يعد فانوس رمضان أحد أبرز الرموز الثقافية التي ارتبطت بالشهر المبارك في العالم الإسلامي؛ حيث يمثل مزيجًا من التراث والفرح والوحدة.
ورغم عدم وجود تاريخ محدد لظهوره، تشير الروايات التاريخية إلى أن استخدامه بدأ في العصر الفاطمي بمصر. وذلك للإعلان عن قدوم الشهر الفضيل ونهايته.
وكانت الفوانيس تضيء المساجد والأسواق، قبل أن تتحول مع مرور الزمن إلى جزء لا يتجزأ من تقاليد رمضان في مختلف الدول العربية، وفي أشكال متعددة. لذا؛ نتناول في هذا التقرير تاريخ الفانوس العربي.
رمزية الفانوس وأهميته الثقافية
يحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، فهو ليس مجرد أداة للإضاءة. بل رمز للتراث والثقافة والأصالة، وشكل محبب لإضفاء جو من البهجة والسرور خلال شهر الصيام.
كما يمثل رمزًا للتضامن والوحدة بين المسلمين، وجزءًا من العادات والتقاليد التي تجمعهم وتجعلهم يشعرون بالانتماء لبعضهم البعض.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر الفانوس رمزًا للإضاءة الروحية والتحضير النفسي لاستقبال شهر رمضان المبارك.

تنوع التصاميم والأشكال
تتنوع تصاميم فوانيس رمضان وأحجامها وألوانها بشكل كبير. وتختلف من دولة إلى أخرى. وتصنع هذه الفوانيس من مواد متنوعة، مثل: الجلود والخشب والمعادن، حتى الورق المقوى والزجاج. وتزين بالزخارف الإسلامية والأشكال الهندسية والنقوش الفنية المختلفة.
وفي بعض البلدان، يتم إنتاج فوانيس رمضان، كأعمال فنية متطورة. بينما تستخدمها النساء بمجتمعات أخرى كجزء من مسابقات الجمال والموضة.

أبرز مهرجانات فانوس رمضان في الدول العربية
تنظم دول عربية عديدة المهرجانات التي تحتفل بفانوس رمضان، من بينها مهرجان فانوس رمضان في القاهرة. وهو الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط.
ويقام في حديقة الأزهر بقلب المدينة، ويشارك فيه حرفيون وفنانون لعرض الفوانيس التي يصنعونها يدويًا بأشكال وتصاميم مختلفة ومبتكرة. وتتم إضاءة الأماكن العامة والمعالم السياحية الرئيسة بآلاف الفوانيس.
مهرجان فوانيس رمضان في مدينة الدمام
ويعد مهرجان فوانيس رمضان في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية أحد أشهر المهرجانات. ويشمل العديد من الفعاليات والأنشطة التي تجذب الزوار، بما في ذلك العروض الفنية والثقافية والمسابقات والألعاب النارية.
كما يتمير مهرجان الفانوس الذي يقام في تونس، أشكال متنوعة من الفوانيس الشعبية التقليدية والحديثة. ويضم المهرجان أيضًا العروض الفنية والموسيقية والرقص.

أكبر وأغلى الفوانيس بالمملكة
تشير بعض الروايات إلى وجود أكبر فانوس رمضان في العالم بمدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية. حيث يبلغ ارتفاعه 50 مترًا ويزن 15 طنًا. كما يوجد فانوس رمضان مصنوع من الذهب الخالص في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة. ويعتبر الأغلى من حيث القيمة.

وهكذا، يظل الفانوس رمزًا مضيئًا في سماء التراث الإسلامي، يحمل في طياته عبق التاريخ وروحانية الشهر الفضيل، ويضفي على لياليه أجواءً من البهجة والسرور.