تعد علاقة الأبناء بآبائهم من أهم العلاقات التي تشكل شخصية الفرد، وتؤثر بشكل كبير على سلوكه واتجاهاته المستقبلية. ومع ذلك، فمن الشائع أن نلاحظ في بعض الأحيان تجاهل الأبناء لتوجيهات آبائهم، الأمر الذي يثير قلق الكثير من الآباء والأمهات.
أسباب تجاهل الأبناء توجيهات آبائهم في بعض الأحيان
قد يكون هناك العديد من الأسباب وراء تجاهل الأبناء توجيهات آبائهم في بعض الأحيان، حسب توضيح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسة، في تصريحات خاصة لـ”الجوهرة”، من بينها:
- عدم الشعور بالاستماع: إذا شعر الطفل بأن والديه لا يستمعان إليه بجدية أو لا يأخذان آرائه في الاعتبار، فمن المحتمل أن يتجاهل توجيهاتهما.
- التوجيهات المتناقضة: إذا كانت هناك توجيهات متناقضة من الوالدين أو من أفراد الأسرة الآخرين، فإن الطفل قد يصاب بالحيرة والارتباك؛ ما يدفعه إلى تجاهل جميع التوجيهات.
- الاستبداد في التعامل: إذا كان أسلوب الآباء في التعامل مع أبنائهم استبداديًا وقائمًا على الأوامر والنواهي دون تفسير، فإن ذلك قد يؤدي إلى تمرد الأبناء وتجاهل توجيهاتهم.
- عدم وجود علاقة قوية: إذا كانت العلاقة بين الآباء والأبناء مبنية على الخوف والاحترام القسري بدلًا من الحب والثقة المتبادلة، فمن الصعب على الأبناء أن يستمعوا إلى توجيهات آبائهم.
- تأثير الأقران: قد يتأثر الأبناء بسلوك أقرانهم ويتبنون أفكارهم وعاداتهم؛ ما قد يتعارض مع توجيهات الوالدين.
أخطاء شائعة في التعامل مع الأطفال
كما أن هناك بعض الأخطاء شائعة في التعامل مع الأطفال تزيد من تجاهل الأبناء لتوجيهات الآباء، منها:
- الصراخ والتهديد: قد يؤدي اللجوء إلى الصراخ والتهديد إلى إبعاد الأبناء عن الوالدين وتشجيعهم على التمرد.
- المقارنة مع الآخرين: قد تؤدي مقارنة الأبناء بغيرهم من الأطفال إلى شعورهم بالنقص وعدم القيمة؛ ما يؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم يرفضون النصيحة.
- عدم الالتزام بالوعود: إذا وعد الوالدان بمنح مكافأة للأبناء ولم يفوا بوعدهم، فإن ذلك يقلل من مصداقيتهم، ويجعل الأبناء أقل استعدادًا للاستماع إليهم.
- عدم إعطاء الأبناء مساحة شخصية: يجب على الآباء أن يعطوا أبناءهم مساحة شخصية واحترام خصوصيتهم، حتى يشعروا بالأمان والثقة في التعبير عن آرائهم ومشاعرهم.
كيف يمكن تجنب مشكلة تجاهل الأبناء للتوجيهات
ويمكن للآباء تجنب هذه المشكلة من خلال اتباع الآتي:
- بناء علاقة قوية: يجب على الآباء أن يبذلوا قصارى جهدهم لبناء علاقة قوية مع أبنائهم مبنية على الحب والثقة المتبادلة.
- الاستماع إلى الأبناء: يجب على الآباء أن يستمعوا إلى آراء وأفكار أبنائهم بجدية، وأن يأخذوها في الاعتبار.
- التواصل بوضوح: يجب على الآباء أن يتواصلوا مع أبنائهم بوضوح وشفافية، وأن يشرحوا لهم أسباب توجيهاتهم.
- القدوة الحسنة: يجب على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، وأن يطبقوا ما يطلبونه منهم.
- التشجيع والإيجابية: يجب على الآباء أن يشجعوا أبناءهم على النجاح، وأن يقدموا لهم الدعم المعنوي.
بناء علاقة صداقة مع الأبناء
بناء علاقة صداقة قوية مع الأبناء هو هدف يسعى إليه كل أب وأم. هذه العلاقة ليست مجرد ترف، بل هي الأساس لبناء شخصيات أطفالنا، وتوجيههم نحو مستقبل مشرق. لذا إليكِ بعض النصائح التي تساعدك على بناء هذه العلاقة:
1. الاستماع الفعال:
- خصص وقتًا للاستماع: خصص وقتًا يوميًا للاستماع إلى طفلك دون مقاطعة، واسأله عن يومه، وأفكاره، ومشاعره.
- اظهر اهتمامًا حقيقيًا: استمع بتركيز، واعكس ما يقوله بكلماتك الخاصة ليتأكد من أنك تفهمه جيدًا.
- تجنب إصدار الأحكام: لا تسرع في إصدار الأحكام على أفكاره أو مشاعره، بل حاول أن تفهم وجهة نظره.
2. قضاء وقت ممتع معًا:
- أنشطة مشتركة: شارك أطفالك في الأنشطة التي يحبونها، سواء كانت رياضية، فنية، أو حتى مجرد لعب.
- خلق ذكريات جميلة: اجعل من الوقت الذي تقضيه مع أطفالك وقتًا لا ينسى، وخلق ذكريات جميلة يبقى أثرها طويلًا.
- المرونة والانفتاح: كن مستعدًا لتجربة أشياء جديدة مع أطفالك، وكن منفتحًا على اقتراحاتهم.
3. التواصل الصريح والمفتوح:
- الصدق والوضوح: كن صادقًا مع أطفالك، وتحدث معهم بوضوح وشفافية عن أي موضوع، مهما كان حساسًا.
- تشجيع التعبير عن المشاعر: شجع أطفالك على التعبير عن مشاعرهم بكل صراحة، وأخبرهم أنك موجود دائمًا لدعمهم.
- تجنب اللوم والانتقاد: تجنب لوم أطفالك أو انتقادهم، بل حاول مساعدتهم على فهم أخطائهم وتصحيحها.
4. الثقة المتبادلة:
- الوفاء بالوعود: حافظ على وعودك لأطفالك، حتى لو كانت صغيرة، لبناء الثقة بينكما.
- الاعتراف بالأخطاء: لا تتردد في الاعتراف بأخطائك أمام أطفالك، فهذا يجعلك نموذجًا يحتذى به.
- دعم قراراتهم: شجع أطفالك على اتخاذ قراراتهم الخاصة، ودعمهم على تحقيق أهدافهم.
5. الحفاظ على حدود واضحة:
- الوضوح في القواعد: حدد قواعد واضحة لسلوك أطفالك، وشرح أهمية كل قاعدة.
- التحلي بالثبات: كن ثابتًا في تطبيق القواعد، وتجنب التردد أو التسامح مع أي خرق لها.
- العقاب الإيجابي: استخدم العقاب الإيجابي بدلًا من العقاب البدني أو النفسي، كحرمانهم من شيء يحبونه مؤقتًا.
6. تطوير مهاراتك كأب أو أم:
- القراءة والتعلم المستمر: ابحث عن معلومات جديدة حول تربية الأبناء، وحاول تطبيقها في حياتك اليومية.
- طلب المساعدة: لا تتردد في طلب المساعدة من الخبراء، كالأخصائيين النفسيين أو المرشدين التربويين.
- العمل على نفسك: اهتم بتطوير نفسك كشخص، فهذا يؤثر بشكل إيجابي على علاقتك بأطفالك.
كيفية التعامل مع الأبناء المراهقين
مرحلة المراهقة هي فترة انتقالية صعبة على الأبناء والأهل على حد سواء. تتسم هذه المرحلة بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية والعاطفية التي قد تؤدي إلى صعوبات في التواصل والتفاهم. لذا إليكِ بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على التعامل مع ابنك المراهق بشكل أفضل:
- تفهّم التغيرات: حاول فهم التغيرات التي يمر بها ابنك المراهق، فهي طبيعية وجزء من النمو.
- التقبّل غير المشروط: عبّر عن حبك وتقديرك لابنك، حتى في أوقات الصعوبة.
- الصبر والمرونة: تذكر أن المراهقة مرحلة مؤقتة، واحرص على التحلي بالصبر والمرونة.
- التواصل المفتوح: شجع ابنك على التعبير عن مشاعره وآرائه بحرية، واستمع إليه بانتباه.
- قضاء وقت ممتع: خصص وقتًا لقضاء أوقات ممتعة مع ابنك، شاركه في اهتماماته.
- الثقة المتبادلة: بناء الثقة مع ابنك من خلال الوفاء بوعودك والصدق في التعامل معه.
- قواعد واضحة: حدد قواعد واضحة لسلوك ابنك، وشرح الأسباب وراء هذه القواعد.
- العواقب الطبيعية: حدد عواقب محددة لعدم الالتزام بالقواعد، وتأكد من تطبيقها.
- المرونة: كن مرنًا في بعض الأحيان، ولكن لا تتنازل عن القواعد الأساسية.
- الحفاظ على الهدوء: حاول الحفاظ على هدوئك أثناء النقاشات الحادة، وتجنب الصراخ والشتائم.
- التركيز على المشكلة: ركز على المشكلة وليس على الشخص، وحاول إيجاد حلول مشتركة.
- التفاوض: كن مستعدًا للتفاوض والوصول إلى حلول وسط.
- الشعور بالأمان: امنح ابنك الشعور بالأمان والدعم، حتى يشعر بالثقة في نفسه.
- التشجيع على الاستقلال: شجع ابنك على اتخاذ قراراته الخاصة، ولكن قدم له النصيحة والتوجيه.
- الاحتفال بالإنجازات: احتفل بإنجازات ابنك، مهما كانت صغيرة، لتشجيعه على المزيد.
- تعاون مع المدرسة: ابق على اتصال دائم بمدرسة ابنك، وتعاون مع المعلمين.
- الاهتمام بالصحة النفسية: شجع ابنك على طلب المساعدة المهنية إذا كان يعاني من أي مشاكل نفسية.
- قدوة حسنة: كن قدوة حسنة لابنك، ومارس السلوكيات التي تريد أن يراها فيك.
أهمية احتواء الأبناء في مرحلة المراهقة
وتتمثل أهمية احتواء الأبناء خلال مرحلة المراهقة في:
- بناء الثقة: عندما يشعر المراهق بأن والديه يثقان به ويحترمون آراءه، فإنه يشعر بقيمة نفسه وبأنه قادر على تحقيق الكثير. هذا الشعور بالثقة يساعد على بناء علاقة قوية ومتينة بين الأبناء والآباء.
- التعامل مع التحديات: يواجه المراهقون العديد من التحديات في حياتهم، مثل الضغوط الدراسية، والعلاقات الاجتماعية، والتغيرات الجسدية. عندما يشعر المراهق بدعم عائلته، فإنه يكون أكثر قدرة على مواجهة هذه التحديات والتغلب عليها.
- منع المشاكل السلوكية: غالبًا ما تلجأ المراهقة إلى السلوكيات المشكلة، مثل التمرد أو الانطواء، كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم أو جذب الانتباه. إن توفير بيئة آمنة وداعمة يمكن أن يساعد في منع هذه السلوكيات.
- تعزيز الصحة النفسية: يشعر المراهقون الذين يحظون بالدعم العائلي بمشاعر إيجابية، مثل السعادة والرضا عن النفس. هذا بدوره يساهم في تعزيز صحتهم النفسية، ويقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
- تطوير مهارات الحياة: من خلال التفاعل مع الوالدين، يتعلم المراهقون مهارات الحياة الأساسية، مثل التواصل الفعال، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات.