق أن يسبق الطلب بتحية يختتم بشكر. وإذا كان هناك أمر مزعج وسط المجلس، فالأفضل الانسحاب بهدوء ثم التحدث لاحقًا مع من يهمه الأمر.

 

 

الرابط المختصر :