برزت دومة الجندل كواحدة من أهم الحواضر التاريخية في المنطقة بفضل موقعها الجغرافي المميز في شمال شبه الجزيرة العربية بين حضارات الشرق القديمة. تقع محافظة دومة الجندل في منطقة الجوف شمال المملكة العربية السعودية. على بعد نحو 40 كيلومترًا غرب مدينة سكاكا، مقر إمارة المنطقة. وتعد من أقل محافظات الجوف سكانًا؛ إذ يعيش فيها نحو 9.1% من سكان المنطقة. أي ما يقارب 54,341 نسمة وفقًا لتعداد عام 2022م.
جذور تاريخية عميقة
ووفقًا لـ”aawsat” يعد أقدم ذكر لها في النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد، عندما شن الملك الآشوري سنحاريب حملة عسكرية على مملكة دومة الجندل. التي خضعت لاحقًا للسلطة الآشورية حتى القرن السادس قبل الميلاد، قبل أن يستولي عليها الملك البابلي نبونيد عام 555 ق.م.
من الأسواق الجاهلية إلى الفتح الإسلامي
كانت دومة الجندل من أشهر الأسواق العربية في الجاهلية، واشتهرت بتبادل السلع والقوافل التجارية. ثم أصبحت خاضعة للدولة البيزنطية. حتى فتحت على يد خالد بن الوليد رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة للهجرة، خلال خلافة أبي بكر الصديق، بعد معركة عنيفة اضطر فيها إلى كسر باب قلعة مارد.
جهود الترميم والحفاظ على التراث
كما حرصت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على ترميم القلعة التاريخية ومسجد عمر بن الخطاب وإحاطتهما بسياج للحفاظ عليهما. كما أقيمت فعاليات وبرامج ثقافية في المنطقة لتعزيز الوعي بأهميتها التراثية.
وتقع قلعة مارد ضمن حي الدرع الأثري الذي يمثل ما تبقى من مدينة دومة الجندل القديمة. ويعد من أهم المراكز الثقافية في شبه الجزيرة العربية منذ ما قبل الإسلام.
آثار شاهدة على التاريخ
تزخر دومة الجندل بالآثار التي تعكس مكانتها التاريخية، ومن أبرزها:
- قلعة مارد التي يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، وتضم نقوشًا وآثارًا لممالك وإمبراطوريات مرت بها.
- حي الدرع التاريخي الذي يمثل قلب المدينة القديمة.
- مسجد عمر بن الخطاب الذي يعد من أقدم المساجد في الجزيرة العربية.
كما ورد ذكرها في النقوش المسمارية التي تؤرخ لحملات الملوك الآشوريين مثل سنحاريب وإسرحدون وآشور بانيبال. إضافة إلى الملك البابلي نابونيدوس وقد عرفت المدينة في تلك الحقبة باسم أدوماتو أو أدمو، وكانت عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل تبؤه، وزبيبة، وسمسي، وأياتي.
موقع مميز وبنية تحتية متطورة
وفقًا لـ”saudipedia” يستخدم سكان دومة الجندل مطار الجوف الإقليمي في مدينة سكاكا، على بعد 29 كلم فقط، بطاقة استيعابية تصل إلى 175 ألف مسافر سنويًا. كما تضم المحافظة بحيرة دومة الجندل التي تعد من أبرز معالمها السياحية، إذ تحيط بها مرافق ترفيهية وسياحية حديثة.
ويمر عبر أراضيها الطريق الرئيسي رقم 80، الذي يربط بين منطقة تبوك شمال غرب المملكة والحدود السعودية العراقية شمال مدينة عرعر، ما يجعلها مركزًا مهمًا للنقل البري في المنطقة.
أقرأ أيضًا قصر سلوى.. أيقونة الحكم والتاريخ السعودي
الرابط المختصر :





















