د. خالد مصيلحي أستاذ العقاقير يكتب: “لو خرج “الفركتوز” من داره قل مقداره”

منذ عامين، عند تقديمي إحدى ورش العمل التوعوية في الموسم الثقافي بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، أطلقت على “الفركتوز” المثل الشعبي: “لو خرج من داره قل مقداره”، وكل يوم يثبت العلم بقوة صحة هذا المثل.

زيادة استهلاك الفركتوز

استهلاك “Fructose” قد زاد كثيرًا خلال العقود العشرة الماضية، ويرجع ذلك بشكل أساس إلى الاستخدام الواسع للفركتوز الخام وشراب الذرة العالي الفركتوز المحلي للمشروبات والأطعمة المصنعة.

في القرن السابق، كان يستهلك الناس القليل نسبيًا من الفركتوز. ومقارنة بأرقام اليوم كان الشخص العادي يستهلك ما يعادل 3 كيلوات فقط من “Fructose”سنويًا. ومعظمها كانت بنسب ربانية متوازنة داخل الفاكهة الطبيعية محاطة بألياف تنظم امتصاصه بدلًا من دخوله مرة واحدة للجسم.

في القرن الجاري، ارتفع هذا الرقم ليصل إلى ما يعادل 15 ضعفًا؛ حيث إننا في عصر استخدامه كبديل للسكر العادي أو السكروز، سواء في صورة” Fructose” خام أو شراب الذرة العالي الفركتوز، الذي أصبح موضة العصر، ليس فقط في الحلوى والكعك. ولكن أيضًا في صلصات المكرونة. وتتبيلات السلطات، والكاتشب والصوصات المختلفة.

ولذلك؛ بعد خروج “Fructose”من داره الطبيعية، وهي ألياف الفواكه، وبعد أن كان بتركيزات ربانية متوازنة داخل الفاكهة أصبح يستخدم بتركيزات عالية. وخارج داره الطبيعية. لذا؛ ظهرت في هذا القرن مشكلات كبيرة لزيادة تركيزات الفركتوز في عاداتنا الغذائية اليومية.

ومن دون أن ندرى، أشهر هذه المشكلات أصبح “Fructose” مسئولًا عن تراكم الدهون على الكبد، وأحد أهم الأسباب لمرض الكبد الدهني.

وتشير بحوث جديدة من جامعة واشنطن في “سانت لويس” إلى أن الفركتوز الغذائي العالي التركيز يعزز نمو الأورام في النماذج الحيوانية لسرطان الميلانوما وسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم. ومع ذلك، لا يغذي الأورام مباشرة، وفقًا للدراسة التي نُشرت في ديسمبر في مجلة “Nature”

هل الفركتوز يغذي الخلايا السرطانية؟

واكتشف علماء جامعة واشنطن، أن الكبد يحول الفركتوز إلى مغذيات يمكن للخلايا السرطانية استخدامها. وهو اكتشاف مثير يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للعناية وعلاج أنواع مختلفة من السرطان.

وكانت التوقعات الأولية في هذه الدراسة أن الخلايا السرطانية تتعامل مع “Fructose” مثل الجلوكوز، وتستخدم ذراته مباشرة لبناء مكونات خلوية جديدة مثل الحمض النووي.

لكن باستخدام تقنية الميتابولومكس (تحليل الجزيئات الصغيرة). وجد الباحثون أن الاستهلاك العالي للفركتوز يعزز نمو الأورام عن طريق زيادة الدهون في الدم المشتقة من” Fructose” عن طريق الكبد والمعروفة باسم”LPCs”. والتي تعد مكونات أساسية لأغشية الخلايا وتحتاج الخلايا السرطانية إلى هذه الدهون للنمو. ما يجعلها تعتمد على ما ينتجه الكبد من مشتقات الفركتوز لتلبية احتياجاتها.

وأظهرت التجارب أن هذا العنصر الغذائي يعزز نمو الأورام دون تغيير وزن الجسم أو مستويات الجلوكوز أو الأنسولين. ومع ذلك، عندما تم اختباره على خلايا سرطانية معزولة في المختبر. لم تظهر الخلايا استجابة تذكر؛ ما يشير إلى أن الدور الحاسم الذي يلعبه الكبد في تحويل “Fructose” لمغذيات للأورام.

علاقته بالنظام الغذائي

ومع زيادة استهلاك الفركتوز وانتشار الكبد الدهني والسرطانات بين الفئات العمرية الأصغر. يطرح السؤال عن احتمالية وجود علاقة بينهما.

وينصح الباحثون بمحاولة تقليل استهلاك هذا العنصر في النظام الغذائي. على الرغم من صعوبة تحقيق ذلك؛ بسبب انتشاره الواسع في الأطعمة المصنعة. وسبحانه الخالق الذي أنعم علينا بسكر الفاكهة أو “Fructose”. لكن كما يطلق على اسمه سكر الفاكهة فبيته وداره الفاكهة بتركيزات معتدلة من صنع الخالق.

ولكن عند خروجه من الفاكهة واستخدامه بتركيزات عالية يتسبب في العديد من المشكلات الصحية. وفعلًا كما يقول المثال: “لو خرج الفركتوز من داره قل مقداره”.

الرابط المختصر :