يعد شهر رمضان الكريم شهرًا مميزًا في دولة المغرب، حيث يستقبله المغاربة بطقوس وعادات فريدة تميزهم عن غيرهم من الدول الإسلامية. وتتنوع هذه العادات بين الدينية والاجتماعية والثقافية، ما يجعل شهر رمضان في المغرب تجربة لا تُنسى.
الاحتفال بشهر رمضان الكريم
وتزامنًا مع حلول شهر رمضان الكرم، تستعرض “الجوهرة” في السطور التالية أبرز العادات والتقاليد. التي يتبعها شعب دولة المغرب خلال الاحتفال بالشهر الفضيل، بحسب ما ورد على “CNN بالعربية”.
الاستعداد لشهر رمضان
قبل حلول شهر رمضان، يستعد المغاربة لهذا الشهر الفضيل بتنظيف المنازل والمساجد وتزيينها. وشراء الملابس الجديدة، وتجهيز الأطعمة والمشروبات الخاصة بهذا الشهر. كما يحرصون على التوبة والاستغفار، وتلاوة القرآن الكريم. والصدقة، والإحسان إلى الفقراء والمساكين.
أجواء رمضان في المغرب
بمجرد التأكد من ظهور هلال رمضان، يضرب أهل المغرب النفير 7 مرات، وهي عادة يختص بها أهل المغرب. ويسمى صاحبه “النفار” مرادفا للمسحراتي. وهو شخص يجوب المناطق في المغرب. كما يطلق صوت مزماره الكبير لإيقاظ العائلات لتناول وجبة السحور. ويرتدي النفار خلال تجواله زيا تقليديا يتكون من جلباب مغربي وعمامة رأس.
الإفطار والسحور
عند الإفطار، يجتمع أفراد العائلة حول مائدة عامرة بأشهى المأكولات والمشروبات، مثل الحريرة المغربية، والتمر، والشباكية. والعصائر. وبعد الإفطار، يتوجه المغاربة إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، وهي صلاة خاصة بشهر رمضان. أما السحور، فهو وجبة خفيفة يتناولها المسلمون قبل بدء الصيام.
عادات وتقاليد رمضانية
من بين أشهر العادات المغربية التقليدية في رمضان عادة تسمى “تخياط النهار”. وهي العادة التي تستخدم لتشجيع الأطفال على صيام شهر رمضان. حيث يصوم الطفل نصف اليوم ويفطر، ثم يصوم نصف اليوم التالي. ويقوم بخياطة أو “تخياط” نصفي اليومين، وبهذه الطريقة يعتبر الطفل صام يومًا كاملًا، لتعويده على الصيام تدريجيا وتخفيف مشقة الصوم عليه.
كما تولي وسائل الإعلام المغربية اهتمامًا كبيرًا بشهر رمضان، حيث تعرض البرامج الدينية والثقافية والترفيهية الخاصة بهذا الشهر. كما تبث القنوات التلفزيونية والإذاعية قراءات للقرآن الكريم، ومحاضرات دينية، ودروسًا في الفقه.
رمضان شهر التكافل والتضامن
يحتل شهر رمضان مكانة خاصة في قلوب المغاربة، فهو شهر العبادة والتقرب إلى الله، وفي الوقت نفسه شهر التكافل والتضامن الاجتماعي. تتجلى مظاهر هذا التكافل في العديد من المبادرات والأنشطة التي يقوم بها الأفراد والجمعيات والمؤسسات، والتي تهدف إلى مساعدة المحتاجين وإدخال الفرحة إلى قلوبهم.
مظاهر التكافل في المغرب
- الموائد الرمضانية: تنتشر في مختلف المدن والقرى المغربية موائد الإفطار الجماعي. التي يتم تنظيمها من قبل المحسنين والجمعيات. وتستقبل هذه الموائد الصائمين من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، وتقدم لهم وجبات إفطار شهية ومتنوعة.
- توزيع المساعدات الغذائية: تقوم العديد من الجمعيات والمؤسسات بتوزيع قفف رمضانية تحتوي على المواد الغذائية الأساسية على الأسر المحتاجة. وذلك لمساعدتها على توفير احتياجاتها خلال شهر رمضان.
- المبادرات الفردية: بالإضافة إلى المبادرات الجماعية، يقوم العديد من الأفراد بمبادرات فردية للتكافل مع المحتاجين. مثل تقديم التبرعات المالية أو الغذائية، أو زيارة الأسر المحتاجة وتقديم الدعم لهم.
- الأنشطة الخيرية: تشهد المساجد والمدارس والمراكز الاجتماعية تنظيم العديد من الأنشطة الخيرية خلال شهر رمضان. مثل المحاضرات الدينية، والمسابقات القرآنية، والأمسيات الروحانية. وتهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز الروحانية والتكافل بين أفراد المجتمع.
أهمية التكافل والتضامن في رمضان
-
تعزيز الروابط الاجتماعية: التكافل والتضامن في رمضان يقوي الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع. ويجعلهم يشعرون بالانتماء لبعضهم البعض. كما يزيد من الترابط والتراحم بين الناس، ويقلل من الشعور بالوحدة والعزلة.
-
تحقيق العدالة الاجتماعية: التكافل والتضامن في رمضان يساعد على تحقيق العدالة الاجتماعية. ويقلل من الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويضمن حصول المحتاجين على حقوقهم.
-
تطهير المال وزيادته: التكافل والتضامن في رمضان يساعد على تطهير المال وزيادته. فالله تعالى يبارك في مال المتصدقين، ويخلف عليهم أضعاف ما أنفقوا.
-
جلب البركة والخير: التكافل والتضامن في رمضان يجلب البركة والخير على المجتمع. ويجعله مجتمعًا متماسكًا وقويًا، حيث تحل البركة على مجتمع يسوده التكافل والتضامن، وينعم أهله بالخير الوفير.
-
تزكية النفس وتهذيبها: التكافل والتضامن في رمضان يساعد على تزكية النفس وتهذيبها. ويجعل الإنسان أكثر إحساسًا بالآخرين، وأكثر عطاءً وتضحية، فالعطاء والبذل في رمضان يزكي النفس. ويطهرها من الشح والبخل، ويجعل الإنسان أكثر سخاءً وكرمًا.
-
نيل الأجر والثواب: التكافل والتضامن في رمضان يجلب الأجر والثواب العظيم من الله تعالى. فالمتصدق في رمضان له أجر مضاعف، كما أن الله تعالى يحب المتكافلين والمتضامنين، ويكافئهم على ذلك.
-
الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في التكافل والتضامن. وكان يحث أصحابه على ذلك، وقد وردت في ذلك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها:
- قوله صلى الله عليه وسلم: “مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى“.
- وقوله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا”.