صمت الأرقام وصرخات الموظفين.. حقيقة الصراعات في مكان العمل

صمت الأرقام وصرخات الموظفين.. حقيقة الصراعات في مكان العمل
صمت الأرقام وصرخات الموظفين.. حقيقة الصراعات في مكان العمل

كشف تقرير جديد عن حقيقة صادمة ومقلقة حول الصراعات في بيئة العمل. فبينما تتباهى الشركات بسياساتها وإجراءاتها المتعلقة بمنع ومواجهة التنمر، تكشف شهادات الموظفين عن واقع مختلف تماما. فبينما يشعر 81 % من أصحاب العمل بالرضا التام عن إجراءاتهم، يعاني 36 % من الموظفين من صراعات لم يتم حلها بشكل مًرضٍ.

في هذا المقال نوضح أسباب الفجوة الموجودة بين الموظف وبيئة العمل، وفقًا لما ذكره موقع cipd.org.

لماذا هذه الفجوة؟

تبرز هذه الإحصائيات فجوة هائلة بين الثقة الزائفة التي تغطيها الأرقام وبين المعاناة الحقيقية التي يعيشها الموظفون يوميًا. فبينما تتفاخر الشركات بإجراءات تأديبية وطرق شكاوى رسمية، يبقى الموظفون عالقين في دوامة من الإحباط وعدم القدرة على التعبير عن أنفسهم. كما تتكون هذة الفجوات نتيجة عدة إجراءات وهي:

  • وهم الحلول السريعة: يعتمد الكثير من أصحاب العمل على إجراءات تأديبية وطرق شكاوى رسمية، والتي قد تكون طويلة ومؤلمة للموظفين، وتزيد من حدة المشكلة بدلًا من حلها.
  • قصور في دور المديرين: رغم أن المديرين يلعبون دورًا حيويًا في حل النزاعات؛ إلا أن العديد منهم يفتقرون إلى المهارات اللازمة، أو لا يتم تمكينهم بشكل كافٍ للتصدي للسلوكيات غير اللائقة.
  • غياب ثقافة الاحترام: في بعض المؤسسات، تنتشر ثقافة تسمح بالتنمر؛ ما يجعل من الصعب على الموظفين التحدث عن مشاكلهم.
صمت الأرقام وصرخات الموظفين.. حقيقة الصراعات في مكان العمل
صمت الأرقام وصرخات الموظفين.. حقيقة الصراعات في مكان العمل

كيف يتعامل المديرين مع الصراعات بمكان العمل؟

إن هذه الفجوة ليست وليدة اللحظة؛ بل هي نتيجة لثقافة مؤسسية عميقة الجذور. وفي العديد من الشركات. ويعد التسامح مع السلوكيات غير اللائقة أمرًا واقعًا، كما يفتقر المديرون إلى المهارات اللازمة للتعامل مع الصراعات بشكل فعال. ونتيجة لذلك، يشعر الموظفون بأنهم وحيدون وغير محميين؛ ما يؤثر سلبًا على أدائهم وصحتهم النفسية.

يالاضافة إلى ذلك، يتطلب حل مشكلة الصراعات في مكان العمل، تضافر جهود جميع الأطراف؛ فيجب على الشركات أن تتجاوز الشعارات الرنانة وأن تعمل على بناء ثقافة مؤسسية قائمة على الاحترام والتسامح. كما يجب أن توفر القنوات الآمنة للموظفين للإبلاغ عن أي مشكلة، وأن تعمل على تدريب المديرين على كيفية التعامل مع الصراعات بشكل فعال وحازم.

وإن استمرار تجاهل هذه المشكلة سيكلف الشركات الكثير؛ فبالإضافة إلى التدهور في أداء الموظفين وزيادة معدلات الغياب، فإن الشركات التي تتسامح مع الصراعات تتعرض لخطر كبير في فقدان موظفيها الموهوبين. كما أنها تتعرض لخطر التشهير والتقاضي.

ماذا يجب أن تفعل الشركات؟

  • البحث عن الحلول المبكرة: يجب على الشركات توفير قنوات تواصل مفتوحة، وتشجيع الموظفين على الإبلاغ عن أي مشكلة في مهدها.
  • تمكين المديرين: يجب تدريب المديرين على كيفية التعامل مع الصراعات بشكل فعال. كما يجب إعطائهم الأدوات اللازمة لدعم فرقهم.
  • بناء ثقافة الاحترام: يجب على الشركات خلق بيئة عمل مبنية على الاحترام المتبادل؛ إذ يشعر الجميع بالأمان للتعبير عن أنفسهم.

تقول راشيل سوف، المستشارة البارزة في معهد تشارترد للتنمية البشرية: “لا يكفي وجود سياسات على الورق، يجب تطبيقها على أرض الواقع. كما يجب أن يشعر جميع الموظفين بأنهم محميون وأنهم يمكنهم اللجوء إلى شخص ما إذا واجهوا أي مشكلة.”

إن الوقت قد حان لكي تتخذ الشركات إجراءات حاسمة لمواجهة هذه المشكلة. كما يجب أن تتحول من مجرد الحديث عن القيم إلى تطبيقها على أرض الواقع، ويجب أن تجعل من بيئة العمل مكاناً آمناً ومحترماً للجميع؛ إذ يشعر كل موظف بأنه جزء من فريق واحد.

الرابط المختصر :