قد تبدو هذه الصفات الثلاث “واثق وقادر ومسؤول” صعبة المنال في تربية الأطفال، إذ لا توجد طريقة واحدة ومضمونة لتحقيقها. لكن ماذا لو كانت هناك خطوات صغيرة يمكنها أن تحدث فرقًا كبيرًا؟
وبحسب “bnfsj” فالتربية الأسرية تعد حجر الأساس في إعداد الطفل لمواجهة تحديات الحياة، وتعليمه كيف يعتمد على نفسه، ويتحمل مسؤولية أفعاله، ويتعامل بثقة مع العالم من حوله.
في هذا المقال، نجيب على تساؤلات مهمة تساعد الآباء والمربين على تنشئة طفل واثق بنفسه، قادر على الإنجاز، ومسؤول عن اختياراته.
أولًا: كيف تساعدين طفلك ليكون واثقًا بنفسه؟
- عبري عن حبك دائمًا: أظهري لطفلك حبًا غير مشروط، ولا تربطي محبتك له بسلوكه. أخبريه أنك تحبينه حتى في المواقف الصعبة، وكوني دائمًا داعمة له.
- اثني عليه بصدق: ركزي على الإيجابيات وقدمي الثناء في الوقت المناسب، ودعي له مساحة للخطأ لأن الأخطاء فرص للتعلم.
- دربيه على مهارات الحياة: شجعي طفلك على التجربة واكتساب المهارات من خلال الممارسة اليومية.
- علميه الاعتماد على النفس: لا تفعلي لطفلك ما يمكنه فعله بنفسه. كما يقول التربويون: “لا تفعل للطفل شيئًا يستطيع القيام به بمفرده”. فالاستقلال يعزز ثقته بنفسه ويقوي تقديره لذاته.
- ضعي حدودًا واضحة: القواعد المنزلية تمنح الطفل شعورًا بالمسؤولية والانضباط، ما يرسخ ثقته بنفسه.
- احترمي مشاعره: اسمحي لطفلك بالتعبير عن مشاعره بحرية، وأشعريه بأن رأيه له قيمة. دعيه يواجه التحديات ولا تحاولي حمايته من كل المواقف الصعبة، فالتجربة تنمي المرونة وتعزز التفكير وحل المشكلات.
- شاركيه اهتماماته: اهتمي بما يحب طفلك، وشاركيه ما يثير شغفه، فهذا يجعله يشعر بالتقدير والثقة.
ثانيًا: أخطاء تضعف ثقة الطفل بنفسه
تجنبي بعض السلوكيات التي تضر بثقة الطفل، مثل:
- التركيز المفرط على السلبيات والنقد الدائم.
- الحماية الزائدة التي تحرمه من الاستكشاف.
- التحكم المفرط في اختياراته وأفعاله.
- المقارنة واللوم، فهما يضعفان الأمان الداخلي ويقللان من قيمته.
- استخدام العنف أو القسوة في التربية.
في الماضي، كانت الأم المثالية هي التي تلبي كل احتياجات طفلها، أما اليوم فالأم الرائعة هي التي تنمي استقلاله وتشجعه على تحمل المسؤولية.
ثالثًا: كيف تربين طفلًا مسؤولًا ومستقلًا؟
لتحقيق ذلك عمليًا، يمكن للوالدين إعداد لوحة أو جدول يتضمن ثلاثة أسئلة:
- ما الذي أفعله يجعل طفلي يعتمد علي أكثر من اللازم؟
- كيف أستطيع تشجيعه على الاستقلال والمسؤولية؟
- هل هناك مهام أقوم بها بدلًا عنه بينما يمكنه القيام بها بنفسه؟
من الطبيعي أن يفضل الأهل إنجاز المهام بأنفسهم لأنها أسرع، لكن من المهم منح الطفل الوقت الكافي ليتعلم. فالإيقاع السريع في حياتنا لا يتناسب مع وتيرة نمو الأطفال.
خطوات عملية:
- التدريب والممارسة:دعي طفلك يجرب ويخطئ ويعيد المحاولة.
- المهام اليومية: وزعي عليه مسؤوليات تناسب عمره وقدراته.
- مواجهة المشكلات: شجعيه على إيجاد الحلول قبل أن تتدخل بنفسك.
- حل المشكلات معًا: ناقشيه ودعيه يشاركك التفكير، فالتعلم بالممارسة هو الأعمق.
- منحه حرية الاختيار: احترمي قراراته حتى إن كانت بسيطة، واحتفلي بإنجازاته مهما كانت صغيرة.
رابعًا: كيف تساعدين طفلك ليكون قادرًا ومبدعًا؟
الأطفال يمتلكون قدرات مذهلة، لكنهم يحتاجون إلى بيئة محفزة تخرج أفضل ما فيهم. ومن الطرق الفعالة:
- اسمحي له بالتعبير عن نفسه: دعيه يجيب عن الأسئلة الموجهة إليه ولا تتحدث بالنيابة عنه.
- قللي من استخدام كلمة “لا”: اختاري الوقت المناسب للرفض، وحاولي استبدال “لا” بعبارات إيجابية.
- تجنبي كثرة النصائح: الإفراط في النصيحة يشعر الطفل بعدم الثقة بقدراته.
- ابتعدي عن قول “صعب”: شجعيه بدلًا من إحباطه، فالكلمات تشكل وعي الطفل بذاته.
- شاركيه المواقف اليومية: اجعليه يشاركك التسوق أو ترتيب الأغراض ليشعر بالمسؤولية.
- تجنبي الانتقاد: لا تتوقعي الكمال، فالمحاولة بحد ذاتها نجاح.
- امنحيه الفرصة للحديث: استمعي له جيدًا، واسمح له أن يعبّر بحرية.
- عززي ثقته بنفسه: أشعريه بالقدرة والكفاءة، واستمعي منه بثقة: “أنا أستطيع”.
في النهاية كل ما يحتاجه الطفل ليكون واثقًا هو وجودك بجانبه. وكل ما يحتاجه ليكون قادرًا هو دعمك وتشجيعك. وكل ما يحتاجه ليصبح مسؤولًا هو أن منحه الفرصة للمحاولة والتجربة.
الرابط المختصر :






















