داء “النرجسية” والمرأة

7 علامات شائعة على الأبوة والأمومة النرجسية

كتبت- صبحة بغورة:

غالبًا ما تكون المرأة راعية جيدة للآخرين، لكنها تواجه صعوبة في رعاية شؤونها، ولكل امرأة أسبابها الخاصة بها مع هذه المشكلة، والأساطير تغذي المعتقدات حول النساء وتتقاطع أيضًا مع الحقائق.

والثابت والمؤكد أنه كما يقال “اعرفي نفسك”، يمكن أيضًا القول “كوني نفسك”. بكل الصدق وفي كل الأوقات، فلست شخصًا آخر تحاولين تقمص شخصيته.

كيف تتعامل المرأة بإيجابية ورعاية أكثر تجاه نفسها؟

بمزيد من الوعي والكثير من الصبر يمكن أن تتعلم المرأة كيف تتعامل بإيجابية ورعاية أكثر تجاه نفسها وحينها ستكون المكافأة، حياة سعيدة.

ولكن قد تمر المرأة بلحظات حرجة، تشعر فيها ببعض الخجل منها. حينها سيكون من الصعب، بل المستحيل أن تُنشئ أو تحتفظ بعلاقة صحية مع ذاتها ما دامت مشغولة بأن تؤكد للآخرين أنها شخصية جيدة. وما دامت محاصرة بالسؤال المزعج إن كانت ما تزال مقبولة؟

بمعنى أنها مشغولة دائمًا بأن يعرفها الآخرون ويحترمونها، حتى وإن نجحت مثل هذه المرأة “الموسوسة” في محاولاتها فإنها ستأخذ منها جهدًا مرهقًا نفسيًا وستستغرق وقتًا طويلًا. فالتوافق مع النفس ليس أنانية.

القلق على الذات

ومن النساء، نوع آخر دائم القلق على الذات، شديدة الانشغال والإحباط من نفسها، وهذا النوع تتعامل المرأة مع مشاعرها بطريقة تغلق الطريق أمام معرفة الذات، بتعاطي الأدوية للتهرب من مواجهة ذاتها. أو تجلس أمام شاشة التلفزيون فاغرة الفم، لكي تنزع نفسها من نفسها.

أي تقوم بعملية “نشل” لذاتها ونفسها من واقعها. وهناك طريقة أخرى وهي انغماسها في العمل بزعم الجدية والإخلاص، وهي في الحقيقة دعوى سلبية. فكثيرًا ما تعتبر نية داخلية ترمي إلى إقامة علاقات بغرض حمايتها بواسطة الآخر، وهو حل مؤقت ومزيف وخادع.

ولكن هل يعني ذلك بالضرورة أن المرأة لابد أن تكون سعيدة بنفسها راضية عنها تمام الرضا حيال كل أفعالها وصفاتها؟ بالطبع “لا” فكل امرأة إذا نظرت إلى أعماق ذاتها بصدق لن ترضى عن ما في داخلها.

والمقصود أن تحاول القيام بعملية “غربلة” مستمرة لتفصل فيها ما تحبه في ذاتها عن ما تكرهه. وتحاول أن تتغير، وهذا هو الفرق الجوهري. وحين نوقف عجلة التغيير يكون المرض.

علماء النفس يحذرون

يوجه علماء النفس تحذيرًا مهمًا، بضرورة أن تحتفظ المرأة بجزء من ذاتها أو إحساسها بالذات في كل علاقاتها الإنسانية، وألا تكون منشغلة بهذه العلاقات مهما كانت إلى درجة تسرق الإحساس من أناملها. فلا تستطيع أن تتعرف على حقيقة نفسها؛ لأن الضوء الباهر لبعض العلاقات يعمي الأبصار والبصائر وتستنزف عواطفها وتمنعها من التعرف على نفسها.

لذلك؛ فهي علاقة مدمرة وليست خصبة. كتلك التي تساعدها على قبول ذاتها ومعرفة نفسها أكثر؛ لأنها علاقات سليمة وصحية ومُبشرة. تقوم على التفاعل ما بين الأفكار وتبادل المشاعر والخبرات.

ولكي يتحقق هذا لابد من بذل الجهد والوقت لإدراك معنى أن معرفة النفس علم ومعرفة الآخر فن، والفن حر لا يعرف القيود ولا يعترف بالعراقيل باسم حماية الخصوصية.

إنه القرار والإرادة في أن تخبر شخصًا آخر بما في عقلها وقلبها. أي أن تهاجر من جزر الخرس والإحساس المزيف بالأمان إلى فضاء المكاشفة والمدن الحية.

المتفق عليه أن عناصر العلاقات السليمة، مثل: الاهتمام، والمشاركة الإيجابية والثقة والالتزام تساعد كثيرًا على فهم سر العواطف.

هذه العناصر كالسبيكة، المشاعر كل منها منفردة عن الأخرى ولكن كل منها تقوي الأخرى وتزيد من صلابتها. والاهتمام موقف وشعور إيجابي تجاه الآخر، والاهتمام والعناية يحدثان حينما يتفاعل اثنان في علاقة مشتركة.

تكتسب المرأة قيمتها عندما تكون شخصيتها هي نفسها وفي حد ذاتها لأنها بذلك تساعد على إعطاء معنى، ولكن إذا أخطأت واعتبرت أن قيمتها كشخص تقوم فقط على مدى فاعلية مهمتها. في إطار دورها كأم وزوجة أو أخت حينها، ستصبح في خطر التورط بدوامة الحاجة باستمرار لإرضاء الآخرين.

إن مهارات إدارة الوقت والتوتر ضرورية في تحقيق التوازن لحياة معقدة. ولكن من المهم أن تتذكر المرأة، أن كل شخص له حدود ومن خلال اعترافها بحدودها وبمحبتها ورعايتها لنفسها أو أيضًا لغيرها يمكنها أن تستمتع بحياتها.

الرابط المختصر :