"سامية ميمني".. الجراحة السعودية التي قتلتها عبقريتها

"جهاز الاسترخاء العصبي"، ربما لم يسمع عنه الكثير من أبناء الوطن العربي أو العالم في تسعينيات القرن الماضي، ولكنه كان واحدًا من اختراعات العالمة السعودية سامية ميمني، والذي يصادف شهر أكتوبر ذكرى وفاتها .

سامية ميمني، هي أول جراحة سعودية تتخصص في مجال المخ والأعصاب، وتمكنت من تحويل واحدة من أصعب الجراحات في العالم إلى عملية سهلة ربما يتم إجراءها بالتخدير الموضعي.

تخرجت "سامية" من جامعة الملك فيصل في الشرقية، وكان لوفاة والدها في حادث مروع تعرض خلاله إلى كسر في الجمجمة السبب والبداية لتكثيف دراستها للطب، ومن تلك الحادثة أصرت على أن تكون أول جراحة سعودية تتخصص في مجال المخ والأعصاب.

بدايات "ميمني" لم تكن موفقة ، وخاصة أن العالم العربي كان فقير وقتها في مجال جراحات المخ والأعصاب، ما دفعها لتقديم أوراقها إلى مجلس الدراسات العليا في الولايات المتحدة الاميركية، واجتازت بجدارة الاختبار وحصلت على درجة الامتياز، ومن هنا انضمت لجامعة "شارلز درو" الأمريكية، للطب والعلوم، بداخل مستشفى "مارثن لوثر كنج".

وزخرت حياة "ميمني" بالعديد من الاختراعات في مجال المخ والأعصاب، ومن ضمنها جهاز الاسترخاء العصبي، وهو عبارة عن وحدات من أجهزة الكمبيوتر المحاكي، الذي من خلاله تستطيع التحكم في الأعصاب، وخاصة الأعصاب الدماغية المصابة بشلل بحيث تحركها وتشفيها، وجهاز "الجونج" الذي يقوم بالتحكم بالخلايا العصبية في وقت محدد،كما حصلت على براءة اختراع لجهاز "mars" الذي يقوم بالاكتشاف المبكر للسرطان.

ولم يكتب لميمني الحياة كثيرًا، فقد تعرضت للاغتيال في 20 أكتوبر عام 1997 في مسكنها بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت قد سرقت كل أبحاثها الطبية وبراءة الاختراع واكتشافاتها، بالإضافة إلى سرقة كل مصوغاتها وأثاث شقتها، وعلى رغم من ضبط الجاني إلا أنه أنكر قيامه بالجريمة.