زيت الفلفل الأسود لا يقتصر على نكهته الحارة التي تضفي لمسة سحرية على الأطباق. بل يتجاوز ذلك إلى فوائده الصحية المتعددة التي تجعله جوهرة التوابل.
منذ آلاف السنين، استخدم هذه التوابل الثمينة في الكثير من الثقافات كدواء شافٍ، ورمز للجمال الطبيعي.
الفلفل الأسود
يعود تاريخ استخدام الفلفل إلى عام 2000 قبل الميلاد على الأقل في الهند. كما ظهر الفلفل في النصوص اليونانية والرومانية؛ ما يشير إلى وجود تجارة قديمة بين الهند والغرب.
كان الرومان يحبون إضافة الفلفل إلى طعامهم، وفي أقدِم كتاب طبخ معروف، تحتوي 80% من الوصفات على التوابل. بينما عثر على علامات تجارة الفلفل القديمة من الهند إلى مصر، بما في ذلك حبات الفلفل التي حشوها في أنف رمسيس عندما تم تحنيطه.
الفلفل الأسود أحد أكثر التوابل استخدامًا على كوكب الأرض. فهو لا يُقدَّر فقط كعامل نكهة في وجباتنا، بل لأغراض متنوعة أخرى، مثل: الاستخدامات الطبية، ومواد حافظة، وفي صناعة العطور.
في العقود الأخيرة، استكشف البحث العلمي الفوائد الكثيرة المحتملة لزيت الفلفل الأسود العطري، مثل: تخفيف الآلام، وخفض الكوليسترول، وإزالة السموم من الجسم، وتعزيز الدورة الدموية، من بين فوائد كثيرة أخرى.
لقد ثبت أن المادة الفعّالة الرئيسة في الفلفل الأسود، وهي “البيبيرين”، لها الكثير من الخصائص الصحية المفيدة بما في ذلك خصائص مضادة للسرطان، ولهذا السبب نظر الباحثون إليها لإدراجها في العلاج الغذائي لعلاج السرطان، وكذلك الوقاية من السرطان.
10 فوائد لـ زيت الفلفل الأسود العطري
1. يخفف الآلام
بفضل خصائصه الدافئة والمضادة للالتهابات والتشنجات، يعمل زيت الفلفل الأسود على تقليل إصابات العضلات والتهاب الأوتار وأعراض التهاب المفاصل والروماتيزم.
وقد قيّمت دراسة أجريت عام 2014، ونشرت في مجلة الطب البديل والتكميلي، فاعلية الزيوت العطرية الأساسية في علاج آلام الرقبة. فعندما وضع المرضى كريم مكون من الفلفل الأسود والزعتر والخزامى والنعناع على الرقبة يوميًا لمدة أربعة أسابيع، أفاد المرضى بتحمل الألم وتحسن كبير في آلام الرقبة.
2. يساعد على الهضم
قد يساعد هذا الزيت على تخفيف الانزعاج الناتج عن الإمساك والإسهال والغازات. وقد أظهرت الأبحاث التي أجريت على الحيوانات في المختبر، وعلى الجسم الحي، أنه حسب الجرعة، فإن مادة “البيبيرين” الموجودة في الفلفل الأسود تظهر نشاطًا مضادًا للإسهال ومضادًا للتشنج أو قد يكون لها في الواقع تأثير تشنجي، وهو ما يساعد على تخفيف الإمساك.
يبدو أن الفلفل الأسود و”البيبيرين” لهما استخدامات طبية محتملة لاضطرابات الحركة المعوية، مثل: متلازمة القولون العصبي (IBS).
3. يخفض الكولسترول
أظهرت دراسة أجريت على الحيوانات في جامعة كاليفورنيا، حول تأثير الفلفل الأسود الخافض للدهون في الفئران، التي تتغذى على نظام غذائي غني بالدهون، انخفاضًا في مستويات الكوليسترول والأحماض الدهنية الحرة والفوسفوليبيدات والدهون الثلاثية.
وجد الباحثون أن تناول مكملات الفلفل الأسود أدى إلى زيادة تركيز الكوليسترول الجيد (HDL)، وخفض تركيز الكوليسترول السيئ (LDL)، والكوليسترول منخفض الكثافة جدًا (VLDL) في بلازما الفئران، التي تتغذى على أطعمة غنية بالدهون.
هذا مجرد جزء من الأبحاث التي تشير إلى استخدام زيت الفلفل الأسود العطري داخليًا لتقليل الدهون الثلاثية المرتفعة وتحسين مستويات الكوليسترول الكلي.
4. خصائص مضادة للفيروسات
أدى الاستخدام طويل الأمد للمضادات الحيوية إلى تطور البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة. وجدت الأبحاث المنشورة في مجلة Applied Microbiology and Biotechnology أن مستخلص الفلفل الأسود يحتوي على خصائص مضادة للفيروسات؛ ما يعني أنه يستهدف فيروسات البكتيريا دون التأثير على قابلية الخلايا للبقاء، ويجعل مقاومة الأدوية أقل احتمالية.
أظهرت الدراسة أنه بعد فحص 83 زيتًا أساسيًا، فإن الفلفل الأسود وزيت الكانانجا والمر يمنع تكوين الأغشية الحيوية للمكورات العنقودية الذهبية ويقضي تقريبًا على النشاط الانحلالي (تدمير خلايا الدم الحمراء) لبكتيريا المكورات العنقودية الذهبية.
5. يخفض ضغط الدم
عند تناول زيت الفلفل الأسود العطري داخليًا، فقد يعزز الدورة الدموية الصحية، ويخفض ضغط الدم المرتفع. توضح دراسة أجريت على الحيوانات، ونشرت في مجلة علم الأدوية القلبية الوعائية، كيف أن المكون النشط في الفلفل الأسود “البيبيرين”، يمتلك تأثيرًا خافضًا لضغط الدم.
يُعرف الفلفل الأسود بخصائصه الدافئة التي قد تكون مفيدة للدورة الدموية وصحة القلب عند استخدامه داخليًا أو موضعيًا. قد يعزز خلط هذا الزيت مع زيت القرفة أو الكركم العطري من هذه الخصائص الدافئة.
6. يظهر نشاطًا مضادًا للسرطان
وفقًا لدراسة أجريت عام 2010، في جامعة ولاية ميشيغان. فإن مستخلص الفلفل الأسود ومكوناته يظهران أنشطة مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة ومضادة للسرطان.
وجد الباحثون أن “البيبيرين” والأميدات الألكيلية الموجودة في الفلفل الأسود لها قدرات تعتمد على الجرعة لتثبيط تكاثر خلايا السرطان البشرية.
7. يخفف من مشاعر القلق والرغبة الشديدة في التدخين
قد يقلل زيت الفلفل الأسود الرغبة الشديدة في التدخين وأعراض القلق لدى المدخنين المحرومين من التدخين. وجدت دراسة سريرية نُشرت في مجلة Drug and Alcohol Dependence أن زيت الفلفل الأسود قد يثبط بعض أعراض الانسحاب من التدخين. بما في ذلك الرغبة الشديدة في السجائر.
وقد شارك 48 مدخنًا في جلسة مدتها ثلاث ساعات، أجريت بعد حرمانهم من التدخين طوال الليل. وقسم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: مجموعة من المدخنين نفخوا على جهاز ينفث بخارًا من زيت الفلفل الأسود العطري. ومجموعة ثانية نفخت على جهاز به خرطوشة نعناع/منثول. واستخدمت المجموعة الثالثة جهازًا يحتوي على خرطوشة فارغة. بعد النفخ والاستنشاق من الأجهزة طوال الجلسة، انخفضت الرغبة الشديدة في السجائر على نحو كبير لمجموعة الفلفل الأسود مقارنة بكل من مجموعتي التحكم.
بالإضافة إلى ذلك، خففت الآثار السلبية وأعراض القلق في مجموعة الفلفل الأسود، وأفاد المشاركون بأن شدة الأحاسيس في الصدر كانت أكبر بكثير مع خرطوشة الفلفل الأسود.
تشير نتائج هذه الدراسة إلى أن أحاسيس الجهاز التنفسي هي جانب رئيس للتخفيف من أعراض الانسحاب من التدخين. وخلص الباحثون أيضًا إلى أن “بدائل السجائر التي تحتوي على مكونات الفلفل الأسود قد تكون مفيدة في علاج الإقلاع عن التدخين”.
8. إزالة السموم من الجسم
لقد ثبت أن الفلفل الأسود (Piper nigrum) و”البيبيرين” لهما تأثيرات تحويلية حيوية، بما في ذلك إزالة السموم، وتعزيز الامتصاص والتوافر البيولوجي للأدوية العشبية والتقليدية. وهو السبب أنك قد ترى “البيبيرين” كمكون في المكملات الغذائية الخاصة بك.
وجدت دراسة أجريت على الحيوانات عام 2013، ونشرت في مجلة Cell Biochemistry and Biophysics، أن مكملات “البيبيرين” ساعدت على تطبيع ضغط الدم، وتحسين تحمل الجلوكوز، وتقليل الالتهاب، وتعزيز وظائف الكبد لدى الفئران التي تتغذى على نظام غذائي غني بالدهون.
تشير هذه النتائج الإيجابية إلى أن “البيبيرين” قد يكون قادرًا على المساعدة في تقليل أعراض متلازمة التمثيل الغذائي لدى البشر عبر مساعدة الجسم على إزالة السموم وتقليل الالتهاب.
9. يعمل كمحفز للشهية
تشير الأبحاث إلى أن تحفيز حاسة الشم باستخدام زيت الفلفل الأسود العطري، وهو منشط قوي للشهية، قد يسهل عملية البلع لدى من يعانون اضطرابات عصبية. يؤدي استنشاق زيت الفلفل الأسود وابتلاعه إلى تنشيط القشرة الجزيرية أو المدارية الجبهية؛ ما يؤدي إلى تحسين حركة البلع الانعكاسية.
في عام 2008، تم التحقيق في تأثيرات التحفيز الشمي باستخدام زيت الفلفل الأسود لدى الأطفال الذين يتلقون التغذية المعوية طويلة الأمد (التغذية بمكملات سائلة أو التغذية بالأنبوب) بسبب الاضطرابات العصبية.
استمر التدخل بزيت الفلفل الأسود لمدة ثلاثة أشهر، وأظهر 5 مرضى زيادة في كمية الطعام عن طريق الفم، بالإضافة إلى أن علاج الفلفل الأسود ساعد على تسهيل حركة البلع.
10. يمكن استخدامه كمادة حافظة للأطعمة
استخدمت الزيوت العطرية للفلفل الأسود والأخضر في دراسة أجريت بالمختبر عام 2015، من أجل معرفة النشاط المضاد للميكروبات ضد الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب تلف الطعام.
وجد الباحثون أن زيوت الفلفل أظهرت نشاطًا مضادًا للميكروبات والفطريات والبكتيريا، وقد نجحت في تثبيط نمو بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية في حساء الدجاج.
توضح نتائج هذه الدراسة كيف أن كلًا من زيوت الفلفل الأخضر والأسود العطرية فعّالة بالتحكم في نمو الكائنات الحية الدقيقة المعروفة التي تسبب تلف الطعام.
كيفية استخدام زيت الفلفل الأسود
يتوفر زيت الفلفل الأسود العطري في بعض متاجر الأطعمة الصحية وعلى الإنترنت. يمكن استنشاق زيت الفلفل الأسود مباشرة من الزجاجة، أو نشره في المنزل للحصول على رائحة دافئة، أو تناوله داخليًا بجرعات صغيرة (اقرأ دائمًا ملصقات تعليمات المنتج بعناية) أو تطبيقه موضعيًا.
عند شراء زيت الفلفل الأسود العطري، وخاصة للاستخدام الداخلي، تأكد شرائك لمنتج عالي الجودة ونقي بنسبة 100%، ومصنوع من قبل شركة موثوقة وذات سمعة طيبة.
نظرًا لخصائصه القوية والعلاجية، فأنت تريد استخدام أفضل منتجًا يمكنك العثور عليه. كما تريد البحث عن زيت يستخرج ثاني أكسيد الكربون بدلًا من التقطير بالبخار. يعني استخراج ثاني أكسيد الكربون استبعاد المواد الكيميائية، مثل: الهكسان، أو الإيثانول من العملية، وهو أمر جيد جدًا.
عند وضعه موضعيًا، يولد زيت الفلفل الأسود إحساسًا بالدفء؛ لذا استخدم جرعات صغيرة وخففه بزيت ناقل، مثل: زيت جوز الهند، أو زيت الجوجوبا، أو زيت اللوز. يمكنك استخدام تخفيف 1:1، خاصةً إذا وضعت الزيت على البشرة الحساسة.
طرق لاستخدام زيت الفلفل الأسود في المنزل
يوجد الكثير من الطرق لاستخدام زيت الفلفل الأسود العطري، واستخداماته تتجاوز نكهة الطعام. إليك بعض الطرق السهلة لاستخدام زيت الفلفل الأسود في المنزل:
- لتحسين الدورة الدموية وتدفق الدم إلى العضلات والأعصاب، أضيفي 3-5 قطرات من هذا الزيت إلى كمادات دافئة، وضعيها على البطن أو أي مناطق تؤلمك.
- لتخفيف الانزعاج الناتج عن الإمساك والإسهال والغازات، تناولي 1-2 قطرة من زيت الفلفل الأسود داخليًا عن طريق إضافته إلى عصير أو حساء أو طبق لذيذ. يمكن أيضًا وضعه موضعيًا على البطن.
- لتخفيف إصابات العضلات والتهاب الأوتار، ضعي زيت الفلفل الأسود موضعيًا على المنطقة المعنية.
- للمساعدة في علاج أمراض الجهاز التنفسي، تناوليه داخليًا أو استنشقي الزيت مباشرة من الزجاجة.
- لتخفيف احتقان مجرى الهواء، ضعي 2-3 قطرات موضعيًا على الصدر.
- لتقليل الرغبة الشديدة في التدخين، انشري زيت الفلفل الأسود أو استنشقيها مباشرة من الزجاجة.
- لاستخدامه كعلاج طبيعي لالتهاب المفاصل والروماتيزم، ضعي 2-3 قطرات موضعيًا على المنطقة المعنية.
- للمساعدة في إزالة السموم من الجسم، تناولي 1-2 قطرة داخليًا أو ضعي 2-3 قطرات موضعيًا على أسفل القدمين.
- لإضافة نكهة إلى الحساء واليخنات والخضراوات المخبوزة والسلطات والوجبات الرئيسة، أضيفي 1-2 قطرة من زيت الفلفل الأسود العطري.
الأصل النباتي والتركيب الكيميائي
يستخرج هذا الزيت إما من خلال الاستخلاص بثاني أكسيد الكربون أو التقطير بالبخار. يتميز الزيت العطري برائحة حارة. ويستخدم عادة لمساعدة الجهاز الهضمي والجهاز العصبي، لتحفيز الدورة الدموية وتعزيز التوازن العاطفي.
يتمتع الفلفل الأسود بتنوع فريد من نوعه يعمل على تنشيط الحواس وتحفيزها. بالإضافة إلى تنشيط الحواس، يمكن استخدامه لتعزيز الوضوح العقلي، وهو المفضل لدى الرياضيين ومن لديهم أنماط حياة نشطة. لأنه يحتوي على خصائص منشطة.
يعد هذا الزيت أيضًا غذاءً صحيًا مهمًا، نظرًا لإمكانياته المضادة للأكسدة والميكروبات ووحدات حماية المعدة. مع وجود “البيبيرين” كمكون نشط، يحتوي الفلفل الأسود على كيمياء نباتية غنية تتضمن أيضًا زيوتًا متطايرة وراتنجات زيتية وقلويدات.
احتياطات استخدام زيت الفلفل الأسود العطري
قد يكون هذا الزيت مهيجًا قويًا بجرعات عالية؛ لذا يوصى بتخفيفه بزيت ناقل، مثل: زيت جوز الهند، أو زيت الجوجوبا للاستخدام الموضعي. يجب اختباره على جزء صغير من الجلد قبل وضع زيت الفلفل الأسود على منطقة أكبر من جسمك. ابدأي بوضع قطرة على معصمك أو قدمك للتأكد من عدم حدوث رد فعل سلبي.
إذا كنت تتناولين أي أدوية حاليًّا أو تعاني من أي مشكلات صحية مستمرة، فتحدثي إلى طبيبك قبل استخدام زيت الفلفل الأسود العطري.
وينبغي التحدث إلى طبيبك أولًا قبل استخدام هذا الزيت موضعيًا أو داخليًا إذا كنت حاملًا أو مرضعًا.