سحر مائدة الرياض.. من الكبسة الملكية و”المفطح” إلى حلويات عالمية

سحر مائدة الرياض.. من الكبسة الملكية والمفطح إلى حلويات عالمية
سحر مائدة الرياض.. من الكبسة الملكية والمفطح إلى حلويات عالمية

تزخر مدينة الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية النابضة بالحياة، بتنوع ثقافي واجتماعي فريد ينعكس بوضوح على مائدتها الغنية.

وبين أصالة التراث النجدي العريق ولمسات الحداثة العصرية تتشكل هوية غذائية مميزة لأهل الرياض. تجمع بين المذاق الرفيع والأطباق الفريدة التي تحكي قصصًا من الماضي وتواكب مستجدات الحاضر.

“الكبسة” على رأس أكلات الرياض

فيما لا يمكن الحديث عن أبرز أكلات الرياض دون التوقف مليًا عند “الكَبسة”، سيدة المائدة السعودية بامتياز.

في حين أن هذه الوجبة الشهيرة، التي تتكون أساسًا من الأرز البسمتي طويل الحبة المطبوخ مع اللحم (غالبًا لحم الضأن أو الدجاج). ومجموعة متنوعة من البهارات العطرية، تتصدر قائمة الأطباق الأكثر شعبية في الرياض.

بينما يكمن سر مذاقها الفريد في التوابل المستخدمة، مثل: الهيل والقرنفل والقرفة والزعفران. التي تمنح الأرز واللحم نكهة لا تنسى.

كما تتنوع طرق تقديم الكبسة في الرياض، فمنها ما يزين بالمكسرات والزبيب. ومنها ما يقدم مع صلصة الطماطم الحارة (الشطة) أو اللبن الرائب المنعش.

“المفطح” الشهي يعكس كرم الضيافة

كذلك إلى جانب الكبسة يحتل “المفطح” مكانة خاصة في المناسبات الكبيرة والاحتفالات العائلية في الرياض. فهذا الطبق التقليدي المهيب، الذي يتكون من خروف كامل مشوي أو مطبوخ ببطء حتى يصبح لحمه طريًا وذا مذاق شهي. يعكس كرم الضيافة الأصيل لأهل نجد.

فما يتم تقديم المفطح عادةً على طبقة وفيرة من الأرز، ويزين بالخضروات المشوية والمكسرات. ليصبح وليمة فاخرة تجتمع حولها العائلة والأصدقاء.

ولا يمكن إغفال “الجريش” و”القرصان”، وهما من الأطباق الأصيلة التي لا تزال تحظى بشعبية واسعة في الرياض.

الجريش، المصنوع من القمح المجروش المطبوخ مع اللبن أو مرقة اللحم، يتميز بقوامه الكريمي ونكهته الغنية. أما القرصان فهو عبارة عن خبز رقيق يقطع ويطهى مع مرقة اللحم والخضروات؛ ليقدم وجبة دافئة ومغذية، خاصة في فصل الشتاء.

“المراصيع” من الأكلات الشعبية المحببة

تُعد “المراصيع” أيضًا من الأكلات الشعبية المحببة في الرياض، وهي عبارة عن أقراص صغيرة من العجين تُخبز على الصاج أو في الفرن، وتقدم مع العسل أو السمن أو التمر. هذه الوجبة البسيطة واللذيذة تعد خيارًا مثاليًا لوجبة الإفطار أو كوجبة خفيفة في أي وقت من اليوم.

لم يقتصر تأثير التنوع الثقافي في الرياض على الأطباق الرئيسية فحسب، بل امتد ليشمل المقبلات والحلويات أيضًا. فنجد “السمبوسك” بأنواعها المختلفة (باللحم أو الجبن أو الخضار) حاضرة بقوة على موائد الإفطار والوجبات الخفيفة. كما تعد “الفطاير” المحشوة بالسبانخ أو اللحم أو الجبن من الخيارات الشهيرة لدى سكان المدينة.

أما بالنسبة للحلويات فتتميز الرياض بتنوع يرضي جميع الأذواق. فالكنافة بقوامها الخشن أو الناعم وشرباتها الحلو، و”البسبوسة” الهشة بنكهة جوز الهند أو اللوز، و”أم علي” الغنية بالقشطة والمكسرات، كلها حلويات تقليدية تحظى بشعبية كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك يمكن تذوق الحلويات الحديثة والمبتكرة التي تعكس التأثيرات العالمية في مطبخ الرياض.

الولاء للأطباق التقليدية

وشهدت الرياض خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في مشهدها الغذائي؛ إذ انتشرت المطاعم التي تقدم مختلف أنواع المأكولات العالمية؛ من المطبخ الإيطالي والفرنسي إلى المطبخ الآسيوي والأمريكي اللاتيني.

ومع ذلك لا يزال سكان الرياض يحافظون على حبهم وولائهم لأطباقهم التقليدية، التي تمثل جزءًا أصيلًا من هويتهم وثقافتهم.

ولذلك فإن تجربة تذوق أكلات الرياض هي رحلة ممتعة في عالم من النكهات والأروائح الفريدة.

ومن الكبسة الفواحة إلى المفطح الشهي، ومن الجريش الدافئ إلى المراصيع الحلوة، تقدم هذه المدينة لزوارها وسكانها على حد سواء تجربة غذائية لا تُنسى، تجمع بين عراقة الماضي وحيوية الحاضر. ولا شك أن استكشاف هذه الأطباق المتنوعة هو مفتاح لفهم أعمق لثقافة وتراث هذه المدينة السعودية العريقة.

الرابط المختصر :