كيف نعزز الشعور الإيجابي لدينا؟ كيف نصبح أكثر إيجابية في مواجهة تحديات الحياة؟ الإجابة تكمن في قدرتنا على تعزيز المشاعر الإيجابية داخل أنفسنا.
تؤكد البحوث أن الأشخاص الذين يركزون على الجانب المشرق من الحياة يتمتعون بصحة أفضل وعلاقات اجتماعية أقوى وإنتاجية أعلى.
وللتعرف أكثر عن هذا الموضوع، تحدث الدكتور إبراهيم دويدار؛ اختصاصي الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ”الجوهرة”.
1- استكشاف المشاعر الإيجابية
قال الدكتور إبراهيم دويدار، إن استكشاف المشاعر الإيجابية داخل الإنسان، يتم بعدة خطوات.
وأضاف: الخطوة الأولى، فكري في اللحظات التي شعرت فيها بالسعادة مثل: الفخر، والشغف، أو حتى الهدوء. ودوني هذه المشاعر في قائمة خاصة بك.
بعد ذلك، حاولي ربط كل شعور بموقف أو نشاط معين. هل شعرت بالسعادة عند قضاء وقت مع الأصدقاء؟ أم أنك شعرت بالفخر بعد تحقيق إنجاز معين؟
وتابع: مثل هذه المواقف الإيجابية من شأنها أن تشعرك بالسعادة والفرح. وتعطي لك صباح مشرق يملؤه التفاؤل. فالرسول صلى الله عليه وسلم، من صفاته التفاؤل، وكان يحب الفأل ويكره التشاؤم. ففي الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) متفق عليه. والطيرة هي التشاؤم.
2- تعزيز المشاعر الإيجابية
وقال اختصاصي الصحة النفسية: بعد تحديد المشاعر التي ترغبين في تعزيزها، حان الوقت لزرع بذورها في حياتك.
وأضاف: تخيلي أنك تزرعين حديقة. كل مرة تقومين فيها بنشاط يثير شعورًا إيجابيًا، فأنت تسقين هذه البذرة وتساعديها على النمو. مثلًا، إذا كنت ترغبين في الشعور بالمزيد من الفرح، فخصصي وقتًا لممارسة هوايتك المفضلة أو الاستماع إلى الموسيقى التي تحبينها.
وواصل: ركزي على الأشياء الصغيرة والبسيطة، مثل أغنية تجعلك تشعرين بالبهجة كلما سمعتيها. وفي كل مرة تلاحظين فيها أنك تشعرين بالبهجة، فكري في إضافة هذا الموقف أو النشاط إلى قائمتك.
كما قال: بعد معرفة ما الذي يثير المشاعر التي تريدين تعزيزها، قرري كيف يمكنك إدراج هذه الأنشطة أو غيرها من الأنشطة المماثلة في حياتك اليومية. واختاري أشياء واقعية بما يكفي للقيام بها كل يوم.
وأضاف: قد لا تتمكنين من المشي على الشاطئ، لكن لا يزال بإمكانك الشعور بالبهجة من خلال الاستماع إلى أغنية تذكرك بالإجازة.
وتابع الدكتور إبراهيم دويدار: التزمي بواحد أو أكثر من الأفعال اليومية التي من شأنها أن تزيد من الشعور. ثم خصصي وقتًا لهذه التجارب. واعتبريها بمثابة المعادل العاطفي لـ “خمسة أنواع من الفواكه والخضراوات يوميًا”، فهي مفيدة لصحتك العاطفية.
3-إنشاء صندوق كنز إيجابي
وأوضح د. “إبراهيم، أنه في بعض الأحيان ننسى الطريق إلى الشعور بالإيجابية. قد نحتاج إلى تذكير يمكن أن يقودنا إلى مكان عاطفي أكثر سعادة. في هذه الحالة، يكون صندوق (أو مجلد) الإيجابية مفيدًا حقًا.
وأشار إلى أن صندوق الإيجابية عبارة عن مجموعة من التذكيرات بالتجارب الإيجابية التي مررنا بها. إذ تعيد هذه التذكيرات إلى أذهاننا المشاعر المرتبطة باللحظات الجيدة في حياتنا، ونقاط قوتنا، وأفراحنا، وإنجازاتنا، والمرح الذي عشناه، والكتب أو الموسيقى التي لها معنى لنا، والأشخاص المهمين لنا. إنه “صندوق كنز” إيجابي.
واقترح بجمع الأشياء التي تذكر باللحظات العاطفية الإيجابية في الحياة. على سبيل المثال:
- الصور أو غيرها من الهدايا التذكارية من الأوقات الرائعة.
- الجوائز التي تذكرك بالإنجاز.
- بطاقات أو ملاحظات من أشخاص مميزين في حياتك.
- اقتباسات ملهمة أو كلمات أغاني مفضلة.
- تذكارات الطفولة.
- شيء صنعتيه أو رسمتيه.
- هدية قدمها لك شخص ما.
- صورة لشخص تتطلعين إليه.
وأردف اختصاصي الصحة النفسية: ضعي كل شيء في مجلد أو ملف أو صندوق خاص؛ حيث يمكنك العثور عليه بسهولة. أو اصنعي ملصقًا أو ملصقًا أو هاتفًا محمولًا من العناصر. أهم شيء هو اختيار العناصر التي تثير المشاعر الإيجابية لديك فقط. يمكنك إضافتها أو طرحها أو إعادة ترتيبها في أي وقت.
وأوضح: عندما تشعرين بالإحباط خذي بضع دقائق لتصفح صندوق الكنز الخاص بك لتعزيز مشاعرك الإيجابية. تصفحيه في أي وقت لمنح نفسك جرعة يومية من الإيجابية.
كما لفت د. إبراهيم دويدار، إلى أنه مع عملك على زيادة مشاعرك الإيجابية، قد تلاحظين الشعور بسعادة أكبر وإنجاز أكبر وطاقة أكبر. قائلًا: إن الاستثمار اليومي الصغير في التركيز على الإيجابية يؤتي ثماره بمكافآت كبيرة مدى الحياة.
فوائد التركيز على الإيجابية
وقدم اختصاصي الصحة النفسية عدة نصائح لتعزيز المشاعر الإيجابية منها:
- تحسين الصحة النفسية: تساعد المشاعر الإيجابية على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب.
- تعزيز العلاقات الاجتماعية: الأشخاص الإيجابيون يجذبون الآخرين إليهم ويبنون علاقات قوية.
- زيادة الإنتاجية: الشعور بالسعادة والرضا يزيد قدرتك على التركيز والإنجاز.
- تقوية الجهاز المناعي: الضحك والتفاؤل يعززان جهاز المناعة ويحميانك من الأمراض.
واختتم أختصاصي الصحة النفسية حديثة، قائلًا: إن تعزيز المشاعر الإيجابية ليس بالأمر الصعب، بل رحلة ممتعة تستحق العناء. من خلال الوعي بمشاعرنا، وتحديد الأنشطة التي تجعلنا سعداء، فببناء صندوق كنوز خاص بنا، يمكننا أن نحول حياتنا إلى حديقة مزهرة مليئة بالسعادة والرضا.