سياحة تاريخية.. ميناء العقير بالسعودية

ميناء العقير بالسعودية

كتبت- صبحة بغورة:

ميناء العقير بالسعودية.. هو ميناء بحري تاريخي يقع على بعد 60 كيلو مترًا، شرق مدينة الأحساء، ويمتد طول ساحله حوالي 45 كيلو مترًا، فيه اجتمع الملك المؤسس عبد العزيز -طيب الله ثراه- مع المسؤول البريطاني للتاج الملكي في الهند ومنطقة الخليج “كوكس”، عندما اعترفت فيه بريطانيا بحكم الملك المؤسس، للأحساء، عام 1922م.

يطلق عليه باللهجة المحلية “العجير” وهو من اسم قبيلة “عجير” التي سكنت المنطقة خلال الألف الأولى قبل الميلاد، وورد في “معجم البلدان” لياقوت الحموي أن العقر كل فرصة بين شيئين وتصغيرها “عقير”.

ميناء المملكة الأول

ميناء العقير، هو ميناء مهم في عهد الدولة العثمانية، واستمر في الدولة السعودية، وكان يعد ميناء المملكة الأول، وفيه كانت ترسو المراكب من الدول ذات الاتصال التجاري في المنطقة، حتى اُستغني عنه، ونقل إلى ميناء الملك عبد العزيز في الدمام.

ميناء العقير بالسعودية

وكان قبل اكتشاف البترول هو الميناء الرئيس للمنطقة الشرقية وجنوبي ووسط نجد، ولا تزال بعض الآثار موجودة فيه إلى الآن؛ حيث أصبح معلمًا سياحيًا، وكان أهم وسيلة اعتمد عليه الحكام العثمانيون في الاتصال بالسلطة المركزية، ولذا؛ فقد أولوه المزيد من العناية والاهتمام.

يتميز ساحل العقير، بجميع الإمكانات التي تؤهله لأن يصبح مرفقًا ترفيهيًا سياحيًا، ليس على المستوى المحلي فقط بل والإقليمي.

وسعت أمانة الأحساء، لتطوير هذا المرفق وتعاملت مع تلك المنطقة كمكان فريد من نوعه بالمحافظة عليه وتطويره.

يمتاز ساحل العقير، بأنه شاطئ رملي بطول الساحل بأشكاله المتعرجة، مما يعطي شكلًا طبيعيًا جميلًا، تراه يضيق ويتسع في بعض المناطق، وتتخلله مناطق سبخية، وهي تقع عادة في الجزر وأشباه الجزر التي تكونها مياه الخليج.

وتتناثر الأعشاب والنباتات الطبيعة أو البحيرات والألسنة المتفرعة من الخليج العربي التي قد يبلغ طولها إلى 12 كيلو مترًا، ويصل عمقها نحو 6 أمتار، وهذه الخلجان تؤدي إلى تغيير زوايا التربة للشاطئ، مما يعطي إمكانات بصرية مختلفة.

ترميم مباني ميناء العقير

قامت مؤخرًا الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف، بالتعاون مع إدارة التعليم في محافظة الأحساء، بعملي تسجيل وتوثيق ترميم مباني ميناء العقير عن طريق إحدى المؤسسات الوطنية لمباني الخان والإمارة والحصن والمسجد.

وشملت العملية ترميمًا شاملًا لجدران المباني المحيطة وتأهيل الموقع بشكل عام، ليصبح أحد روافد السياحة في المملكة. كما يشمل المشروع تسجيل وتوثيق الميناء بشكل كامل وبالطرق العلمية ومتابعة أعمال الترميم، وما يتم اكتشافه من جراء أعمال التنقيب للمباني.

ميناء العقير بالسعودية

وتوجد بالعقير عدة معالم معمارية متميزة ترتبط فيها الأهداف الجمالية بالأغراض الإنشائية التي انصهرت فيها الموروثات المعمارية التقليدية للمنطقة والأساليب المعمارية الواردة إليها من الخارج، خصوصًا العناصر المعمارية العثمانية والمتميزة بالأقواس العديدة الأشكال والزخرفة والقباب، وتسخير المكونات المعمارية للإضاءة والتهوية، وقد نتج عن هذا أسلوب جديد للعمارة فرضته المواد البنائية بالمنطقة.

يوجد بالعقير “الخان” وهو فندق من 26 غرفة، كان يقصده المسافرون والقوافل التجارية، ومخازن ومحال تجارية أماكن لإيواء الدواب، وفي الميناء المسجد المشهور بين الخان ودار الإمارة، ويتكون من قسمين: الأول فناء مكشوف، والثاني بيت الصلاة، إلى جانب مقر الإمارة والحصن وسكن أمير العقير ومبنى الجمارك.

وقد عثر في ميناء العقير التاريخي على أوان فخارية كثيرة مكتملة تنتمي للفترة الساسانية المبكرة، وقطع فخارية مطلية بالزجاج من داخلها وخارجها باللون الفبروزي والزيتوني والأخضر الغامق، وفخار آخر مطلي بطبقة كريمية، ونوع ثالث زجاجي مزين بزخارف غير بارزة تزينها تشكيلات نباتية.

وقد أثبتت الموجودات أنها ترجع إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين، كما عثر على دينار صك في عهد الدولة الطولونية.

الرابط المختصر :