تعيش المملكة العربية السعودية عهدًا جديدًا من التحديات، يتزامن مع الاحتفاء بيوم العَلَم السعودي الذي أصبح منذ صدور الأمر الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- بأن يكون 11 مارس من كل عام يومًا للعَلَم السعودي.
وقد اجتمعت للمملكة كل المقومات التي تدفعها لمواصلة أداء أمانة الرسالة الخالدة منذ نزول الوحي على سيد الخلق؛ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؛ فجعلت عبارة التوحيد سراجها المنير.
ورغم اختلاف القضايا، وتباين المواقف الدولية، إلا أنَّ سياسة المملكة الحكيمة تبقى ثابتة، راسخة، تمثل في حد ذاتها مرجعًا ثمينًا ومحورًا هامًا تدور حوله الأحداث؛ فتجول بحكمتها بأبعاد حلولها في الآفاق.
ويبقى عَلَم المملكة شاهدًا على احتضانها العديد من القمم المصيرية الهامة؛ ما يثير مشاعر الاعتزاز والحماسة؛ كون الأحداث العالمية الراهنة مفترق طرق عالمي؛ حيث يأتي ثبات موقف المملكة معززًا دورها؛ ما يمنحها زخمًا دوليًا قويًا؛ لتجد نفسها في قلب نشاط دبلوماسي عالمي يدعم مكانتها.
لقد استفادت المملكة من التزامها الحياد في كثير من الصراعات المسلحة المتواصلة منذ سنوات، كما قد تكون سببًا في تحقيق نجاح دبلوماسي كبير حال تمكنها من الجمع بين الولايات المتحدة وروسيا في العاصمة الرياض؛ لتسوية خلافاتهما تحت رايتها؛ لتكون بذلك قد أكدت فاعلية قوتها الناعمة.
وبالتزامن مع الاحتفاء بيوم العَلَم، تشرئب الأعناق مجددًا نحو المملكة بمناسبة اجتماعات القمة المرتقبة بين كبار زعماء العالم في الرياض، والتي توصف “بقمم السلام” وتتعلق بإنهاء الصراعات الدامية، وإصلاح ذات البيّن؛ حيث ينتظر أن يكون للدبلوماسية السعودية دور مؤثر في ضبط مجريات اللقاءات الدولية على النحو الذي يحقق لكل الأطراف ما تصبو إليه من خير وأمن وسلام .
لقد حرصت المملكة على جعل عبارة التوحيد وقوة السيف في العَلَم السعودي تأكيدًا على تجسيد مظاهر مناعتها من أجل تحقيق الخير ونشر الأمن والسلام الذي جاء به الإسلام؛ ليكون نبراسًا لها في الحياة من أجل مستقبل أفضل.
لقد جعلت السعودية يوم العَلَم مناسبة وطنية؛ لتحتفي فيه الأمة بقيمة عَلَمِها، وتجدد عهد ولائها، وعمق أصالتها على أرضها؛ لأنه رمز لسيادتها ودليل على استقلاها السياسي ووحدة أراضيها.
في يوم العَلَم السعودي رسائل بليغة للطامعين والمتآمرين على ترابها؛ فقيمة العَلَم السعودي في أنه يرمز إلى كل معاني تمجيد الهوية، والسمو بالروح الوطنية، والاعتزاز بالأصالة العربية؛ لذا يعني الاحتفاء به مباشرة، وجوب تحيته واحترامه؛ إكرامًا للدلالات التي يرمز إليها، والمتمثلة في العقيدة الإسلامية، والوحدة الوطنية، والقوة التي تدعمهما سواعد الفضيلة.