د. الشيباني: أهمية قصوى لخدمات القطاع الصحي في المملكة

تولي المملكة العربية السعودية، ضمن برامج رؤية 2030، أهمية قصوى لخدمات القطاع الصحي، التي أصبحت تغطي أكثر من 96% من مناطق المملكة وتجمعاتها السكانية. وقد تجسد هذا الاهتمام في تحقيق إنجازات ملموسة، أبرزها ارتفاع متوسط عمر الإنسان في السعودية ليبلغ 78.8 سنة حاليًا، متجاوزًا بذلك المستهدفات السنوية، مع استهداف الوصول به إلى 80 سنة بحلول عام 2030. هذه الزيادة، التي تبلغ نحو سنتين تقريبًا منذ انطلاق الرؤية، تعد إنجازًا وفقًا للمعايير الدولية.

 مؤشرات الأداء والتحول الصحي

وفقًا للقطاع الصحي بالمملكة ،كشف تقرير عام 2024 عن مؤشرات حيوية تعكس التقدم الكبير في تحقيق هدف “مجتمع حيوي”. وهي النقطة المحورية في الرؤية:

• متوسط عمر الإنسان المتوقع: بلغ نحو 79 عامًا في 2024، متجاوزًا المستهدفات السنوية لعام 2025. احتلت المملكة المرتبة الحادية عشرة بين دول مجموعة العشرين.
• جودة الخدمات الصحية: سجل ارتفاعًا ملحوظًا (بيانات 2023). متجاوزًا المستهدفات السنوية لعامي 2023 و 2024.
• ممارسة النشاط البدني: وصلت نسبة من يمارسون النشاط البدني لـ 150 دقيقة أسبوعيًا إلى 58.5% من إجمالي البالغين، محققاً مستهدفات عام 2027 ومقتربًا من مستهدف 2030 البالغ 64%.
• مؤشر السعادة العالمي: حققت المملكة المرتبة 32 عام 2024 بدرجة 6.6، متجاوزة متوسط درجات دول العالم.

 التطور النوعي في البنية التحتية والتقنية

كما شهد عام 2024 إنجازات كبيرة على مستوى البنية التحتية والخدمات الصحية النوعية:

• دخل مستشفى صحة الافتراضي موسوعة غينيس كـ أكبر مستشفى افتراضي في العالم.
• أصبحت السعودية أول دولة في المنطقة من حيث عدد المدن الصحية المعتمدة عالميًا.
• ارتفعت نسبة جاهزية المناطق الصحية لمواجهة المخاطر إلى 92% (بعد أن كانت 38% في 2019).
• تم إدراج سبعة مستشفيات سعودية ضمن أفضل 250 مستشفى في العالم، وتصدر مستشفى الملك فيصل التخصصي المرتبة الأولى عالمياً في استخدام التقنية الطبية

 المفهوم الشامل للصحة ودور الحكومة

في تصريح للمدير التنفيذي لبرنامج تحول القطاع الصحي الدكتور خالد الشيباني، في احدى وسائل الأعلام .أكد أن الزيادة الملحوظة في متوسط عمر الإنسان لا تعكس فقط أداء الخدمات الصحية المباشرة (كالمستشفيات والمراكز)، بل تعكس المفهوم الشامل للصحة في جوهر الرؤية.

وأوضح الدكتور الشيباني أن مقياس رفاهية الشعوب وصحتها هو متوسط طول العمر، وأنه لتحقيق المستهدف، تعمل الحكومة عبر لجنة الصحة العليا التي تضم وزراء من قطاعات مختلفة (كالنقل، والتعليم، والبيئة، والرياضة). وتهدف اللجنة إلى الخروج بـ سياسات مشتركة تؤيد الصحة، ليكون العمل الحكومي متكاملًا. هذا التكامل هو ما أدى إلى تجاوز المستهدفات السنوية، والاقتراب من تحقيق مستهدف 80 سنة بحلول 2030.

نجاح العمل الحكومي المشترك في خفض الوفيات المرورية

وقد قدم الدكتور الشيباني مثالًا ملموسًا على هذا التعاون الحكومي وهو خفض الوفيات والإصابات على الطرق. فقد كانت نسبة الوفيات من الحوادث المرورية مرتفعة للغاية قبل الرؤية، حيث وصلت إلى 28 وفاة لكل 100 ألف إنسان (حوالي 9000 وفاة سنويًا). بفضل تفعيل لجنة وزارية تضم وزارات الداخلية والنقل والصحة، انخفضت الوفيات إلى النصف. لتصل إلى حوالي 13 وفاة لكل 100 ألف، والهدف هو خفضها إلى 5 وفيات فقط. وأكد الدكتور الشيباني أن هذا الإنجاز هو “انعكاس للروح الحكيمة وللعمل الجماعي في مركز الحكومة”.

جودة الخدمات الطبية والتحول الرقمي

أشار الدكتور الشيباني إلى أن المملكة الآن تصنف ضمن أفضل 10 دول في التحول الرقمي على مستوى الحكومة، وترتيبها السادس عالميًا. وقد انعكس هذا على القطاع الصحي من خلال:

1. تطبيق صحتي: أصبح التطبيق أداة أساسية لدعم صحة المواطن والمقيم، ويشترك فيه أكثر من 31 مليون مستفيد. يقدم التطبيق حوالي 50 خدمة، منها حجز 10 ملايين موعد وتقديم 3 ملايين استشارة فورية العام الماضي.
2. تقنية التوأم الرقمي: أُطلقت في التطبيق للمساعدة في التنبؤ المبكر بخطر الإصابة وتقديم رسائل توعوية ووقائية.

تميز المستشفيات السعودية

أكد الشيباني تميز المستشفيات الحكومية في تقديم الخدمات، خاصة في التخصصات الدقيقة:

• مستشفى الملك فيصل التخصصي: أصبح ضمن أفضل 20 مستشفى عالميًا، ويطمح ليكون ضمن أفضل 5. لديه تميز عالمي في مركز زراعة الأعضاء، حيث تُجرى عمليات زراعة الكبد والبنكرياس والقلب باستخدام الروبوت، مما يعد سابقة عالمية. كما يتميز في علاج السرطان باستخدام الخلايا التائية.
• مستشفى الحرس الوطني: حقق إنجازًا متميزًا بإطلاق أكثر من 61 عملية فصل توائم منذ إطلاقه.

 قياس الرضا والجودة: ضمان المصداقية

فيما يخص قياس جودة الخدمات، الذي أظهر نسبة رضا عالية بلغت 84%، أوضح الدكتور الشيباني أن قياس رضا المواطن والمستفيد في أكثر من 25 رحلة للمريض (سواء في الرعاية الأولية أو المستشفيات أو العمليات) يتم عن طريق شركة مستقلة وعالمية تدعى “بريسجيني”. هذه الشركة متخصصة في قياس آراء المرضى في مستشفيات ومراكز متميزة في أمريكا وأوروبا، مما يضمن مصداقية الأرقام ويتيح المقارنة المعيارية للأداء (Benchmarking) مع الدول الكبرى.