صبحة بغورة تكتب: الطلاق.. إفلاس بنك الحب بين الزوجين (2 ـ 2)

تحدثنا في الجزء السابق من المقال، عن الطلاق بين الإباحة الشرعية وظلم المجتمع، وتأثير الإعلام على الإثارة بين الأزواج، ومسؤولية الطلاق بين الإرادة والوعي، ونستكمل من خلال الحلقة الثانية والأخيرة، الحديث عن الجوانب الأخرى المتعلقة بقضية الطلاق.

الزواج في زمن الفشل الزوجي الزواج علاقة مقدسة بين الرجل والمرأة، الأساس الصحيح فيها هو التفاهم المبني على المودة والرحمة، وعندما يبلغ كل فتى وفتاة سن الرشد تراوده أمنية الزواج وهو يتصور شكل حياته الزوجية في قمة السعادة والتفاهم بينه وبين شريكة حياته، والبقاء على عهد الحب الذي قد يصطدم ببعض المشاكل البسيطة في البداية ويمكن إخمادها نارها لو كانت النيات صادقة وصافية والاستعداد للتضحية قائم والتواضع وعدم التعالي على الأمور البسيطة متوافر.

ومن أصعب المراحل التي يمر بها الزوجان، هي مرحلة ما بعد الزواج لأنها مليئة باكتشافات ومفاجآت ربما لم يكن الطرفان يتوقعان ظهورها بينهما بعدما عاشا معًا مرحلة الخيال، ثم أصبحا في مواجهة مرحلة الواقع.

والحقيقة التي يؤكدها أغلب المختصين، أن مرحلة ما بعد الزواج، هي بداية المشاكل بين الزوجين؛ حيث يكثر عددها وتتعدد أنواعها وتتباين أشكالها وتختلف تأثيراتها على الفرد ذاته وعلى الأسرة، ومن ذلك بروز رغبة بعض الزوجات في السيطرة على الرجل الذي لن يحب أن تسيطر عليه زوجته وتكون النتيجة الطلاق، أو أن يسمح الزوجان بتدخل أهلهما في حياتهما الخاصة فتتفاقم المشاكل وتنتهي الحياة الزوجية.

لذا؛ فمن الضروري في هذه المرحلة بالذات أن يتم حل الخلافات بقدر كبير من التنازل الذي لا يخلو من الفكاهة مع جدية التصرف وعدم تجاهل الفضل بين الزوجين، أو إنكار أن لكل منهما مميزاته ومواقفه التي لا تنسى، والأهم عدم السماح للآخرين بالتدخل في خصوصيات حياتهما، وأن تكون المصارحة والمكاشفة في إطار الاحترام المتبادل سبيلهما نحو تقريب وجهات النظر وتحقيق التفاهم بينهما.

ما من أحد يدخل عالم الزواج وهو ينوي الفشل، ومع ذلك فإن أعداد المطلقين والمطلقات في العالم تتزايد كل يوم، وكأننا نبني علاقات زوجية بلا أساس حقيقي ومتين، فتكون النتيجة دخول عناصر خارجية في صلب العلاقة الثنائية الخاصة بين الزوجين، ومن ذلك استدراج أحدهما لإفشاء الأسرار الزوجية؛ منتهكًا قداسة السر الزوجي الذي يفتح المجال واسعًا أمام تحول الزوجين إلى رقم في سجلات الطلاق.

الطلاق الناضج والطلاق المؤلم يظل الطلاق صدمة بالنسبة للزوجين وللعائلة كلها، ومسؤولية يتحملها الجميع وتقع تبعاته بقوة على الأطفال وهو الجانب المؤلم، خاصة إذا كانوا في سن لا يستوعب معنى ما يدور حولهم.

ورغم ذلك، فإن ثمة ما ينبغي اتباعه لتخفيف وطأة الأحداث على نفوسهم، وبداية الواجب على الوالدين ألا يتجاهلوا وهم في قمة الخلافات وإجراءات إنهاء حياتهما الزوجية دورهما كمسؤولين عن أطفالهما ودورهما في تخفيف وقع خبر الانفصال المؤلم على أبنائهم، وأن يدركا أن وقع المفاجأة على الأبناء حين إخبارهم بقرار الانفصال سيجعلهم غير قادرين على جمع أفكارهم وتوجيه الأسئلة والاستفسارات التي تقلقهم.

وفي هذه الحالة، ينبغي أن يجيبا على كل ما يمكن أن يهم أبنائهم دون أن يسألوهم، كأن يوضحا لهم أسباب الطلاق وكيف سيكون اتصالهم بالطرف الذي سيخرج من حياتهم بعيدًا عن التفاصيل الدقيقة، مثل المشاكل المادية أو الأزمات النفسية؛ فهذه الحقائق أصعب من أن يتحملها الأبناء.

ومن الخطأ، إشراك الأطفال في قرار الانفصال أو جعلهم يتخذون القرار مع أبيهم؛ لأن ذلك يشعرهم بأسباب فيما آلت إليه أسرتهم خاصة إذا كانوا يعيشون في أسرة غير مستقرة، مما يجعلهم يشعرون بالخوف الدائم ويحملون أنفسهم بعض المسؤولية في تعاسة أهلهم، ويستحوذ عليهم الشعور بالذنب طوال حياتهم.

لذا؛ فعند قيام الأب بإخبار أبنائه عليه أن يعرض المشكله بشكل مباشر وأن يقر بوجود بعض المشاكل مع والدتهم، وأنه يدرك أن الأمر شاقًا عليهم ولكنه يأمل أن يتفهمو أن ما يحدث ليس خطأهم ولا بسببهم.. هكذا يمكن أن يطمئن الأطفال نوعًا ما لأنهم على الأقل وجدوا إجابة على سؤال من دون أن يسألوا أو أن يمهد له واقع الانفصال.

يخطئ بعض الأزواج الذين يتجنبون إخبار أطفالهم بقرار الانفصال حتى اللحظة الأخيرة، بعد أن يكون القرار نهائيًا لأن الصغار يدركون أن هناك شيئًا ما يحدث سواء من خلال الأحاديث المتشنجة والأصوات العالية أو التصرفات الحادة داخل منزلهم وهم يحتاجون تفسيرا لها.

يحتاج الأطفال غالبًا للتكرار وإعادة التوضيحات ذاتها عدة مرات، وحبذا لو كانت بأساليب مختلفة حتى يتفهموا الأمر ويتقبلو حقيقة أن قرار الانفصال لا رجعة فيه؛ فلا يتعلقوا بآمال وأوهام عودة شمل الأسرة، وهو ما قد يجنبهم التعرض لصدمة أخرى إذا ما تزوج الأب من أخرى أو الأم من آخر، ومن المهم أن يرسخ الوالدان في عقول أطفالهما فكرة أنهم ما زالوا أبناءهم على الرغم من البعد وعدم العيش معا في منزل واحد، وأن يوضحوا لهم ما قد تم الاتفاق عليه من طريقة اللقاءات الدورية، مما يؤكد لهم ضمان إمكانية بقاء واستمرارية الصلة بينهم.

تبعات الطلاق السلبية على المرأة للطلاق آثار سلبية على الرجل والمرأة على السواء؛ حيث سيكون على الطرفين أن يقعا ضحية هذه التجربة القاسية إلا أنها ليست نهاية الحياة، وعادة ما تكون النساء أكثر تأثرًا بتبعات الطلاق من حيث الآثار النفسية خاصة في المجتمعات التي لا ترحم بنظراتها المتخلفة.

المطلقات يعانين اللوم والاحتقار رغم التحرر الذي نعيشه، وتواجه الكثيرات من المطلقات نظرات التأنيب وتتعرض للعراقيل والصعوبات في مواصلة حياتهن بشكل طبيعي وعادي؛ إذ يتعرضن أحيانًا للعنف اللفظي والجسدي على جميع المستويات، والمرأة المطلقة تعتبر فريسة لأصحاب النفوس الدنيئة، وللمجتمع الذي لا يزال ينظر إليها نظرة قاسية تجعل كل زوجة تحذر من قرار الطلاق؛ خوفًا من الرأي القاسي للأهل والمجتمع على أنها السبب في الطلاق، بالرغم من أنها قد تكون في الكثير من الأحيان هي من تعرضت للظلم، ومع ذلك تقبلت القرار راضية بحكم أنه قضاء وقدر وتأقلمت مع وضعها الجديد.

الوضع الجديد للمرأة بعد الطلاق، يحفل بالكثير من التحديات خاصة إذا كان للمطلقة أطفال؛ حيث يراها أصحاب النفوس الخبيثة فريسة سهلة المنال لأجل كسب قوت أبنائها، وهناك من أصحاب المحلات من يقوم باستغلال حاجة المطلقات الماسة للعمل لإجبارهن على الرضوخ غصبًا عنهن، وعليه نجد الكثير يعمم النظرة السوداوية وسوء الظن والنظرة الدونية على جميع المطلقات؛ لتبقى نظرة المجتمع الضيقة تحاصرها وتجعلها هامشية وغير فعالة بحكم أنها المخطئة دائما.

في المقابل، هناك أصوات ناضجة تدرك أن المرأة المطلقة إنسانة يمكن أن تكون قد تعرضت للظلم أو لسوء فهم أو ضحية لظروف مادية، وغيرها من الأسباب الكثيرة وأنه لولا هذه الظروف لما قد حدث الطلاق وأن فشلها في الحياة الزوجية لا يعني بالضرورة أن ينعكس أثره على حياتها كلها، بالرغم من أنها تواجه مرحلة لم تكن مهيأة لها بمفردها وتتحمل المسؤولية وحدها، ولو فكرت مجرد التفكير في الزواج مرة أخرى نرى الرجل في مجتمعنا يرفض الارتباط بها بلا مبررات موضوعية بل لأوهام من صنع نفسه؛ حيث يراها امرأة درجة ثانية وصورة للفشل، فقط المرأة القوية هي من تستطيع بإرادتها التحكم في طبيعة التحولات القاسية في حياتها وأن تخرج من محنتها ومشاعر الإحباط بأقل الخسائر.

الطلاق السريع وأثر غياب الدور التوجيهي للوالدين بالتأكيد أن الطلاق تجربة مؤلمة للمرأة، خاصة في المجتمعات العربية التي غالبًا ما تفرض القيود على السيدة المطلقة، فما بالك لو كانت شابة تحت العشرين من عمرها.

نشير هنا إلى ظاهرة الطلاق السريع وحالات تزايد الطلاق بين الشباب بعد أيام قليلة فقط أو بعد مرور فترة قصيرة من الزواج، وهي بلا شك فترة غير كافية لاعتبارها مؤشرًا على عدم وجود توافق بين الزوجين، بل أنه يبدو كما لو كان الرجل اتخذ قرار عدم الاستمرار قبل أن يشرع في الزواج أصلا.

والاعتقاد أن الوالدين يظنان بالخطأ أن دورهما التوجيهي قد انتهى بمجرد زواج ابنهما أو ابنتهما، لذلك لا نكاد نجد لهما أثر عند وقوع الزوجين في مشاكل، بالإضافة إلى تعمد ترسيخ بعض الأفكار المغرضة والمفاهيم المضللة والهدامة لدى الأبناء التي تحرض أحد الطرفين على مشاكسة الآخر، كما لا تحصن توجيهات الوالدين الأزواج التحصين الكافي لمواجهة فتنة وسائل الإعلام خاصة التلفزيون والأفلام السينمائية التي تنقل صورًا خيالية وغير واقعية للحياة الزوجية؛ حيث تظهر ذلك الشاب الوسيم الأنيق المترف الذي يغدق الهدايا بمناسبة وغير مناسبة، وتلك الزوجة الشابة الحسناء الجميلة الجذابة المتفرغة دوما للعواطف والحفلات هي وزوجها وكأنها لا تعرف حملًا ولا وضعًا، ولا رضاعة ولا ترتيب شؤون المنزل وتنظيفه، وأنها فقط للشهوة واللذة.

النظرة السابقة، ترسم صورة حالمة واهمة للحياة الزوجية من خلال مشاهد خيالية سرعان ما تصطدم الواقع.

ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الأزمات الاقتصادية لها دور كبير في حدوث الشقاق الأسري إلى الطلاق، بسبب عدم وقوف متطلبات بعض النساء من أجل المباهاة عند الحد الذي تتحمله القدرة المالية، وغياب نصائح الأم الحكيمة في هذا الشأن يحدث فراغًا في مستوى الوعي ليدفع إلى السلوك المدمر للحياة الزوجية.

الطلاق بين حقيقة التوافق ومرض المثالية السبب المهم في حدوث الطلاق، هو عدم التوافق بين الزوجين، ويشمل ذلك التوافق الفكري والعاطفي وانسجام الطباع وخصائص الشخصية، ويصعب جدًا أن نجد رجلا وامرأة يتقاربان تمامًا في معظم هذه الأمور، فإن مجرد محاولة تحديدها عملية أصعب خاصة فيما تعنيه هذه الكلمات، وكذلك تقديرها أي مدى ما يجب أن يكون التوافق، وتبدو الحاجة هنا ملحة لتعديل أفكارنا وتوقعاتنا حول موضوع التوافق، لأن ذلك سيقيد كثيرًا تقبل الأزواج لزوجاتهم وبالعكس.

الأفكار المثالية عادة ما تؤدي إلى الشعور بعدم الرضا وإلى وقوع تدهور مفاجئ وسريع في العلاقة الزوجية، ومن الناحية العملية نجد أنه لابد من وجود حد أدنى من التشابه الذي يولد التقارب والرغبة في التعاون، فالإختلاف يولد النفور والمشاعر السلبية، ولا يعني التشابه أن يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل تماما عن الأخر، فيلغي بذلك شخصيته بل إن وجود قدر من الاختلافات بين الطرفين قد يكون مفيدًا في إطار التكامل الذي يُضفي على الحياة الزوجية تنوعًا وإثارة وحيوية، لكن إذا كان الاختلاف جوهريًا وكبيرًا أو كان عدائيًا تنافسيًا فإنه يبعد الزوجين عن بعضهما ويغذي مشاعر الكره والبغضاء وعدم التحمل، مما يؤدي إلى الطلاق.

وهناك من الأشخاص من يفتقد الحساسية في تقدير رغبات الآخر ولا يحترم مشاعره؛ إذ تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخرين، وذلك بسبب جمود شخصيته أو لأسباب أخرى تعود لتكوينه التربوي وجهله، وهؤلاء يصعب استمرار العيش معهم ومشاركتهم في الحياة الزوجية، مما يجعلهم يتعرضون سريعًا للطلاق.

الجرائم البشعة لقضايا الطلاق تكشف قضايا الطلاق عن جرائم بشعة ضد الطفولة، بسبب تهرب الآباء من تحمل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم بعد الانفصال، فالأطفال هم ضحايا من الدرجة الأولى ومعاناتهم في أجواء الضياع حرمت الكثير منهم من مواصلة الدراسة، ومنهم من انحرف إلى الشارع وتحول إلى مجرم، ومنهم من جرى استدراجه إلى عالم الإدمان على المخدرات.

كثيرة هي قصص الطفولة الضائعة التي أصبحت تجسد الواقع الخفي في مجتمعاتنا، لقد جعلت الصعاب أطفالا يقتلون شنقًا وذبحًا وغرقًا في البحار بسبب إهمال أقرب الناس إليه، وهم آبائهم الذين تركوهم ضائعين.

يتحمل الأبناء نتائج لم يكن لهم فيها يد، عندما يحدث سوء تفاهم بين الوالدين، وحينما لا تتحقق السعادة بينهما يصبح الأولاد مصدر إزعاج لهما، فلا إنفاق عليهما ولا مأوى يأويهم، ولا يبالي الوالد بما يترصد بأبنائه من مخاطر، مطلقًا العنان لنفسه في البحث عن سعادته، في حين يتعرض أطفاله ربما في نفس اللحظة للاختطاف والاغتصاب وسرقة أعضائهم الحيوية.

أكدت إحدى المطلقات، أنه أكثر ما حز في نفسها وجعلها لا تفكر في العودة إلى بيت زوجها، هي الطريقة التي مثل بها طليقها أمام القاضي بكثير من الفخر ظروف عدم دفع نفقتها ونفقة ولده منذ كان رضيعًا حتى بلغ العامين من عمره وعدم اكتراثه بمصيره ولو بالسؤال عليه؛ حيث لجأ للكذب على القاضي بأن طليقته منعته من رؤيته.

وهناك من تخلى عن ابنه؛ فعثر عليه جثة مشنوقة، وقصص أمهات شمرن عن سواعدهن ولم ينتظرن نفقة الذل، والثابت أن إهمال الآباء لأبنائهم هي أولى خطوات الانتقام بعد الطلاق، ويبقى استغلال الحضانة والنفقة من وسائل الضغط من طرف المطلقين؛ إذ تترتب على مشكلة الطلاق مشاكل أخرى تفاقم الأمر سوء.

ولا يمكن أن يختلف اثنان أن قضية تشرد الأطفال نتيجة انفصال الوالدين مأساة اجتماعية لا يمكن مقارنتها مع أية قضية أخرى؛ حيث تترك آثارها عميقة في النفس والذاكرة، وينظر الطفل للحياة بعين السخط، فالماضي بالنسبة له ألم وحزن وجراح، والحاضر ضياع وفقدان الذات، والمستقبل زمن مجهول لا يعلم ما سيعاني فيه، وطفل بهذه النفسية لا ننتظر منه سوى الحقد على هذا المجتمع المهمل له.

عمومًا، يجدر التذكير أنه يمكن قبل التفكير في الطلاق والانفصال أن يحاول كلا من الزوجين تفهم موقف الطرف الآخر وطبيعة حاجاته وأساليبه، وأن يسعى مخلصا إلى مساعدته على التغير، ويجب أن لا نتوقع إمكانية أن تجد المرأة "فارس أحلامها" بسهولة ويسر دون جهد واجتهاد؛ لأن ذلك من ضروب الخيال أو "الحلم المستحيل" أو الأسطورة الجميلة التي تداعب العقول والآمال حين نتعامل مع الواقع عند اختيار الأزواج والزوجات، فالواقعية تتطلب النضج والصبر.

من كل ما سبق، يمكن القول أن الطلاق الذي أصبح واقعًا مؤلمًا تمثل المرأة فيه الحلقة الأضعف هو حل للحد من تفاقم المشاكل، ولعدم تزايد الصراعات اليومية، وهو بذلك أحسن من استمرار زواج فاشل لأنه بالتأكيد نهاية ألم ، لكنه بداية أمل.

 

اقرا ايضا.. صبحة بغورة تكتب: الطلاق.. إفلاس بنك الحب بين الزوجين (1 ـ 2)